حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,6 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2267

بلال حسن التل يكتب: مفردات عربية لحماية الأردن

بلال حسن التل يكتب: مفردات عربية لحماية الأردن

بلال حسن التل يكتب: مفردات عربية لحماية الأردن

06-02-2025 09:50 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : بلال حسن التل
بيّنت في مقال سابق، كيف أن اللغة العربية كانت سبباً من أسباب انتصار غزة، لأن اللغة ليست حروفاً أبجدية للتخاطب، بل هي خزان للمفاهيم والقيم التي تتجسد سلوكاً ومواقف، ترسم شكل حياة المجتمع، والعلاقة بين مكوناته، بل وحمايته عندما تهدده مخاطر وتواجهه تحديات. مثلما هو حال وطننا الأردن، الذي نظن أننا لكي نحميه؛ فإننا بحاجة إلى استحضار المكنون الفكري والثقافي للكثير من مفردات لغتنا العربية.

أولى المفردات التي نحتاج إلى تجسيدها في واقعنا الأردني، هي مفردة الصبر ومفهوم المصابرة، الذي كان عنصراً مهماً من عناصر انتصار غزة، فنحن في الأردن نعيش ظروفاً اقتصادية صعبة، وربما تزيد صعوبتها في المرحلة المقبلة، ما يحتاج منا الى الصبر والمصابرة والتحمل لظروف بلدنا الاقتصادية، مع العمل الجاد الصبور للتغلب عليها، وعدم الاكتفاء بالتباكي، وندب سوء الحظ، ولوم الحكومة، فليس من المعقول ان يقف كل الأردنيين في طابور انتظار الوظيفة الحكومية، والعمل المكتبي، بينما يزدحم بلدنا بمئات آلاف من العمالة الوافدة، من الذين يمارسون أعمالاً كان الأردنيون يمارسونها الى عقود قريبة، كالاعمال الزراعية، والمهن اليدوية، والعمل في البناء والانشاءات، فهذا الجيل ليس اكثر كرامة من جيل آبائه واجداده، بل ليس أكرم من رسل الله فقد عمل الكثيرون منهم أعمالاً وحرفاً يدوية، فالصبر على تعب العمل اليدوي من سبل الخلاص لبلدنا، ومن ثم الخلاص من ازمتنا الاقتصادية وافرازاتها من فقر وبطالة.

المفردة العربية الثانية التي نحتاج الى استحضارها لحماية بلدنا، هي (فتبينوا) التي حث عليها القرآن الكريم، وفي قراءة اخرى (فتثبتوا)، فبلدنا يتعرض لحرب الجيلين الرابع والخامس من اجيال الحرب، وهي الحرب الإلكترونية، واهم اسلحتها الإشاعات التي تتعمد نشر الاخبار المختلقة التي لا اساس لها من الصحة، بهدف هز ثقتنا بانفسنا، وبوطننا، وبمؤسساتنا، من خلال الاشاعة المحرمة تحريما قاطعا في ديننا، لانها باب من ابواب نشر الفاحشة، ولون من ألون الكذب، وصنف من أصناف النفاق، ومدخل من مداخل العدو، لتفريق صفنا لذلك علينا ان نتسلح لمواجهة ذلك كله بسلاح التثبت والتبين، اي التحقق من صدق ما يصلنا من معلومات او اخبار قبل أن نساعد على نشرها وتداولها، فنكون عنصرا من عناصر ضعف بلدنا، وسببا من أسباب فرقة صفنا.

وحتى لا يتفرق صفنا ويضعف بلدنا، علينا ان نستحضر في حياتنا مكنونات مفردة (واعتصموا).. والاعتصام هو التمسك، لذلك علينا أان نتمسك بعهد حماية الأردن، وهويتنا الوطنية الأردنية، في إطار تلاحم وطني حول اردننا الاغلى والاعز.

وحتى يكون اعتصامنا فعّالاً في حماية وطننا الأردني، علينا ان نستحضر مكنونات مفردة الرباط والمرابطة، والتي تعني في معنى من معانيها الانتباه والحذر، وتعني ايضا ان نكون الحصن الذي يحمي الوطن، وهي مسؤولية تقع على عاتق كل فرد أردني، عليه ان يستذكر قول رسول الله (انت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتينا من قبلك)، ولأن الاسلام يحث على حب الوطن والاستشهاد في سبيله، فعلى كل أردني ان يتذكر دائما انه على ثغرة من ثغور الأردن، عليه حمايتها من اشاعة هدامة تستهدف وحدة صفه، او عصابة تستهدف شبابه بالمخدرات، او تستهدف أمنه بالسلاح المهرب، او تستهدف امتداده غربي النهر بالتهجير القسري.

هذه بعض المفردات اللغوية التي نحتاج استحضار وتجسيد معانيها في واقعنا الأردني، لذلك كان المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية، فاللغة عنوان وجود، ومضمون هوية حضارية، ودرع وطن.











طباعة
  • المشاهدات: 2267
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-02-2025 09:50 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل ينجح مخطط ترمب المدعوم "إسرائيليا" في تهجير الفلسطينيين من غزة رغم الرفض القاطع لمصر والأردن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم