13-02-2025 09:42 AM
بقلم : غيث القرالة
تجسد القيادة الهاشمية في الأردن نموذجاً فريداً في الحكمة والدبلوماسية وثبات الموقف خاصة في التعامل مع القضايا الحساسة التي تمس الأمن القومي والمصالح الوطنية وقد برزت هذه الصفات خلال اللقاء الأخير بين جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث طرحت مقترحات تتعلق بتهجير سكان قطاع غزة.
في إطار البحث عن حلول للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة تهدف إلى إعادة إعمار قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" مما يتطلب نقل سكانه إلى مناطق أخرى مثل الأردن ومصر وقد أشار ترامب إلى إمكانية توفير "قطع من الأرض في الأردن ومصر يمكن أن يعيش فيها الفلسطينيون".
أكد الملك عبد الله الثاني خلال لقائه مع الرئيس ترامب موقف الأردن الراسخ ضد تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية. وشدد على أن "مصلحة الأردن واستقراره، وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لي فوق كل اعتبار" كما أشار الملك إلى أن هذا الموقف يمثل الإجماع العربي مؤكداً ضرورة التركيز على إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع.
على الرغم من الضغوط السياسية والاقتصادية التي قد تمارس على الأردن لقبول مثل هذه المقترحات أبدت القيادة الهاشمية حكمة ودبلوماسية في التعامل مع هذه القضية فقد أعلن الملك عبد الله الثاني عن مبادرة إنسانية تستهدف استقبال 2000 طفل فلسطيني من غزة لتلقي العلاج في الأردن في خطوة تعكس التزام المملكة بدعم الشعب الفلسطيني دون المساس بثوابتها الوطنية.
لا يخفى على أحد التحديات المرتبطة بمثل هذه المقترحات خاصة فيما يتعلق بتأثيرها على التركيبة السكانية والأمن الوطني ورغم التهديدات المحتملة بتقليص المساعدات الأمريكية ظل الموقف الأردني ممثل بالقيادة الهاشمية ثابتاً رافضاً أي حلول تأتي على حساب مصالحه الوطنية أو تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
محصلة القول ،،، تعكس مواقف القيادة الهاشمية في هذا السياق مزيجاً من الحكمة والدبلوماسية وثبات الموقف حيث تمكنت من التعامل مع مقترحات ترامب المعقدة بحنكة سياسية محافظة على مصالح الأردن وداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هذا النهج يعزز مكانة الأردن كدولة محورية في المنطقة قادرة على مواجهة التحديات بحكمة ورؤية استراتيجية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-02-2025 09:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |