بقلم : علي محمد دراوشه
منذُ تأسيس الإمارة لم تواجه الأردن تحدياتٍ وضغوطاتٍ مِثْلَ التي تواجهها في أيامنا هذه ، ورغم كل هذه الأعباء التي تحمّلها الأردن وبالرغم من قلة إمكانياته ومحدودية مواردة إلا أنه لا يزالُ البعض يعتقد أن هذا الوطن من واجبهِ أن يتحمّلَ المزيد والمزيد بحكم جغرافيته ، حيثُ أطل علينا الرئيس الأمريكي بتصريحاتهِ الوخيمة والتي تضمّن فحواها "تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر" وفي هذا الصدد أتساءل إلى أين ستؤدي مقترحات الرئيس الأمريكي في حال نُفذت ، وما هو واجبنا كأردنيين في ظل التحديات التي تعصف بمملكتنا الحبيبة؟

بعد أيامٍ قليلة من تنصيب الرئيس الأمريكي وتقلدهِ للحكم أطل علينا بتصريحاته لا بل بأوامره إنْ صح التعبير والتي يتضمن فحواها "تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر"

لا بل أضاف ترامب من خلال العديد من اللقاءآت التي أجراها بأن الأردن ومصر من واجبهما استقبال الفلسطينيين؛ لأن غزة في الوقت الحالي ليست إلا موقعًا مُدمرًا لا يصلح للعيش

وردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي أكد جلالة الملك عبدالله الثاني بالعديد من اللقاءآت والمحافل الدولية بأنَّ الأردنَ لن يقبلَ أن يكونَ وطنًا بديلًا ، وأضاف جلالته أنَّهُ من واجب العالم أجمع أن يقفَ في وجه المُحتل وأن يطالبَ بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني إلى جانب حقهم بالإقامة على أرضهم.
وبنظرة تحليليّة للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي نجد أنَّها ليست إلا مخططات امريكية اسرائيلية تحمل في طياتها العديد من الأهداف والمطامع الخبيثة على حساب الدول العربية المجاورة لعل أبرزها التهجير القسري للفلسطينيين؛ لإتاحة الفرصة أمام الحكومة الإسرائيلية لتحقيق مطامعها الاستعمارية ، أما عن الجانب القانوني نجد أن هذه التصريحات التي أدلى بها الرئيس تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي حيثُ يُشكل ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم يُعد جريمةً من جرائم الحرب، مما يستوجب على العالم أجمع والأردن خاصةً استنكار مثل هذه التصريحات ورفضها بشكل قاطع؛ لانَّها تشكل مخالفة جسيمة للقوانين والمعاهدات الدولية.
ومن جانب آخر نجد أنَّه إذا نُفذت هذه التصريحات فسوف تشكل خطرًا مُحدقًا بالأردن من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأهم من ذلك أنها سوف ترمي باشقائنا الفلسطينيين الى الهاوية حيثُ أن هذه المخططات سوف تؤدي بنهاية المطاف إلى التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية.
بالرُّغمِ من الهجوم الضاري الذي يمارس على الأردن إلا أنه لا يزالُ ثابتًا على موقفه ومؤكدًا رفضه التام للمخططات الأمريكية الإسرائيلية ، وفي هذه الأوقات يستوجب علينا كأردنيين أن نقفَ ونتصدى بوجه كُل من تُسوّل لهُ نفسه بالعبث بوطننا الحبيب
ومن هنا نؤكد وقوفنا خلف قيادتنا الهاشمية ودعمنا الكامل لها ، حفظ الله ملكينا المعظم وولي عهده الأمين.