09-02-2025 09:14 AM
بقلم : العين فاضل محمد الحمود
هو عهدُ المحبةِ الضاربُ بجذورِ الوفاء، ينبضُ به القلبُ على مدى الأيامِ والسنين، لنعلمَ علمَ اليقين بأننا حظينا في هذا الوطنِ بنعمةٍ لا يكفيها شكرُ السنين. فما إن وطئت خيولُ بني هاشم أرضَ هذا الوطن، وهي تصهلُ بالمحبة، حتى بدأت قصةُ الشموخِ التي لا تعرفُ النهايات، ليبقى العنوانُ سباقَ الزمانِ في تحقيق الطموحاتِ والآمال، حتى جاء ملكُ القلوب، باني الأردن الكريم، الراحلُ العظيمُ الملكُ الحسينُ بن طلال، طيّبَ اللهُ ثراه، فما كان إلا عباءةً عربيةً، وقصيدةً قيلت بكل لسان، ليضعَ الأردنَّ على طريقِ التحديثِ والتطويرِ والنجاح، ويكونَ صاحبَ المواقفِ العظيمةِ والحاسمةِ في ساحةٍ كانت تعجُّ بالتوتراتِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والعسكرية. لنقولَ هنا: لقد وفيتَ العهدَ يا ملكَ القلوب، فكنتَ فينا الأبَ والقائدَ والإنسان، وما رحلتَ إلا بعدما أوكلتَ المسيرةَ إلى من يُكملها ويرعاها.
سيبقى العهدُ فينا نفسَ العهد، فما كان عهدُنا لجلالةِ الملكِ عبداللهِ الثاني ابنِ الحسينِ إلا امتدادًا لعهدٍ قطعناه على أنفسِنا، راسخًا في قلوبِنا إلى أن يرثَ اللهُ الأرضَ وما عليها، لتستمرَّ هنا مسيرةُ الإنجازِ المُكللةُ بالاستقرار، بفضلِ فكرٍ ونهجٍ وعملٍ متواصلٍ على مدارِ ستةٍ وعشرين عامًا، حملَ خلالها أعوامًا من لغةِ الإنجاز.
إننا ننعمُ اليومَ بحِمى ملكٍ عظيمٍ وقائدٍ كريمٍ، استطاعَ بحنكتهِ وفكرِه أن يقينا شرَّ تداعياتِ ما آلت إليه الظروفُ الراهنة، بعد تكالبِ أراذلِ السّاسةِ في العالمِ على القضايا العربية، وعلى رأسِها القدسُ الشريفُ وغزةُ هاشم، وما تشهده من محاولاتِ القتلِ والتهجيرِ والتجويعِ والاعتداءاتِ السافرةِ في الضفةِ الغربية، ليقودَ جلالةُ الملكِ جُملةً من التحركاتِ السياسيةِ الفعالة، التي ثبت من خلالها أن الأردنَّ لا يلينُ ولا يستكينُ، ولا يقبلُ بأنصافِ الحلول، ليبقى الثباتُ الرافضُ للتهجيرِ إلى ما يُسمى بالوطنِ البديلِ قرارًا حاسمًا جازمًا لا يقبلُ النقاشَ.
إننا، ونحنُ نتفيّأ ظلالَ ذكرى الوفاءِ والبيعة، نقول: إن الوفاءَ وفاءُ الرجال، وإن البيعةَ في أعناقِنا إلى الأبد، مؤكدين وجوبَ الوقوفِ خلفَ جلالةِ الملكِ في مرحلةٍ مفصليةٍ تحملُ عنوانَ “نكونُ أو لا نكون”، ليكونَ القسمُ نفسَ القسم، والعهدُ نفسَ العهد، بأننا معك وبك ماضون.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-02-2025 09:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |