12-02-2025 02:06 PM
بقلم : عميد مهندس يوسف ماجد العيطان
كان مقالي السابق الْأُرْدُن...وخيارات المرحله بنيت فيه ومنه على هذا المقال وما طرحت، قراءه في مدى الثقة واهميتها بشكل عام في بناء الأردن ، ان كان من شواهد الماضي القريب او من معالمها بشكل عام، واحببت ان أشير للبناء لا للهدم قاصدا وساعيا ان نشارك جميعا أن تكون افكارنا ويكون تركيزنا ان نلحق أنفسنا ان نكون ممن يشارك في بناء الثقه وترسيخها ويشارك بما ينفع ويمكث ان شاء الله.
اول ما يخطر في بالنا عندما نستذكر مراحل بناء الأردن يكون اجدادكم وأجدادنا اول من يجولوا بالخاطر، فهم اول ركائز بناء الأردن وأساسه في الأيام الأولى لتأسيس الأردن بضفتيه من شرق وغرب الوطن، وشرق وغرب النهر.
إن معالم الخطر الذي حاق بالأردن كانت بداياته عندما كانت إسرائيل، واجتمع الغرب على تأسيسها وترسيخ وجودها مع موافقة الشرق وغض الطرف عن استفحالها في المنطقة وتمكنها.
لا شك انه كان من المعلوم لدى الجميع مخططات الغرب وما يرسم له، ولا شك أن هناك تداخل وبنفس الوقت تضارب مصالح أينما ذهبت وأينما اتجهت ان كان ذلك في الماضي البعيد او القريب وفي الحاضر شواهد كافيه ولن نكون ابدا جميعا بمنأى عنها لاحقا ومستقبلا.
اعتقد اننا كجزء من هذا الكون وهذا العالم لن نكون بمنأى عن تضارب المصالح من ومع البعيد والقريب مكانا وزمانا واعتقادا، وان تغير الولاءات في هذا الكون وهذا العالم حاصلا كما حصل ويحصل أمامنا دائما وابدا من شواهد.
ما نبحث عنه جميعا هو ما اكرمنا الله بين أيدينا من تاريخ مر على الكون والعالم والحياه ليكون حاضرا دائما وابدا كدروس نتعلم منها ونعيها وتقرأ منها ونتفكر فيها، وليس ذلك فقط فحتى تعمقنا ومنهجيتنا ان لم ترتقي إلى وعي كاف والى فهم شامل فسنبقى جميعا تائهين مع أنفسنا قبل أن نكون تائهين مع غيرنا من الشعوب والأمم.
مؤلم جدا ما نحن عليه من تشتت وتيهان بمسمياتنا كلها ما نذهب لها او تأتينا بإرادتنا او دون إرادتنا، كم هي ركيكه ضعيفه اواصرنا جميعا بمسمياتنا عروبية كانت او غيرها، فحالتنا صعبه وأصعب ما فيها ان يتوه معنا شبابنا والجيل القادم منهم.
احيانا كثيره نذهب إلى تشتت في مفاهيم عروبيتنا واحيانا نتشرذم في مفاهيم ما نأخذ او نترك من اعتقادات عقائديه نذهب بها يمنة إلى يسرة إلى شرق والى غرب لكن اللغة التي نتفق عليها انها لغة غير مشتركة ولغة لا تؤدي الا الا اختلاف ومن ثم إلى ضعف ومن ثم إلى انهيار.
نتكلم كثيرا عن القيم ونتكلم كثيرا عن النهج ونتكلم كثيرا عن اليقين ونتكلم كثيرا عن الإيمان ونتكلم كثيرا عن الحكمه لكننا جميعا نبتعد كثيرا ان ثوابت نهج ونتبعد كثيرا عن صدق ومصداقية اليقين وتبتعد أكثر وأكثر عن ثقتنا بإيمانياتنا.
نتكلم بين أنفسنا كثيرا عن الحكمة التي أكرم الله بها خلقه ولكننا نبتعد عنها كثيرا فنقرأ ان الحكمة ضالة "المؤمن" الا ان بيننا وبينها بون شاسع، وتقرأ ان من أوتي "الحكمة" فقد أوتي خيرا كثيرا، فنغمض اعيننا وقلوبنا ولا تصدقها القول والفعل.
كان العرب مضرب مثل في الحكم والأقوال من الحكم ووصلنا موسوعه منها نرددها كل يوم لكننا كم نحن بعيدين عن الأخذ بها والاستفادة منها والنهل من تبعها لترشدنا إلى طريق سليم تاخذ بيدنا حين نتوه.
يتسارع العالم والكون وتنقصنا لغة الحوار ولغة الخطاب ولغة الفهم لما يجري واول ما نحب ان نشير له هو وصف كل شيء بأبشع الأوصاف و المسميات والمصطلحات التي لا تأخذنا الا إلى تشتت أوسع وتوهان اكبر فما أسهل ان تذهب إلى تلك المسميات.
فإما ان نخون أنفسنا قبل أن نخون غيرنا، وإما ان ننخر في عضد مكونات مجتمعنا وننخر في عضد أمتنا ونسب زماننا ولعل العيب فينا جميعا اولا وليس ثانيا.
نتصفح جميعا ما نشاهد ونرى ونقرأ ونسمع، فإما ان يكون لا يليق وإما ان يكون ذاهبا للبعيد عما نحن عليه من واقع وواقعيه، كم اننا حتى لا نحب ابدا وابتعدت عنا مفاهيم الحلم والعفو والعذر والمسامحة والغض والصدق، وحتى لو اننا ذكرنا ها فإننا نذكرها على إستحياء او مرور كرام او بعفوية وسطحية تائه.
كم اننا في أحاديثنا مع أنفسنا خنا أمانة مسؤوليتنا من حيث لا نعلم او ندري فتارة نقول دوَن او نعي خطر ما نقول على أنفسنا وعلى الجيل الذي نحن مؤتمنين عليه في مجالسنا وأحاديثنا اذا كان الخيار ان نذهب إلى حياة رغيده في مكان ما فليكن لكننا لا نتمعن مقولة زن أحدنا يقول الكلمة فتهوي به في نار جهنم سبعين خريف لان ما قال كان خيانة اولا ونجد العذر لأنفسنا اننا قلناها مازحين في زمن شده.
اعتقد جازما ووجهة نظر ليس الا اننا اولا وآخرا ما نحتاجه الان مع كل ما نعيش من صراعات وتهديدات
لوجودنا هي مصداقية اكثر مع أنفسنا اولا وثقة اكبر في أنفسنا اولا وإيمانا بوجودنا اولا ويقينا على من نعبد اولا واولا واولا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-02-2025 02:06 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |