05-02-2025 07:30 PM
سرايا - يُعَدُّ التسوّق الإلكتروني في هذه الأيام واحدًا من أبرز وسائل التسوّق وأكثرها شيوعًا بين الناس. إذ يسهل على الأفراد الجلوس أمام شاشة الحاسوب أو استعمال هواتفهم الذكية لتصفّح مواقع وتطبيقات التجارة الإلكترونية بسرعةٍ كبيرة، عدا عن تعدّد خيارات الدفع ضمن تلك التطبيقات. ومع ذلك، ورغم كل التسهيلات التي تقدّمها هذه المتاجر، هناك بعض الجوانب التي ينبغي التوقّف عندها لمناقشة واقع التجارة الإلكترونية وإمكانيات تطويرها بشكلٍ أكثر شمولًا، لاسيما في دعم المنتجات المحلية ودفع عجلة الاقتصاد الوطني.
المتاجر الإلكترونية بين واقع الافتراضية وتحديات تنوّع المنتجات
إنّ هذه المنصّات الرقمية ليست “متاجر حقيقية” بالمعنى التقليدي، ففي كثيرٍ من الأحيان تعتمد على توفير منتجات من مورّدين محددين، حتى لو أخذت على عاتقها تخزين جزءٍ من البضائع في مخازنها الخاصة. هذا الأمر يحدّ من قدرتها على تقديم تجربة متكاملة للمتسوّقين؛ فعلى سبيل المثال، قد تحتاج تلك المتاجر إلى استيراد بعض السلع أو شرائها محليًا لعرضها مجددًا على تطبيقاتها الإلكترونية. ونتيجة لذلك، قد تبرز فجوات في الأسعار مقارنةً بالمنافسين، لأنّ المتجر نفسه يتحوّل إلى وسيطٍ يُعيد بيع منتجات “عشوائية المصدر” كما لو كان موزّعًا لها.
وحين تملك بعض هذه المنصّات مقدرةً على توفير سلع معيّنة لمستخدميها، فإنها غالبًا ما تتخصّص في فئات محدودة، مثل الإلكترونيات أو الأطعمة والحلويات أو الأدوات المنزلية أو مستحضرات التجميل، دون أن تجمع كل ما قد يحتاجه المستهلك في نقطةٍ واحدة. وتدفع هذه المحدودية في الأصناف كثيرًا من المستخدمين إلى البحث في منصّات مختلفة لتلبية احتياجاتهم المتنوّعة.
إلى جانب ذلك، فإنّ المتاجر الإلكترونية قد تعقد اتفاقيات توريد طويلة الأمد مع شركات أو مورّدين من خارج البلاد، بهدف ضمان سرعة التوصيل واستمرارية تزويد المخازن بالسلع. غير أنّ هذا الأسلوب يؤدي، في نهاية المطاف، إلى تراجع فرص دعم المنتجات المصنّعة محليًا، لاسيّما وأنّ الاهتمام يتركّز أكثر على منافع الاستيراد السريع بدلًا من تسويق المنتج الوطني.
منصة “محلي” وتجربتها المميزة في التسوق الإلكتروني
من هذا المنطلق، تنبثق منصة "محلي" لتقدّم تجربة جديدة في السوق السعودية. إنها منصّة تتيح للمستخدمين البحث عن منتجات متنوّعة، موفرةً عشرات الآلاف من العلامات التجارية والمتاجر المحلية، علاوةً على ملايين المنتجات المتاحة. وقد ظهرت هذه المنصّة من خلال "سلّة"، وهي منصة تجارة إلكترونية سعوديّة معروفة، إذ تشير المعلومات المنشورة على موقع "محلي" الرسمي إلى احتوائه على:
أكثر من 36,000 متجر من متاجر سلّة
وأكثر من 8,000,000 منتج مختلف
بالتعاون مع أكثر من 60,000 متجرٍ إلكتروني محلي
وتأتي أهمية "محلي" من تخصيص الأولوية للمتاجر والمنتجات المحليّة، سعيًا لتشجيع التجار على التسويق لمنتجاتهم الوطنية عبر الموقع الإلكتروني للمنصة. فهي بهذا تُمكِّن التاجر المحلي من الوصول إلى المستهلك المحلي بشكلٍ يدعم الاقتصاد ويعزّز ثقافة الإنتاج والشراء المحلي.
دعم المتاجر المحلية وراحة المستخدم
لا يقتصر تميّز "محلي" على توفير البضائع المحلية فحسب، بل يتفوّق التطبيق أيضًا بشعبيته لدى المستخدمين في المملكة العربية السعودية. إذ تفيد المنصّة بأنّ واحدًا من كل ثلاثة مستخدمين محليين يعتمدون على متجر "محلي" لطلب مختلف حاجاتهم اليومية والمنتظمة. وربما يكون ذلك عائدًا إلى تعدّد الخيارات وسهولة العثور على المتاجر المفضّلة لكل مستخدم وتصفّحها بيسر وسرعة، إلى جانب خاصية تتبّع الطلبات التي يوفّرها التطبيق بالتعاون مع أكثر من 40 شركة شحن مختلفة.
أهمية التجربة المخصصة في التجارة الإلكترونية
من ناحية أخرى، تتجلّى إحدى أصعب التحدّيات التي تواجه منصّات التسوّق الإلكتروني في تقديم تجربة مخصصة لكل مستخدم على حدة. إذ يحتاج كثيرٌ من المستخدمين إلى تصنيف التوصيات والمنتجات وفق تفضيلاتهم وسجلات الشراء السابقة، حتى يشعروا أنّ المنصّة تفهم متطلباتهم وتسهّل عليهم عمليات البحث.
وفي هذا الصدد، يعتمد تطبيق "محلي" بشكلٍ كبير على الذكاء الاصطناعي في محرّك البحث داخل التطبيق، ما يمكّنه من دراسة سلوكيات الشراء وتعرّف أولويات المستخدمين. وبهذه الطريقة، يمكن للتطبيق أن يقترح السلع ذات الصلة أو العروض الأنسب لاحتياجات المستهلك، وهو ما يسهم في تحسين تجربتهم وتشجيعهم على الاستمرار في استخدام المنصّة. وبحسب تحديثات منصة "سلّة" التقنية، فإن عروض الخصومات والبرامج الترويجية الدورية تُعَدُّ من العوامل المحفّزة التي تضمن ولاءً طويل المدى من جانب العملاء.
خيارات دفع متعددة وسهولة الوصول
بالإضافة إلى المزايا السابقة، تتيح "محلي" باقة واسعة من خيارات الدفع، تشمل خدمات مثل Apple Pay والدفع بواسطة مدى والدفع عند الاستلام. ويتوفّر التطبيق على متجر "جوجل بلاي" لمستخدمي أندرويد و"آبل ستور" لمستخدمي آيفون، ليُضفي بذلك مزيدًا من المرونة على تجربة التسوق. وتؤكد المنصّة عبر موقعها الرسمي (وكذلك عبر المنصّات التابعة لـ"سلّة") أنّها حرصت على تلبية مختلف تفضيلات المستخدمين فيما يتعلق بالدفع، بغية ضمان أقصى درجات الراحة والأمان.
معلومات إضافية حول منصة “محلي”
تتصدّر "محلي" واجهة التجارة الإلكترونية المحلية ضمن مشهدٍ تنافسي يضم منصّات عديدة، سواءً على الصعيد الإقليمي أو العالمي. فإلى جانب متاجر إلكترونية أخرى في السعودية، نجد منافسة قوية من مواقع وشركات عالمية مثل "Noon" و"Shein" و"Amazon" و"Temu". ومع ذلك، فإنّ دعم "سلّة" لهذه المنصّة، كونها واحدة من أبرز حلول التجارة الإلكترونية في المملكة، أكسب "محلي" دفعةً مؤثرة وعزّز حضورها في السوق.
ومن أحدث مزايا "محلي" ما يُعرف بـ "Mahally Coupons"، التي تم طرحها لتمنح المستهلكين خيارات خصم أفضل وفرص تسوّق أكثر تنافسية. كما يُشار إلى أنّ المنصّة باتت تعتمد على الذكاء الاصطناعي في خاصية البحث الذكي، ما يسهل على المستخدم تحديد المنتجات الأنسب له بأقل جهد وفي وقت قصير.
منصة متكاملة تدعم المنتج الوطني
تطمح "محلي" إلى إنشاء سوقٍ إلكتروني محلي شامل يضم كل ما قد يحتاجه المستهلك. وقد رُصد أحد أكثر المنتجات رواجًا ضمن هذه المنصة، وهو "السيف السعودي"، في دلالةٍ على مدى ارتباط المستخدمين بمنتجات تراثية ذات هوية وطنية. هكذا تسعى المنصة جاهدةً إلى توفير مجموعة متنوّعة من المنتجات، بدءًا من المواد الاستهلاكية اليومية وصولًا إلى المشغولات التراثية والقطع الفريدة من نوعها.
وليس الهدف من كل هذا التنوّع إرضاء أذواق المستهلكين وحسب، وإنما أيضًا دعم الاقتصاد المحليّ وإفساح المجال لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة للانطلاق وعرض منتجاتهم على نطاقٍ أشمل. فالرسالة الأساسية لـ"محلي" تتمثل في جمع التاجر المحلي بالمستهلك المحلي، وتقديم أفضل الأسعار الممكنة، مدعومة بشحنٍ سريع وعروضٍ ترويجية متجددة، إلى جانب واجهة استخدام سهلة وخاصية تتبعٍ للطلبيات.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-02-2025 07:30 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |