12-02-2025 10:58 AM
بقلم : أنوار رعد مبيضين
في خطوة تهدد بإشعال فتيل أزمة جديدة في الشرق الأوسط، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا صارمًا موجّهًا إلى حركة حماس، مطالبًا بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة بحلول ظهر يوم السبت المقبل ، وأكد ترامب أنه في حال تجاهل هذا الإنذار، فإن "الجحيم سيندلع" في المنطقة، مما يفتح الباب أمام سلسلة من التساؤلات حول التداعيات السياسية والعسكرية والإنسانية التي قد تترتب على هذا التصعيد ،وفي مؤتمر صحفي عاصف عُقد في المكتب البيضاوي، صرح ترامب قائلاً:
"إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن بحلول الساعة 12 ظهرًا يوم السبت، أقولها بوضوح: ألغوا الاتفاق، ستنهار كل الرهانات، ودعوا الجحيم يندلع." ، ويأتي هذا التصريح بعد إعلان حركة حماس تأجيل إطلاق سراح الرهائن، متهمةً إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار ، وقد اعتبر مراقبون هذا التصعيد بمثابة تهديد مباشر ليس فقط لحماس، بل وللاستقرار الهش في المنطقة بأسرها ، وفي سياق متصل، أعرب وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كرعي، عن دعمه الكامل لخطة ترامب، مؤيدًا اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد غزة، بما في ذلك قطع المساعدات الإنسانية إذا لم تفرج حماس عن جميع الرهائن في الموعد المحدد ، وهذا الموقف يعكس تصاعد التوتر بين إسرائيل وحماس، ويزيد من احتمالية اندلاع تصعيد عسكري واسع النطاق في حال فشل الجهود الدبلوماسية ، ومن جهة أخرى، عبّر والدا الرهينة الأمريكي إيدان ألكسندر عن تأييدهما الصريح لتحذيرات ترامب، مشددين على ضرورة الإفراج الفوري عن ابنهم وبقية الرهائن ، وقالا في بيان مشترك: "نؤيد الرئيس ترامب في موقفه الحازم ، ولا يمكننا الانتظار أكثر ، ويجب أن يعود ابننا وجميع الرهائن إلى منازلهم الآن " ، وهذا الدعم الشعبي الأمريكي يزيد من الضغوط الدولية على حماس، ويضعها في موقف صعب بين الامتثال للمطالب أو مواجهة العواقب الوخيمة ، وإذا تحققت تهديدات ترامب، فإن الأعمال العسكرية المحتملة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، التي تعاني بالفعل من ظروف معيشية متدهورة جراء الحصار والصراعات المتكررة ، وأي تصعيد إضافي قد يدفع آلاف المدنيين إلى النزوح، ويزيد من معاناة سكان القطاع الذين يرزحون تحت وطأة الفقر وانعدام الأمن الغذائي ، وهنا علينا أن نتفهم جيدا أن تحذيرات ترامب الأخيرة تلقي بظلال ثقيلة على مستقبل الشرق الأوسط، وتزيد من تعقيد المشهد السياسي والإنساني في المنطقة ، وبينما يتزايد خطر التصعيد العسكري، يظل المجتمع الدولي أمام تحدٍ كبير ، هل سيتحرك بجدية للضغط من أجل حل سلمي يضمن الإفراج عن الرهائن، أم ستدخل المنطقة في دوامة جديدة من العنف؟ وفي ظل هذه التوترات، يبقى المستقبل غامضًا ومفتوحًا على جميع الاحتمالات، حيث يقف الشرق الأوسط مرة أخرى على شفير الانفجار، بانتظار قرار قد يغير معالمه إلى الأبد. ناشطة في حقوق الإنسان على المستوى العالمي .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-02-2025 10:58 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |