06-02-2025 09:51 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
يذهب كعادته ترمب بعيدا في طروحاته حول غزة، يطرح صفقة أو طرح صادم حول غزة، ويتحدث بثقة غير آبه لكل أدبيات تحقيق المصير، وحقوق الشعوب، ويغلف حديثه بالتلويح حينا، وبالاقتصاد ومعادلات الربح والخسارة.
ومن تابع تصريحاته وإلى جانبه نتنياهو المدرك بأن كل ما فيه خيلاء لا يعادل شيئا، بعدما غرق بحرب غزة، التي قدمت إسرائيل على حقيقتها، يدرك ان كل ما تحدث به ترمب ونتنياهو ليس سوى «تهريج» لا يرتقي لشيء، وأن المنطقة، وقضية فلسطين، وأرضها التاريخية هي جزء من عقيدة ومبدأ، وقضية، وأن حتى من ينشد السلام في منطقتنا، لا يساوم على ذرة من حقوق فلسطين، بما تمثله ارضها من رمزية ووجدان.
كان صاعقا حديث ترمب لمن لا يقرأ عقله، ومفاجئا لمن يعرفه حتى، وكان وهو يتحدث كأنما يصف أرضا خاوية او جزيرة معزولة يريد الاستيلاء عليها، وكأنما نحن في عالم يعيد الساعة إلى قرون خلت،أو لربما هو آخر فصول ما تدعيه أميركا من حضارة، وقانون دولي، وسمي ما شئت مما تتحدث عنه أميركا ليل نهار.
فالحديث عن إخلاء غزة من أهلها بعد عام ونصف العام من حرب دمرت البشر والحجر، والحلم ب «ريفيرا» فوق الدماء التي سالت، وعلى أنقاض من فدوا فلسطين ببيوتهم وعيالهم ومالهم، لأجل «منتجعات» فهو لا يدري شيئا، وإن كان يدري فالمصيبة أكبر!!.
غير أن الردود على ترمب لم تتأخر، فالحليف والخصم، يدرك أن حديث ترمب وما يحلم به، سيكون له أثر يتجاوز حدود المعقول، فلا يمكن أن تتحدث عن إنهاء الحروب وتقدم وصفة عبثية كلها لغو، ولا تمت للواقع بصلة!!.
إن غزة يا سيد ترمب وبعد كل الذي جرى، فوق أن تخضع لحسابات الصفقات، وما مر عليها وعلى هذه المنطقة من حروب وظروف وتحولات تثبت في كل مرة، أن الحياد عن الصواب والعدالة سيخلق حروبا أخرى، لا تقف إلا بصيغة معقولة، لا فكرة مجنونة، تهدد بنيران لو اشتعلت فإن لهيبها سيحرق الكثير، وهذا أمر يعلمه نتنياهو الذي يبدو أنه تمادى في لعبة السلطة والكرسي رغم كل ما خلفه من مأساة.
إن ترمب وإدارته بهذه الطروحات يثبتون من جديد أنهم يتعاملون مع عالم آخر، غير العالم الواقعي المعاش، ويظنون أن قضية فلسطين تشبه بتعقيداتها وامتداداتها حديثهم عن ضرائب الجمارك، والواردات، وغيرها من طروحات بعضها غير مألوف في عالم السياسة الدولية، وهو عالم مصاب بعلل قبل ما سمعناه من ترمب فكيف الآن!!!.
إنها مقاربات لا معقولة لقضية عمرها نحو القرن، وما يزال أهلها يبحثون عن العدالة، وألا كيف بقيت فلسطين حية حتى اليوم.. إن الإجابة على هذا السؤال واضحة، بغير العدالة لن يكون هناك حل في فلسطين وفي منطقتنا، فالصفقة الوحيدة، أو سمها ما شئت، هي العدالة لفلسطين وقضيتها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-02-2025 09:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |