حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,8 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1806

المحامي أكرم الزعبي يكتب: الجهود الوطنية في مواجهة التاجر والقاتل

المحامي أكرم الزعبي يكتب: الجهود الوطنية في مواجهة التاجر والقاتل

 المحامي أكرم الزعبي يكتب: الجهود الوطنية في مواجهة التاجر والقاتل

08-02-2025 09:44 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي أكرم الزعبي الرئيس السابق لرابطة الكتّاب الأردنيين
ليس سرًا أنّ العقلية التجارية للتاجر تفرض عليه في غالب الأحيان أن يقيس كل شيء بمقياس الربح والخسارة، وهذا ليس عيبًا ما كانت الإنسانية والأخلاق جزءً من منظومته القِيَميّة، فإن فقدها صار كل شيءٍ عنده مجرد استثمار، حتى ولو كان على حساب أيّ شيء، كما أنّه ليس سرًا أنّ محترف القتل يكون مجردًا من كل ما يتصل بالإنسانية من أخلاقٍ ومشاعر، بل ويتجاوز الحيوانية التي لا تقتل إلّا لتأكل فقط.

لم يكتفِ ترامب التاجر بالعزف على جراح الفلسطينيين، لكنّه ومن لحظة استلامه للرئاسة صار يرى في فلسطين (بشرًا وجغرافيا) تجارةً رابحة، سواء لجهة المال، أو لجهة إرضاء اللوبي الصهيوني، رغم أنّ المكوّن العربي في أمريكا ساهم بقوةٍ في وصوله للرئاسة، ووقف مع شريكه نتن ياهو يضحكان على أنقاض الدمار وبقايا الجثث في غزّة الصابرة المكلومة، ويخططان معًا لتجارةٍ ستبور حتمًا.

اجتمع التاجر والقاتل في بيتٍ فيه كل الألوان إلّا الأبيض، لأنّ البياض لا يليق إلّا بالقلوب النقيّة، القلوب التي بكت دمًا على الدماء الطاهرة، وحاولت جهدها تخفيف الألم وتقديم ما تقدر عليه من مؤونةٍ وغذاءٍ ودواء.

لكن، هل ذلك كاف !!

تبدو مقولة (أكلتُ يوم أكل الثور الأبيض) حاضرةً في التاريخ العربي بقوّة، وما يحزن في الأمر أنّ المقولة صارت مجرّد مقولة، لم يتعظ منها لا من كان في ماضي التاريخ، ولا من هو في مضارعه، ولا يهتمّ لأمرها من يسعى إلى مستقبله، فما دامت النار بعيدةً عنه فليس يعنيه أمر الشواء، متناسيًا مرّةً أخرى أنّ النار تمتدّ ما دام الهشيمُ متاحًا أمامها، وأنّ حفلة شوائه لن تكون إلا مسألة وقت لا أكثر.

لمواجهة التاجر والقاتل تحتاج إلى خطةٍ متكاملة للتعبئة الجماهيرية يلتحم فيها الرسميّ بالشعبي، فما دام أنهما لا يراعيان أبسط البروتوكولات الدبلوماسية، ولا يكترثا بأهم مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فإنّ المسير في طريق الدبلوماسية وحدها سيكون كارثيًا، ما لم يتوحّد قول الرسمي بفعل وقول الشعبي، وهذا يستلزم صناعة جبهةٍ وطنيةٍ موحدة يتكاتف فيها الجميع دون استثناءٍ خلف قيادته التي قالت (لا) كبيرة للتاجر والقاتل.

هذا أوان توحيد الجهود لجميع أطراف المعادلة السياسية الداخلية، في مواجهة السياسة الخارجية، التي تريد إعادة تشكيل الخريطة على هواها، و أوان تعزيز الأمن الثقافي الذي تبدو الحاجة إليه هذه الأيام أكثر من أي وقتٍ مضى، و أوان قول (نعم) كبيرة للاءات جلالة الملك الثلاث التي أطلقها في العام (2019) بخصوص صفقة القرن : (لا) للتوطين، (لا) للوطن البديل، والقدس خط أحمر، وهذا أوان (نعم) كبيرة جدًا لجهود جلالته الجبّارة، ودبلوماسيته الأردنية المتمثلة بوزارة خارجيته للوقوف بحزمٍ وصلابة في مواجهة مخططات التوسّع والتهجير، فالمخططات كبيرة، والتحديات صعبة، ولا سبيل لمواجهتها إلّا في وحدة وطنية داخلية، ورفض عربي مشترك.

المحامي أكرم الزعبي
رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين السابق











طباعة
  • المشاهدات: 1806
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
08-02-2025 09:44 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل ينجح مخطط ترمب المدعوم "إسرائيليا" في تهجير الفلسطينيين من غزة رغم الرفض القاطع لمصر والأردن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم