12-02-2025 10:11 PM
سرايا - في عالم مليء بالقصص المأساوية، تبرز بعض الحكايات التي تتجاوز حدود الخيال، مثل قصة تسوتمو ياماغوتشي، الرجل الذي واجه أهوال القنبلة النووية مرتين ونجا، لكن ما حدث لـ هيروشي أوتشو يتجاوز هذه المأساة بمراحل، ليصبح عنواناً لأقسى تجربة إنسانية في التاريخ.
البداية: حادث مفاعل نووي كارثي
في 23 سبتمبر (أيلول) 1999، كان هيروشي أوتشو يعمل في محطة توكايمورا لمعالجة الوقود النووي في اليابان، ونتيجة خطأ بشري فادح في خلط اليورانيوم بكمية تفوق الحد الآمن، حدث تفاعل نووي حراري أطلق أشعة قاتلة غمرت جسد أوتشو بالكامل، بحسب صحيفة "ذا ميرور" البريطانية.
ففي لحظة واحدة، تعرض جسده لجرعة إشعاعية تقدر بـ 17 سيڤرت – وهي جرعة تفوق الحد القاتل بـ 6 مرات. وللمقارنة، فإن التعرض لـ 8 سيڤرت يعني موتاً فورياً على الأرجح، لكنه، بطريقة غير مفهومة، بقي على قيد الحياة.
الجسد الذي تآكل حيّاً
في الساعات الأولى، لم يكن هناك أي أعراض ظاهرة، لكن في غضون أيام قليلة بدأ جسد أوتشو يتآكل حرفياً من الداخل، خلاياه لم تعد قادرة على الانقسام، والحمض النووي الخاص به تفتت، مما جعله غير قادر على تجديد أي من أنسجته، جلده بدأ يتساقط بالكامل، تاركاً عضلاته مكشوفة، أما أعضاؤه الداخلية، فقد تحللت تدريجياً، مما تسبب في آلام لا تُحتمل، كما فقد جهازه المناعي تماماً، مما جعل أي بكتيريا عادية تهدد حياته.
ولم يُرد الأطباء الاستسلام، فحاولوا كل شيء لإنقاذه، بداية من زراعة خلايا جديدة، مروراً بإجراء عمليات نقل دم يومية، وحتى إبقائه في بيئة معقمة بالكامل، لكنه كان يعاني من نزيف داخلي مستمر، فشل كامل للأعضاء، وانهيار تام لوظائف الجسم.
الأكثر رعباً هو أنه ظل واعياً تماماً لعدة أسابيع، مدركاً لكل ما يحدث له، وهو يشاهد جسده ينهار أمامه، في إحدى اللحظات المأساوية، قال لزوجته بصوت خافت: "هذا ليس جسدي، لم يعد لي أي شيء".
النهاية التي طال انتظارها
في 21 ديسمبر (كانون الأول) 1999، وبعد 83 يوماً من العذاب الذي لا يمكن وصفه، استسلم جسد هيروشي أوتشو أخيراً للموت، كانت هذه واحدة من أكثر الوفيات المروعة التي وثقها الطب الحديث، إذ مات ببطء وتدريجياً بينما كان يرى جسده يتحلل حيّاً.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-02-2025 10:11 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |