11-02-2025 11:04 AM
بقلم : الدكتور أحمد الرواضية
الهاشميّون عُصاةٌ على الاستسلام، اشدّاءٌ على أعدائهم ، رُحماء على رعيّتهم ، سجلاتهم خالية من الدماء والإجرام ، أياديهم بيضاء كبياض القلوب التي في الصدور .
منذ النكبة الأولى والهاشميين يرفضون إقامة الكيان الصهيوامريكي على أرض فلسطين ، وقاد المغفور له جلالة الملك الشهيد عبدالله الأول الجيوش العربية محاربا ومدافعاً عن قضية العرب كل العرب ،ووقفوا صامدين ضد جميع المؤامرات التي أُحيكت بالأمتين العربية والإسلاميّة ؛ فكانوا حاضرين في كل المحافل الدوليّة والأُمميّة دفاعاً عن الإسلام والأرض العربيّة ، ونذروا أنفسهم وأولادهم فداء للوطن والقضيّة .
وُلد أميرٌ سِماتُ الخيرُ بوجهه ؛ إذ تزامنت ولادته مع ولادة أكبر صرح علمي في الأردن هي أم الجامعات - جامعتنا الأردنيَة - ، تعددت الإنجازات وأُنشأت المؤسسات الإعلامية والتعليمية والصروح الطبية في وطن محدود االإمكانيات الإقتصادية ؛ لكنه كبير قويّ بقيادة هاشميّة لم يشهد التاريخ مثيل ، فكان إصرار الحسين العظيم بإرادةٍ قويّة تحدت المعيقات والأخطار ، فرفع بيان دولة أصبحت من أقوى الدول في التعليم والصحة والإعلام والتدريب ، ترفدها قوات مسلّحة خاضت معركة الكرامة ؛ فكانت الكرامة .
كل هذه الإنجازات صاحبت مسيرة عمر الأمير الصغير ، ويكأن الله ، يقول : الخيرُ يسير جنباً إلى جنب عُمر الأمير عبد الله بن الحسين ..
كبرَ الأميرُ الشاب وأصبحَ ملكاً تخرُ له جباه الجبابرة العظام ، وذاع صيته بين دول الغرب وأصبح محور حديث القادة والعظماء.
بدأ مسيرته العملية بإدخال التكنولوجيا الى المؤسستين العسكرية والأمنيّة ، وهاتان هما جلّ اهتمامه ، فاعتني بالجنود وتأمين لقمة العيش الكريمة لهم ولأُسرهم ، وعمل على تطوير التعليم والصحة واتمتة الوزارت والمؤسسات الحكومية ، ولم يتخلى يوماً عن جوهر القضية الفلسطينية التي يعتبرها جلالته من أهم إهتماماته الشخصية ، فحاول جاهدا على حلها بالتعاون مع الشركاء من الأشقاء العرب والأصدقاء في الغرب ، مؤكداً جلالته بأن منطقة الشرق الاوسط لن تكون مستقرة، ما لم يكون هناك حلّ للقضيّة الفلسطينية من خلال إقامة الدولتين .
في ولاية الرئيس الأمريكي الأولى خرج علينا دونالد ترامب بصفقة أسماها صفقة القرن ، يُريد من خلالها طمس القضية الفلسطينية والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكيّة من تل أبيب الى القدس والتنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينين لأرضهم ، ما أثار حفيظة جلالة ورفضه المطلق والتام لهذه الصفقة مُعلِناً لاءاته الثلاثة :
"لا للوطن البديل"
"لا للتوطين"
"لا للتخلي عن القدس"
حيث ان هذه اللاءات تؤكد استقلالية القرار الأردني رغم التحديات الإقليمية ،والمحافظة على الهوية الوطنية الأردنية حيث تمنع أي محاولات لدمج القضية الفلسطينية على حساب الأردن، و تعزز دور الأردن المحوري في الدفاع عن القضية الفلسطينية، خاصة من خلال الوصاية الهاشمية على المقدسات.
وما أن عاد ترامب للبيت الأبيض من جديد في ولايته الثانية، حتى أعلن عن خطته المشؤومة والتي تعيدنا لوعد بلفور اللعين ، وكأن الزمن يعيده نفسه لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ثانية ، متجاوزاً سيادة الرئيس الأمريكي كل القوانين والأعراف الدولية ، ما دفع جلالة الملك لرفض التهجير مهما كانت النتيجة ، وأن التهجير هو إعلان حربٍ ، وإلغاءٌ للمعاهدات والإتفاقيّات مع اسرائيل وأولها معاهدة السلام .
إنْ كان يعتقد سيادته بأن قرار التهجير سيمر على طبق من ذهب ؛ فهو واهم
وإن كان يعتقد بأن جلالة الملك سيكون وحيداً في مواجهته ؛ فهو لا يعرف حب الأردنيين وولائهم المطلق للملك ومؤسسة العرش .
وإن راهن على استسلام جلالة الملك لأوامره وقرارته ، فإننا نقول : هذا الملك يقاوم ولا يساوم ، ونحن على خطاه سائرين نموت دونه ودون الوطن ، معاهدين الله بأننا لن نترك مليكنا وحيدا ، به ومعهُ إنّا ماضون .
احمد عيد الرواضية
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-02-2025 11:04 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |