حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,12 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1386

د.عاصم منصور يكتب: ترامب 2025 .. حكومة الولاء وصعود الشركات الكبرى

د.عاصم منصور يكتب: ترامب 2025 .. حكومة الولاء وصعود الشركات الكبرى

د.عاصم منصور يكتب: ترامب 2025 ..  حكومة الولاء وصعود الشركات الكبرى

12-02-2025 08:51 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.عاصم منصور
عندما دخل دونالد ترامب البيت الأبيض لأول مرة عام 2017، كان دخوله بمثابة زلزال سياسي، فلم يكن ترامب مجرد رئيس جديد؛ بل كان شخصية استثنائية لا تنتمي إلى النمط السياسي التقليدي، فرضت نفسها على الحزب الجمهوري. فقد كان صعوده إلى السلطة مدفوعا بحركة شعبوية غاضبة من المؤسسة السياسية التقليدية، مما أجبر الجمهوريين على القبول به كقائد رغم تحفظاتهم عليه.


خلال ولايته الأولى، اضطر ترامب إلى تقديم تنازلات في اختيار فريقه الإداري، حيث ضم شخصيات من يمين الوسط من ذوي الخبرة في إدارة الوكالات الحكومية. وهؤلاء كانوا أكثر ولاء للمؤسسة الجمهورية من ولائهم لترامب، وحاولوا كبح اندفاعه وقراراته الارتجالية عبر وسائل متعددة، مثل التأخير البيروقراطي، والتسريبات الإعلامية، أو استغلال قلة تركيزه لكن مع نهاية ولايته الأولى، لم يبق أي من هؤلاء في دائرته المقربة.

لقد حقق ترامب خلال ولايته الأولى إنجازات كبيرة تتماشى مع أولويات الحزب الجمهوري التقليدية، مثلْ خفض الضرائب على الشركات والأثرياء، وتشديد قوانين الهجرة، وقام بتعيين ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا، عرف عنهم مناهضتهم للإجهاض وللقوانين الليبرالية. هذه الإنجازات لم تعزز فقط من شعبيته بين قاعدته، بل جعلته الزعيم الأقوى للحزب الجمهوري منذ عقود، وكل من حاول معارضته داخل الحزب، سواء من المعتدلين أو المحافظين التقليديين، وجد نفسه إما مقصى أو مجبرا على العودة خاضعا ومعتذرا.
لكن مع بداية ولايته الثانية، تغيرت قواعد اللعبة بالكامل؛ فلم يعد ترامب مضطرا إلى تقديم تنازلات أو التعامل مع شخصيات لا تتماشى مع رؤيته، فاختار فريقه بنفسه، معتمدا على شخصيات إعلامية بارزة من قناة «فوكس نيوز» اليمينية أو من ضيوفها الدائمين وشخصيات معروفة بولائها المطلق له؛ فمعيار الولاء أصبح الأساس الوحيد للتعيينات، مما أدى إلى تشكيل إدارة أكثر انْسجاما مع شخصيته وأهدافه.
أحد أبرز التحولات في هذه الولاية كان تحالفه مع إيلون ماسك، الذي أصبح شخصية محورية في إدارته، متمتعا بنفوذ غير مسْبوق، فقد حصل على مكتب في الجناح الغربي للبيت الأبيض، وهو امتياز نادر؛ كما أنشأ له ترامب وكالة جديدة باسم «دائرة الكفاءة الحكومية» بهدف تطبيق أسلوب وادي السيليكون في إدارة الحكومة. كما تم منحه وفريقه الشاب، المؤلف من خريجين جدد من جامعات النخبة، وصولا غير مسْبوق إلى الوكالات الحكومية لإعادة هيكلة النظام البيروقراطي، مستوحين استراتيجيتهم في تحويل الحكومة إلى كيان أكثر كفاءة وابتكارا من نجاحات ماسك في إدارة شركاته، لكن هذا النهج أثار مخاوف من تزايد نفوذ الشركات الكبرى على حساب المؤسسات العامة.
رغم هذا التحالف، يبقى ترامب هو المحرك الأساسي لإدارته، فأسلوبه في القيادة يعتمد على الترغيب والترهيب، حيث يفرض إرادته على الجميع، سواء داخل إدارته أو في الكونغرس الذي يسيطر عليه حزْبه.
ورغم ذلك فليس غريبا على شخصية ترامب التراجع عن سياساته أو حتى التضحية بحلفائه إذا ما شعر أن شعبيته مهددة، أو إذا ما تسببت سياساته في أزمات اقتصادية، مثل ارتفاع التضخم أو انهيار سوق الأسْهم، فإنه عندها لن يتردد في إقصاء حتى أقرب حلفائه، بما في ذلك ماسك؛ للحفاظ على تأييد قاعدته الشعبية.
الثابت الوحيد في سياسة ترامب هو دعمه المطلق لإسرائيل، والقاسم المشترك بين أعضاء إدارتيه صهيونيتهم المعلنة؛ فموقفه المؤيد للصهيونية ظل ثابتا عبْر إدارتيه، ومن غير المتوقع أن يتغير.
تبدو حكومة ترامب الثانية وكأنها تجربة غير مسْبوقة في تاريخ الولايات المتحدة، ترتكز على الولاء المطلق، والتغيير الجذري، والتأثير المتزايد لنفوذ الشركات، وهذه الديناميكيات الجديدة لا تعيد تشكيل المشهد السياسي الأميركي فحسب؛ بل تمتد آثارها إلى الساحة الدولية.











طباعة
  • المشاهدات: 1386
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-02-2025 08:51 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل ينجح مخطط ترمب المدعوم "إسرائيليا" في تهجير الفلسطينيين من غزة رغم الرفض القاطع لمصر والأردن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم