11-02-2025 09:44 AM
بقلم : محمد خروب
فيما أصدرت أُسَرُ الأسرى الصهاينة, بياناً لاذعاً انتقدت فيه تمديد نتنياهو زيارته لواشنطن وإقامته (وأُسرته) في فندق فاخر, على حساب دافعي الضرائب في الكيان الفاشي, كانت أصداء مُقابلته «المُسجّلة» مع شبكة (FOXNEWS) الأميركية اليمينية, تتردّد في جنبات المشهديْن الأميركي والصهيوني, على نحو بدا وكان «سيناريو التهجير الترامبي» قد وُضِع على نار حامية. فيما أخذت تصريحاته عند وصوله إلى مطار اللد/ بن غوريون بُعداً أكثر «تفاخراً», عندما أشادَ بـ«اقتراح» ترامب, القاضي بتهجير سكان القطاع إلى بلدان مجاورة، واصفاً انه/ترا?ب.. خرجَ برؤية مُختلفة تماماً وأفضل بكثير لـ«إسرائيل»، في مقاربة ثورية وخلاقة». مُشدداً بأن ترامب «عازم على تنفيذ خطته»، ومضيفاً بحماسة أن الزيارة حققت «إنجازات هائلة».
لم يلبث أن تكفّل ترامب نفسه (أول أمس/الأحد) بإطلاق إشارة الماراثون الأولى, عندما أعلنَ «لأول مرة», أنه ما يزال «مُلتزماً بشراء غزة وامتلاكها»، مُضيفاً أنه «ربما» يُعطي أجزاءً من القطاع إلى دول أخرى في الشرق الأوسط لـ«بنائه». مُردفاً: «سأُحوّل غزة إلى موقع جيد للتنمية المُستقبلية»، «واعِداً» أنه سيهتم بالفلسطينيين وسيتأكد من أنهم «لن يُقتلوا». في ترجمة عملية لوصفه الشهير أن مؤامرة التهجير لا تعدو كونها «صفقة عقارية». وإذ لم يُعرَف بعد مَن الشخص/ التنظيم/ الدولة التي «ستبيع» أرضَ القطاع الفلسطيني المنكوب, لت?جر العقارات الأميركي الشهير. وهل ستكون خالية من سكانها عند توقيع عقد البيع؟ أم ستُوكل المُهمة لجيش الفاشية الصهيونية, لإستكمال حرب الإبادة والتطهير العِرقي والتجويع على غزة؟.
هنا أيضاً تحضر تفاصيل ما جاء في مقابلة نتنياهو مع شبكة (FOXNEWS) الأميركية. إذ قال نتنياهو بعجرفة محمولة على أكاذيب وتكرار مصطلحات تفوح منها رائحة العنصرية والتذاكي, مُعتبراً نتنياهو أن خطة ترامب كفيلة بـ«تغيير كل شيء في القطاع». واصفاً نتنياهو إياها بأنها «ليست إخلاء قسرياً». ولم يتردد لفرط إبتهاجه من نعت مقرح الرئيس الأميركي بـ"أفكار خارجَ الصندوق». مُضيفاً في وقاحة: «ليس تطهيراً عرقياً, الخروج مما يقوله الجميع عن أن «غزة هي سجن مفتوح في الهواء الطلق». مُتسائِلاً في تجاهل تام للحقائق الميدانية والسياسية ?لماثلة ومسؤولية كيانه النازي عن مآسي غزة قبل وخصوصاً بعد 7 أكتوبر 2023: «لماذا تُريدون إبقاءهم في السجن؟». في الوقت الذي واصلَ فيه ضخ المزيد من الأكاذيب عنما أجاب على سؤال قائِلاً: ان سكان غزة سيتمكنون «في النهاية من العودة إلى ديارهم». مُتناسياً عن قصد ما كان ترامب نفسه قاله عندما طرحَ «مشروع التهجير»: بأن عودة الغزّيين ستطول.
لم يتوقف نتنياهو عند هذا الحد من قلب الحقائق والترويج لعملية «تطهيرعِرقي/ مقترحات ترامب» وصفها المستشار الألماني/ شولتز, أحد أبرز «حُماة» الكيان الصهيوني وداعميه بأنهما «فضيحة», بل مضى/نتنياهو قُدماً في بثّ سرديته الصهيونية العنصرية الكاذبة, التي تُتقِن لعبة شراء الوقت وتكريس الأمر الواقع عندما تابع قائلاً: «أعطِهم خياراً بالانتقال مؤقتاً, بينما نُعيد بناء المكان مادياً», وأيضاً ـ أضافَ ـ نُعيد بناءه من حيث التطرّف». مُستدرِكاً: تُريدون العودة؟ عليكم «التبرؤ من الإرهاب»، ولكن يمكنكم العودة. مُوضِحاً تُرهات?ه بتساؤل لافت: أن التحدي الرئيسي هو...» أين يُمكن إرسال سكان غزة».
* استدراك:
نتنياهو يُهاجم رئيس الشاباك: «هو مُجرد موظف لا رأي له»!!
في سابقة (غير مسبوقة!!) هاجمَ رئيس وزراء العدو/نتنياهو أول أمس/الأحد، رئيس جهاز «الشاباك» رونين بار، مُطالباً إياه التزام حدوده كـَ«موظف».هجوم كهذا الذي شنّه نتنياهو على رئيس جهاز الإستخبارات الداخلية/الشاباك, جاء خلال اجتماع لحكومة العدو، تقرّر خلاله «تأجيل» تشكيل لجنة للتحقيق بأحداث 7 أكتوبر/2023، إلى ما بعد 3 أشهر.
إذ عقّبَ نتنياهو قائلاً باستخفاف وتحقير, على ما جاء في موقع «قناة i24 العبرية): «هذا سخيف، هو مُوظف، بـ«أي حق هو يُعبِّر عن موقف في قضية ليست من ضمن سلطته؟». عِلماً أن رئيس الشاباك طلب توزيع ملف دوَّن فيه رأيه بشأن اللجنة، ما أثار حفيظة نتنياهو. إذ قالت المستشارة القانونية للحكومة/غالي بيهاريف ميارا، التي شاركت على نحو «غير عادي» في اللجنة: «رئيس الشاباك طلبَ إرفاق موقفٍ مكتوبٍ, ولم يتم توزيعه على الوزراء».
kharroub@jpf.com.jo
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-02-2025 09:44 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |