بقلم : رايق المجالي /ابو عناد
قبل ما ينطلقوا المحللين بعد طنجرة مقلوبة فول بقرآتهم لما صرح به في لقاء الملك بترامب:

*-لغة السياسة والتصريح أمام الإعلام في العالم أثناء مؤتمر مع رئيس أكبر دولة أو مع اي رئيس دولة تختلف عن لغة خطب الجمعة أو خطابات المسيرات والمظاهرات في الشوارع العربية ، لأن الخطاب السياسي يكون موجها للعالم وبحسب ما يفهمه ويفكر فيه السياسيون في كل العالم.

*- في المحافل الدولية وفي لقاءات الزعامات في العالم تستخدم لغة سياسية عامة لا تخوض بالتفاصيل ولا تستخدم الهتافات والشعارات الرنانة ولا تكون المؤتمرات الصحفية والحديث أمام الإعلام مناظرة بين طرفين وفقط يعبر كل طرف عن عناوين ما يراد بحثه مع الطرف الآخر.

*-لا تعقد اللقاءات بين الزعامات للدول ليبدأ وينتهي كل شيء في ساعة زمن تكون هي وقت اللقاء العلني ،بل تسبق اللقاءات عمل كبير من أطراف اللقاء وكل طرف يكون له ملفه الذي يحمله ويعد فيه كامل الاوراق التي سيتم اللعب بها أثناء مناقشات الأطراف التي لا تعلن وتتم بعيدا عن الإعلام ثم يكون هناك عمل آخر وجهود لإستثمار اللقاء من كل طرف حسب وجهة نظره ومصلحته.

بالنسبة لملف غزة وتصريحات الرئيس الأمريكي وقبل لقاء جلالة الملك بترامب تشكل موقف عربي مبدأي وكانت هناك إتصالات عربية لتأطير موقف عربي وتوزيع اوراق اللعبة حسب امتلاكها من الأطراف العربية وهناك عمل عربي سيعقب زيارة الملك وكل زيارة لزعيم عربي إلى أمريكا وسيتم العمل على تطوير وتصعيد موقف عربي لاحقا بخصوص هذا الملف الجوهري والأهم بالنسبة للمنطقة والعالم.

كما ان السياسية ونتائجها على الأرض لا تتكون وتظهر في زيارة ولقاء وفي تغطية قنوات لزيارة ولقاء ، فهذه اللقاءات ما هي إلا رأس الجبل الجليدي لمعركة سياسية يدخلها كافة الأطراف في المنطقة والعالم.

تصريح الملك باللغة التي تفهم في كل اللغات " بالنسبة لموضوع وجود ارض ليعيش عليها الفلسطينيون""سأعمل لمصلحة بلدي"" هو أوضح تصريح بلغة العالم يقول لن نقبل التهجير وأن المسألة محسومة ، فالرئيس الأمريكي والعالم يعلم ما هي مصلحة الأردني والأردن في هذا الموضوع وليس من اليوم.

الزيارة للولايات المتحدة ليست فقط اللقاء بالرئيس الأمريكي بل تتضمن لقاء جهات رسمية وجهات أكاديمية وشخصيات ومؤسسات كلها معنية بالسياسة الخارجية الأمريكية ، وهذه دول ليست كدولنا العربية تختصر بشخص وإرادة إنسان واحد هو الذي يرأس الدولة ، فاللقاءات الآخرى ربما هي أهم من لقاء الرئيس فلديهم مطابخ سياسية وليس مطبخ واحد كما أن للعرب ولكل دولة منهم (لوبي) داخل الكونغرس وهم أعضاء الكونغرس الذين يتوافقون مع مصالح هذه الدول لأنها من وجهة نظرهم تحقق مصالح الشعب الأمريكي.

التصريح هو رفض اقوى في التعبير من استخدام عبارة (نرفض التهجير) فعندما تقول لأي سياسي أو غير سياسي " أنا تعنيني مصلحة بلدي" فهذا قطع للنقاش في أسباب الرفض.

" سأعمل لمصلحة بلدي" تختصر كل اللاءات وكل العبارات لأن مصلحة الأردن هنا وجودية ولا نقاش في هذا وزعيم اي دولة يعبر فقط بشكل مباشر عما يخص بلده ويترك لكل جهة أخرى أن تتحدث عن نفسها.

أعلم تمام العلم أن البعض يريدونها "فشة غل " وربما يريدون أن يقوم الملك (ببهدلة ترامب) ورميه (بمكته) ويأمر (وينهر) إدارة البيت الأبيض (يحطوا اغنية حيطنا مش واطي) ويطلع من الجلسة ويركب السيارة (ويخلي عجالها يفحطن ويعلمن على بلاط البيت الأبيض) ...لهؤولاء أقول: هذا لقاء زعامات سياسية رسمي في الدولة التي تحكم العالم وفي موقف مطلوب من العالم أن يشاهد ويحكم ويكون ردة فعل سياسية وليس (إجتماع مع رئيس مجلس بلدي للاعتراض على استملاك أرض مواطن لتحول لمتنزه للبلدية ) ...؟!؟!؟!؟

عاش المليك ساميا مقامه...!
عاش الأردن كريما عزيزا....!
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر.

أبو عناد.