بقلم :
سرايا - المحامي انس الدعجة - في ظل التصعيدات الأخيرة في الشرق الأوسط، وتحديدًا في قطاع غزة، برز موقف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، كصوت قوي يدعو إلى السلام ويرفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. هذا الموقف ليس جديدًا على الأردن، بل هو امتداد لسياسة المملكة الثابتة في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

#رفض التهجير ودعم الحقوق الفلسطينية**
جلالة الملك عبدالله الثاني أكد مرارًا وتكرارًا رفض الأردن القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية. خلال لقاءاته مع قادة العالم، شدد الملك على ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم وضمان حقوقهم المشروعة، بما يتماشى مع حل الدولتين كمسار لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

في تصريحات له خلال زيارته إلى بروكسل، أشار الملك إلى أن أي سياسات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تقويض حقهم في إقامة دولة مستقلة هي سياسات مرفوضة تمامًا، وتشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي. كما أكد أن الأردن لن يقبل بأي حلول تتجاهل حقوق الفلسطينيين أو تفرض عليهم النزوح القسري.

#دور الأردن الإنساني في غزة**
لم يقتصر موقف الأردن على الرفض السياسي للتهجير، بل امتد ليشمل جهودًا إنسانية مكثفة لدعم أهل غزة. أطلق الجيش الأردني جسرًا جويًا لنقل المساعدات العاجلة إلى القطاع، حيث تم تنفيذ 16 رحلة يوميًا على مدار ثمانية أيام لتوصيل المواد الغذائية والطبية. كما قدمت المستشفيات الميدانية الأردنية خدمات طبية لأهالي غزة تحت ظروف بالغة الصعوبة، مما يعكس التزام الأردن الراسخ بمساعدة أشقائه الفلسطينيين في أحلك الظروف.

#التنسيق الدولي والعربي**
عمل جلالة الملك على تعزيز التنسيق مع الدول العربية والدولية لمواجهة أي محاولات لتهجير الفلسطينيين. خلال اتصالاته مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تم التأكيد على موقف عربي موحد يرفض أي خطط تهدف إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم. كما دعا الملك المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في دفع جهود تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

#رفض مقترحات ترامب**
في مواجهة المقترحات الأمريكية الأخيرة، التي نادى بها الرئيس دونالد ترامب، والتي تدعو إلى "تطهير" غزة وإعادة توطين سكانها في دول مجاورة مثل الأردن ومصر، أعلن جلالة الملك رفضه القاطع لهذه الخطط. ووصفها بأنها غير قانونية وتتعارض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان. كما أكد أن مثل هذه المقترحات لن تؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة.


ختاماً ان موقف جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه غزة ورفض التهجير يعكس التزام الأردن الراسخ بدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني. من خلال الجهود السياسية والإنسانية، يظل الأردن شريكًا أساسيًا في السعي نحو تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة، مع الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في العيش على أرضهم وبناء مستقبلهم.

هذا الموقف ليس مجرد سياسة مؤقتة، بل هو جزء من إرث الأردن التاريخي في الوقوف إلى جانب الحقوق العادلة ودعم الأشقاء في أوقات المحن.
مؤكدين موقفنا الثابت تجاه فلسطين وغزه وخلف قيادتنا الهاشمية وقواتنا المسلحة .