بقلم : روشان الكايد
في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة، يبرز الدور الأردني مجدداً في تنسيق المواقف العربية، وتوزيع الضغط السياسي، وامتصاص الصدمات لضمان وحدة الموقف العربي تجاه القضايا الكبرى، وفي مقدمتها ملف قطاع غزة .
رسالة الأردن جاءت واضحة ومباشرة من خلال تصريحات جلالة الملك، مفادها أن القضية الفلسطينية ليست شأناً أردنياً فحسب، بل هي قضية عربية مشتركة تستوجب خططاً جماعية وموحدة .

إن الأدوار تتكامل، لكن حجم المسؤولية يتفاوت، ولا يمكن مقارنة الجهد الأردني بمواقف دول عربية ذات ثقل بشري واقتصادي كالسعودية ومصر، اللتين من المفترض أن تكون مواقفهما أكثر صلابة، بما يتناسب مع قدراتهما وإمكاناتهما، ويبقى الرهان على العمل العربي المشترك .

كلمات جلالة الملك خلال اللقاء الأخير كانت واضحة، داعياً إلى انتظار الخطط المصرية وموقف الشقيقة السعودية، ورؤية الرد العربي الجماعي، لم تمضِ ساعات حتى أعلنت مصر عن جاهزيتها بخطتين لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، في خطوة واضحة لسحب الذرائع وإغلاق الطريق أمام أي محاولة لفرض مشاريع تمس الثوابت الفلسطينية .

في السياق ذاته، جاء الرد الفلسطيني قوياً عبر الرئاسة الفلسطينية، التي أكدت أن أي محاولة للسيطرة على قطاع غزة ستفشل، إلا إذا كان الهدف هو القضاء على كل فلسطيني ، هذه التصريحات شكلت حلقة إضافية في سلسلة الرفض القاطع لأي تسويات مشبوهة أو مشاريع غير مقبولة دولياً وإقليمياً .

لقد أدرك الأردن بحكمته السياسية أهمية العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الكبرى، فكان صوته واضحاً وموقفه ثابتاً و يبقى الرهان على تجاوب باقي الدول العربية مع هذه الجهود لتوحيد الصف وتحصين الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها جوهر الأمن القومي العربي .

ختاماً
نجح الأردن في وضع الدول العربية أمام مسؤولياتها التاريخية .