بقلم : سلطان عبد الكريم الخلايلة
يمر أردننا بلحظات حاسمة في وقت تتكالب فيه القوى الخارجية على تهديد أمن الوطن واستقراره. ضغوطات من كل صوب تستلزم أن نكون جنوداً مخلصين بدعم ثوابتنا الوطنية والتصدي لكل ذلك.

أكتب كأردني عن رفض تام للتهجير، وكل من هو أردني يتماهى موقفه مع قيادتنا الهاشمية ودولتنا. وللحديث عن الرفض بوضوح، فهو ليس اقتصاديًا كما يشير البعض، بل الأبعد والأهم هو أنه لا يوجد حق عودة؛ أي أنه يعطي الشعب الفلسطيني تذكرة خروج نهائي، ويعمل على إفراغ فلسطين وجعل الأردن وطنًا بديلاً، وهذا نسف لديمغرافية الأردن.

قصة التهجير برمّتها أبعد من كل محاور الاقتصاد للأردني، فهي تعني لنا إنهاء لهويتنا الوطنية الأردنية. كذلك، بالنسبة لكل فلسطيني لا يريد إنهاء هويته الفلسطينية، فإن القبول يعني عبثًا كبيرًا بكل البنية السياسية الأردنية وتركيبتنا السكانية، وهذه خيانة وتعني تصفية كاملة للقضية الفلسطينية، وهذا مرفوض بكل قوة ووضوح تام.

وفي تلك الظروف الصعبة والتحديات، علينا جميعًا أن نحذر من أي شيء يؤثر على عقول الناس وتفكيرهم، وأن نتمسك بقيادتنا الهاشمية، والثقة بمؤسساتنا العسكرية والأمنية.

في هذه الأثناء، الأردنيون ليسوا بحاجة لخطابات ناعمة وأحاديث عن تبعات رفض قرار التهجير على الاقتصاد الأردني وتخويف الناس من التبعات لقوة موقفنا الأردني الرافض للتهجير.

بعون الله سنتخطى الأزمة في ظل إدارة وطنية حكيمة وبخطاب واعٍ صارم دون البرجوازية السياسية، ولننهي حقبة التجارة بفلسطين. والآن، لأجل الوطن ولأجل ترابه وسمائه، فلنقل خيرًا أو لنصمت؛ فالكلمة كحد السيف باتت، والوطن أغلى.

نحن أهل الوطن، نحن من يملك الكرامة، ونحن السنديان والبلوط، ونحن المر والعلقم، نحن السيف والبارود مهما كانت الأيام وظروفها. فنحن لا نتبدل مع الوطن وللوطن بإذن الله. نقف مع الملك صفًا بصف، وكتفًا بكتف، ونسير خلف حكمته بأمان، وننظر إلى جهوده الدبلوماسية من لقاءات واتصالات فور إعلان ترامب مشروعه. فحماك الله مولاي، وببركة الوفاء نصون الوطن بوفاء، ودام الأردن يتعالى.