حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,12 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3480

شروق الخرابشة تكتب: لقاء البيت الأبيض .. رسالة ملكية حاسمة ترفض مقترح "التهجير الأمريكي"

شروق الخرابشة تكتب: لقاء البيت الأبيض .. رسالة ملكية حاسمة ترفض مقترح "التهجير الأمريكي"

شروق الخرابشة تكتب: لقاء البيت الأبيض ..  رسالة ملكية حاسمة ترفض مقترح "التهجير الأمريكي"

12-02-2025 03:50 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : شروق الخرابشة

عكس اللقاء الذي جمع جلالة الملك عبد الله الثاني بالرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، نهجًا أردنيًا واضحًا للهاشمين في التعامل مع القضايا المصيرية للمنطقة وخاصة القضية الفلسطينية.

 

 

وشاهدنا أمس حرص جلالته على وضع مسألة تهجير أهالي غزة من فلسطين، ونقلهم إلى الأردن ومصر في مسارها الصحيح والذي يفترض أن تكون به، فكان طرح جلالته لقضية الهجرة كقضية تخص الدول العربية والإسلامية كافة، لا كقضية ترتبط بالأردن ومصر فقط.

 

 

وعند النظر إلى الموقف الذي تبناه جلالته، نرى أن موقفه له امتداد تاريخي عكس النهج الراسخ الذي تبناه الملوك الهاشميون قبل وبعد تأسيس المملكة، فيما يتعلق بمواجهة الضغوطات الخارجية التي حاولت عدة مرات إعادة تشكيل ورسم واقع سياسي جديد للمنطقة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

 

 

فمنذ عهد الملك عبد الله المؤسس، نرى أن جلالته طالما وقف ضد الدعوات والمشاريع إلى تهدف لتقسيم فلسطين، إضافة إلى أنه كان دائم الاحتجاج لدى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية على المذابح الوحشية التي يقترفها الإحتلال بحق الفلسطينيين، الأمر الذي اعتبره إخلالًا بالأمن الدولي.

 

 

وشدد الملك الباني الحسين بن طلال في خطاباته، والتي نستذكر منها الخطاب الذي ألقاه في 3 يوليو 1967، على أن القضية الفلسطينية هي حجر الزاوية في سياسة الأردن الداخلية والخارجية، وتأكيده على رفض الأردن القاطع للمبدأ القائل بالسماح للاحتلال بفرض شروطه بعد العدوان.

 

 

وأكد جلالته على تمسك الأردن بحقوق فلسطين، قائلًا: "إن سياستنا بالنسبة للقضية برمتها تقوم على أساس الوصول الى حل مشرف لها، تصان فيه كل ذرة من حقوق أبناء فلسطين، وكل معنى من معاني الكرامة العربية وأسبابها. ولسوف تكون جهود حكومتي في هذا السبيل باتفاق وتنسيق مع الدول العربية الشقيقة وبما يحفظ الحق العربي والمصلحة العربية المشتركة العليا ".

 

 

وفي خطابه الذي ألقاه الملك الحسين بن طلال عند فك الارتباط 31 تموز 1988:قال:" إننا أعلنا موقفنا الواضح حول تمسكنا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على ترابه الوطني، بما في ذلك حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، قبل قرار قمة الرباط بأكثر من عامين. وهذا الموقف هو الذي سنظل متمسكين به إلى أن يحقق الشعب الفلسطيني أهدافه الوطنية كاملة غير منقوصة، بمشيئة الله".

 

 

واليوم يكمل جلالة الملك عبد الله الثاني، هذا النهج الذي اتبعه من سبقه من الملوك الهاشميين، من خلال موقفه الواضح والصريح برفض أي حلول لا تأخذ بعين الاعتبار الحقوق الفلسطينية.

 

 

وأراد جلالة الملك من خلال اللقاء الذي شهده البيت الأبيض، أن يوجه رسالة للجميع بأن الأردن لم ولن يكون طرفًا في أي خطط أو مقترحات أو حتى أفكار يطمح إليها الغرب، والتي من الممكن أن تمس سيادة الأردن أو تسهم في تصفية القضية الفلسطينية تحت أي ظرف.

 

 

وعندما أوضح جلالته لـ"ترامب"، بأن "العرب سيأتون إلى أميركا برد على خطة ترامب بشأن غزة"، كان ذلك تأكيدًا منه على أن الحلول يجب أن تأتي في سياق إقليمي عربي إسلامي، تُراعى فيه الحقوق المشروعة للفلسطينيين ويضمن الأمن والاستقرار للمنطقة، إنطلاقًا من موقف جماعي يُحقق تطلعات الشعوب العربية ويحافظ على الثوابت القومية.

 

 

واستمرارًا للدور الإنساني للأردن، نرى أن جلالته أعلن عن جاهزية الأردن لاستقبال 2000 طفل فلسطين؛ للعلاج، ليؤكد بذلك أن الأردن مستمر في تقديم الدعم للقضية الفلسطينية، دون أن يكون ذلك مدخلًا لحلول تفرض أو تتعارض مع حق الفلسطينيين في أرضهم.

 

 

ورغم ما سبق، لا نزال نرى "ذبابًا إلكترونيًا" يهدف إلى حرف بوصلة الأردن ومواقف جلالة الملك فيما يتعلق باللقاء الذي حدث أمس، فنرى من يحاول تحريف الخطاب عن طريق الترجمة الخاطئة، بينما آخرون يظنون أن ما قام به الملك هو الموافقة على "مقترح التهجير الأمريكي"، إلا أن ما اغلق افواه هذا الذباب، هو قيام جلالته بنفسه بنشر ما أسهم عنه اللقاء باللغتين العربية والإنجليزية مخاطبًا بذلك العالم أجمع، ومؤكدًا موقفه الثابت الذي يعرفه الجميع وهو رفض التهجير.

 

 

وهنا يمكن القول أن لقاء أمس في واشنطن عكس استراتيجية أردنية واضحة، ترفض الضغوط الرامية إلى فرض حلول غير عادلة على حساب الأردن وفلسطين، وتجعل مسار القضية عربيًا شاملًا وتكون ضمن أولويات الأمة دائمًا.

 

 

 

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 3480
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-02-2025 03:50 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل ينجح مخطط ترمب المدعوم "إسرائيليا" في تهجير الفلسطينيين من غزة رغم الرفض القاطع لمصر والأردن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم