بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
... من شاهد فيلم العراب، يدرك كثيرا أن الرئيس الأمريكي متأثر بـ (ال باتشيني).. في العالم كله الاستبداد له جذور، مثلا هتلر كان متأثرا بنيتشه.. قرأ نيتشه جيدا وتأثر بالمبادئ والأفكار التي حملها، وأولها أفضلية الجنس (الاري)...

ومن قرأ حياة فيدل كاسترو وتشي جيفارا يدرك مثلا أن شخصية ستالين طغت على كاسترو، بالمقابل شخصية تروتسكي منظر الحزب الشيوعي هي الأخرى طغت على تشي جيفارا...

البجنرال دي سكارت ستان، الرئيس الفرنسي الذي قاد باريس بعد التحرر، طغت شخصية نابليون عليه، لهذا كان جنرالا صارما، حاول إعادة الهيبة للتاريخ الفرنسي وللثورة وللقانون.

في العالم العربي لا نستطيع أن نتجاوز تأثير هيكل على عبدالناصر فهو من صاغ له الناصرية، هو من أنتج فكرة (عدم الانحياز)، هو مهندس المشروع القومي في مصر ومنظر الثورة.

بوتين وجد في القياصرة الروس مصدر إلهام، لهذا أراد إعادة إنتاج القيصرية في روسيا، وقد نظر لنفسه بأنه القيصر الجديد، وقد قرأ تاريخ روسيا كاملا وقرر إعادة صياغته على ايقاع اللحظة الحالية.

كمال أتاتورك في تركيا حاول الكثير من القادة تقليده، بوصفه مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، كان عسكريا صارما، وانقلب على الامبراطورية العثمانية، انتج تركيا الحديثة بوجهها العلماني، وأراد التخلي عن الموروث العثماني تماما.

المشكلة أنك حين تقرأ شخصية (ترامب) تكتشف أنه لم يتأثر بمؤرخ أو سياسي أو قائد عظيم، لم يقرأ لهمنغواي، لا يعرف نعوم تشومسكي، لم يقرأ عن هينتنغتون هو متأثر بفيلم العراب فقط، متأثر بال باتشينو.. ففي كل صراع عائلي تقوده المافيا كان خيار ال باتشينو إما الشراء وإما الجحيم، ذات المنطق يطبقه ترامب في الشرق الأوسط.. راقبوا حركات ال باتشينو في الفيلم، راقبوا طريقة حديثه، استعمال مصطلحات: رائعة، جميلة.. حتى المصطلحات التي استعملها (ال باتشينو) يستعملها ترامب، حتى تعابير الجسد، حركات اليد والنظرات... الكشرة التي أطلقها?ال باتشينو، هي ذات الكشرة التي يطلقها ترامب..

نحن لسنا أمام قيادة، نحن أمام فيلم اكشن.. يزاحم فيه ترامب ال باتشينو ويريد أن ينقله من خيال إلى حقيقة.

باختصار هذه هي شخصية ترامب، وأظنه شاهد فيلم العراب أكثر من عشرين مرة.

Abdelhadi18@yahoo.com

الراي