حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,12 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2896

غيث القرالة يكتب: بين الضعف والطموح: مستقبل الأحزاب السياسية في الأردن

غيث القرالة يكتب: بين الضعف والطموح: مستقبل الأحزاب السياسية في الأردن

غيث القرالة يكتب: بين الضعف والطموح: مستقبل الأحزاب السياسية في الأردن

12-02-2025 10:39 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : غيث القرالة
تعتبر الأحزاب السياسية ركيزة أساسية في الأنظمة الديمقراطية الحديثة حيث تمثل حلقة وصل بين الدولة والمواطن وتساهم في تنظيم العمل السياسي بما يعزز الاستقرار والتنمية كما تضمن تحقيق العدالة الاجتماعية والسلم المجتمعي إذ تعد منصة للحوار الوطني البناء والتفاهم بين مختلف فئات المجتمع ومن خلال نشاطاتها تسهم الأحزاب في تعزيز مبدأ الديمقراطية التشاركية وتوطيد الانتماء الوطني.

في الأردن بدأت تجربة الأحزاب السياسية تأخذ طابعاً أكثر تنظيماً بعد إقرار قانون الأحزاب لعام 1992 هذا القانون سمح للأردنيين فرصة الانخراط في أحزاب تعكس توجهاتهم الفكرية والسياسية منذ ذلك الحين حققت الأحزاب مكاسب مهمة مثل تعزيز الوعي السياسي وزيادة المشاركة الشعبية في صنع القرار كما وفرت منابر لمناقشة القضايا الوطنية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية بالإضافة إلى ذلك ساعدت الأحزاب في إعداد قيادات شابة قادرة على مواصلة مسيرة البناء والمساهمة في التنمية الوطنية.

ومع ذلك تواجه الأحزاب السياسية في الأردن تحديات كبيرة تعيق دورها أحد أبرز هذه التحديات هو ضعف القاعدة الشعبية إذ تعاني العديد من الأحزاب من عدم قدرتها على استقطاب قطاعات واسعة من المجتمع مما يقلل من فرص تمثيلها لمختلف الفئات كذلك يعد نقص التمويل عائقاً رئيسياً حيث تعتمد الأحزاب بشكل رئيسي على الدعم الحكومي المحدود مما يحد من قدرتها على تنفيذ برامجها وفتح مكاتب في جميع أنحاء المحافظات بالإضافة إلى ذلك تتشابه البرامج الحزبية بين العديد من الأحزاب مما يصعب على المواطن في اختيار الحزب الذي يعبر عن توجهاته وتزيد من هذه التحديات الاعتماد على شخصيات قيادية معينة بدلاً من بناء قواعد حزبية قوية مما يهدد استمرارية بعض الأحزاب.

وفي السياق ذاته تعاني بعض الأحزاب من ضعف في تقديم حلول عملية وواقعية للقضايا المستجدة على الصعيد المحلي والإقليمي وهو ما يقلل من قدرتها على كسب ثقة المواطنين كما أن انتشار الأحزاب الصغيرة وغير المؤثرة أدى إلى إضعاف قدرة الأحزاب على تشكيل كتل سياسية قوية قادرة على التأثير في صنع القرار الوطني.

وللخروج من هذه الأزمات يتطلب الأمر خطوات إصلاحية عاجلة في مقدمتها مراجعة التشريعات المتعلقة بالأحزاب والانتخابات لتحفيز دمج الأحزاب الصغيرة في تكتلات سياسية قوية تستطيع تمثيل شريحة أكبر من المواطنين إلى جانب ذلك يجب تعزيز التواصل بين الأحزاب والمواطنين من خلال استماع الأحزاب لاحتياجات الناس والعمل على تلبية تطلعاته وان لا يقتصر هذا التواصل في فترة الإنتخابات وينبغي كذلك تقديم برامج واقعية ومدروسة بدلاً من الاكتفاء بالشعارات كما أنه يجب على الأحزاب الاستعانة بالإعلام من أجل تسليط الضوء عليها وتحسين صورتها وتعزيز ثقة المواطنين بها.

محصلة القول،،، على الرغم من التحديات التي تواجهه الأحزاب السياسية تبقى أداة أساسية لتحقيق التغيير الإيجابي في الأردن ومع الإصلاحات الأخيرة بما في ذلك التعديلات على قانوني الأحزاب والانتخابات التي كان لجلالة الملك دور كبير في ضمانها فإن الطريق مفتوح أمام الأحزاب لتصبح أكثر فاعلية وتأثيراً وعليه يتطلب الأمر تكاتف الجهود من الجميع وتعزيز الإرادة السياسية لضمان دور الأحزاب كركيزة للديمقراطية وبناء أردن قوي ومستقر.











طباعة
  • المشاهدات: 2896
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-02-2025 10:39 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل ينجح مخطط ترمب المدعوم "إسرائيليا" في تهجير الفلسطينيين من غزة رغم الرفض القاطع لمصر والأردن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم