10-02-2025 12:15 PM
بقلم : محمد خروب
فيما يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب, اطلاق المزيد من التصريحات وإيقاع المزيد من العقوبات, على دول وهيئات ومؤسسات وأشخاص وشركات, ناهيك عن انسحاب بلاده من وكالات ومؤسسات دولية كمجلس حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية, حيث وصفَ مراقبون قرار ترامب بأنه «القطيعة الكبرى», لما لهذه المنظمة المرموقة من دور إنساني وطبي ووقائي حيوي ومميز, تجاه بلدان الجنوب خصوصاً, كذلك الحال قطعَ ترامب التمويل عن الـ(UNRWA), ناهيك عن تقليص «وربما لاحقاً إغلاق» الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (US AID).
نقول: برزَ في الأثناء وعلى نحو صارخ ومريب إعلان البيت الأبيض، يوم الجمعة الماضي، أن الرئيس الأميركي وقعّ أمراً تنفيذياً بـ«وقف المساعدات المالية لدولة جنوب افريقيا»، في خطوة انتقامية على الدعوى التي رفعتها بريتوريا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية وعلاقتها «الوثيقة بإيران»، إلى جانب مزاعم بشأن سياساتها المُتعلقة بالأراضي. كما كشف البيت الأبيض عن خطة لـ«إعادة «توطين مزارعين» من جنوب أفريقيا وعائلاتهم في الولايات المتحدة كـ«لاجئين»، مع إعطاء الأولوية لمن هم من «نسل المستوطنين الهولنديين والفرنسيين الأوائل?(أي البيض). زاعماً أن هذه الفئات تُواجه «مُعاملة سيئة للغاية» نتيجة لسياسات «الأراضي» في جنوب أفريقيا. أما ما هو أكثر إثارة للاشمئزاز والإدانة هو زعم الملياردير المولود في جنوب أفريقيا/إيلون ماسك (وزير الكفاءة الحكومية في إدارة ترامب والمُقرّب منه)، إن («البيض» في جنوب أفريقيا كانوا ضحايا «قوانين المِلكية العُنصرية»).
لم يتأخر رد جنوب إفريقيا على تلك الاتهامات الأميركية المُفبركة, ليس فقط لأن تلك البقعة من العالم شهدِت أسوأ أشكال عنصرية المُستعمِر «الاستيطاني» الأبيض, مدعوماً من الدول الغربية/ البيضاء, وخصوصاً من الدولة الصهيونية العنصرية في فلسطين المُحتلة, حداً وصلَ بـ«إسرائيل» إلى إجراء تجربة نووية على أراضي جنوب افريقيا. ما عكسَ من بين أمور أخرى, علاقة وثيقة بين الكيانين العنصريين ضد السكان الأصليين, بل عندما ردت حكومة بريتوريا. بأنها «تتمتع بديمقراطية دستورية, مُلتزمة التزاماً عميقاً بسيادة القانون والعدالة، مُشدّد? على أن «الحكومة لم تستولِ على أيِّ أرض». فيما كشف رئيس جنوب أفريقيا/سيريل رامافوزا، حقيقة السياسة التي إنتهجتها حكومته في هذا الشأن، مؤكداً أنها «لا تتضمن مصادرة الأراضي» بل تهدف إلى «تحقيق توزيع أكثر عدالة. إذ تظل مُلكية الأراضي قضية حسّاسة في ذلك البلد، حيث «لا تزال أغلب الأراضي الزراعية في أيدي الأقلية البيضاء», رغم مرور ثلاثة عقود على انتهاء نظام الفصل العنصري.
السِجال ما يزال مُحتدماً بين البلدين, ومُجرد «منح» ترامب الأولوية, لِمَن هم من «نسل المستوطنين الهولنديين والفرنسيين الأوائل» (أي البيض). بذريعة انهم يُواجهون «معاملة سيئة للغاية» نتيجة لسياسات «الأراضي» في جنوب أفريقيا, يعني أننا أمام محاولة لقلب الحقائق للتغطية على الهدف الرئيس من الحملة الضارية التي تُشَن الآن على جنوب إفريقيا والرامية فيما نحسب دفع بريتوريا إلى سحب دعواها أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي, ضد الكيان الصهيوني العنصري, واتهامها تل أبيب بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ?بدعم ومشاركة أميركية مُعلنة». وهو ما يتجلى أيضاً في ادعاء البيت الأبيض, أن دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل (دليل على اتخاذ جنوب أفريقيا, مواقف مُعادية لواشنطن وحلفائها، ما أسهمَ في قرار وقف المساعدات وفق زعم البيان). دون أن ننسى حقيقة أن ترامب كان «هدّدَ بقطع التمويل عن جنوب أفريقيا منذ توليه منصبه».
* استدراك:
زعماء أحزاب اليمين المتطرف الأوروبي يُشيدون بترامب: «أخ السلاح»
أشاد زعماء أحزاب اليمين المتطرف في تحالف (وطنيون من أجل أوروبا)، بما هو «ثالث» أكبر كتلة تصويت في البرلمان الأوروبي، بعودة الرئيس الأميركي/ترامب إلى السلطة، خلال تجمّع عقدوه في مدريد أول أمس/السبت, تحت شعار «لنجعل أوروبا عظيمة من جديد». حيث شاركَ في الفعالية رئيس الوزراء المجري/أوربان, ونائب رئيسة الوزراء الإيطالية/سالفيني، بالإضافة إلى زعيمة حزب التجمّع الوطني الفرنسي/مارين لوبين/ وزعيم حزب الحرية الهولندي/غِيرتْ فيلدرز.
وقال أوربان، أمام نحو ألفَيْن من أنصار اليمين المُتطرف, الذين لوّح معظمهم بالعلم الإسباني: «إعصار ترامب غيّر العالم في غضون أسابيع قليلة,بالأمس ـ أضافَ ـ كُنا مارقين، واليوم أصبحنا التيار الرئيسي». فيما انتقد المُتحدثون «الهجرة» ودعا مُعظمهم إلى «استرداد» جديد، مُستخدمين لفظاً بالإسبانية يشير إلى «إعادة الممالك المسيحية غزو الأجزاء, التي كانت تحت سيطرة المُسلمين في شبه جزيرة أيبيريا خلال العصور الوسطى». في حين شدّد الهولندي/غِيرت فيلدرز على أن «الرئيس ترامب هو بالنسبة لنا أخٌ في السلاح»، داعياً إلى «استردا?» اليمين المتطرف في أوروبا، في إشارة إلى «الحروب التي شنّها ملوك إسبانيا الكاثوليك ضد المسلمين بين القرنين الثامن والخامس عشر».
kharroub@jpf.com.jo
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-02-2025 12:15 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |