حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,13 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2629

أكرم الزعبي يكتب: بوصلة الوطن .. بوصلة الملك

أكرم الزعبي يكتب: بوصلة الوطن .. بوصلة الملك

أكرم الزعبي يكتب:  بوصلة الوطن  ..  بوصلة الملك

13-02-2025 10:58 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي أكرم الزعبي الرئيس السابق لرابطة الكتّاب الأردنيين

في الفوضى وتشابك الأحداث، يضطربُ مؤشر البوصلة الداخلي لدى الإنسان، حتى لدى أكثر المفكّرين والعقلانيين والمحللين، فإنّ مؤشر البوصلة يصيبه التشويش، لسببٍ بسيطٍ جدًا، وهو دائمًا أنّ (المخفي أعظم)، وأنّ زوايا الرؤية تختلفُ من شخصٍ لآخر، تلك الزوايا التي ربما لا يراها إلا صانعو الأحداث (أيّن كانوا)، أو المطلّعين على المشهد من مكانٍ عَلٍ، تمامًا كالمخرج الذي يرى كل التفاصيل، ولا يُريك إلّا ما يريد.

أفضلُ الأشياءِ وأقلّها سوءًا في هذه الحالة هو الحياد، الحياد الذي يضعك في زاوية انتظار زوال الضباب لتتضّح الرؤية وتتخذ موقفك، الحياد الذي يضعك في نقطة (السلامة من الملامة)، الحياد الذي يُنجيك من اغتيال صوتك ورأيك تحت مسميّات (التسحيج أو التخوين)، الحياد الذي قد يصمك بوصمة الهلامي والإمّعة، فأنّ تتخذ موقفًا (مهما كان هذا الموقف) فأنت في دائرة الاتهام التي يتبعها أن يكرهك البعض، وأن يحبّك البعض، لا لشيء، إلا لرأيٍ وموقفٍ تراه أنت صوابًا ويراه غيرك خطأً، وكلاكما لا تتجاوزان حدود الرأي والفكرة، من دون أن يكون لديكما القدرة على المشاركة في الحدث، أو صنعه وفرضه أو التأثير فيه.

في الفوضى وتشابك الأحداث؛ عليك أن تكون متبلّد الإحساس، وأن لا تهتّم إلا بنفسك، كي تضمن التصالح مع الجميع، وليس مهمًا أن تخسر نفسك بعدها.

لكن ... !!


عندما يتعلّقُ الأمر بالوطن، أو بالأمّة، فإنّ الحياد لا ينفع، قد تختلفُ مع الكثيرين في زوايا الرؤية، لكنّ الحياد لا ينفع، قد تُرمى بكل الاتهامات الجاهزة، والكلمات المستهلكة الفارغة، لكنّ الحياد لا ينفع.

خذ موقفك، ودع مؤشر بوصلتك لا يتّجهُ إلا باتّجاه الوطن والأمة، فأن تربح نفسك وبوصلتك أهمُّ من أن تُرضي الناس، أن تكتب أجندتك الوطنية والضميرية بنفسك، أوفى في الميزانِ من أن تترك للآخرين أن يكتبوها، دعهم يكتبون على غلافك ما يشاؤون، لكن احذر من أن تترك لأحدٍ أن يكتب على صفحاتك الداخلية شيئاً لا يتفق مع ضميرك وأمانتك.

البوصلة - في هذه الأيام الحبالى بمؤامرات القوّة وفرض الشروط، بمنطق القويّ المتجبّر الذي يفرضُ نفسه شرطيًا على العالم كلّه، بصاحب سيادة سلطته الشخصية الأنانية - تفرض علينا حتمًا أن تتجه صوب الوطن، هذا الوطن الذي تركه بعض أشقائه (يومًا ما) وحيدًا، كالكريم على موائد اللئام، ثمّ الصقوا به ما شاؤوا من اتهاماتٍ هو منها بريءٌ براءة الذئب من دم يوسف.

بوصلة الملك واضحةٌ من غير سوء، (لا للتهجير، لا للتوطين، القدسُ خطٌ أحمر)، وهي ذاتها بوصلة شعبه التي لا يحيدُ عنها – رضي من رضي، وغضب من غضب - أمّا أولئك الذين تركوا الأردنّ وحيدًا في عين العاصفة، ويريدون منه أن يصدّها وحده، فإنّ مصلحتهم أن يقفوا مع الأردن بكل طاقتهم، لأنّ العاصفة إن مرّت على الأردن، فإنّهم لن يكونوا بمنجاةٍ منها أبدًا.











طباعة
  • المشاهدات: 2629
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-02-2025 10:58 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل ينجح مخطط ترمب المدعوم "إسرائيليا" في تهجير الفلسطينيين من غزة رغم الرفض القاطع لمصر والأردن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم