13-02-2025 11:54 PM
بقلم :
سرايا - علي الحنيطي يكتب - منذ تولي جلالة الملك العرش في العام 1999، جسّد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حفظه الله ورعاه، أسمى معاني القيادة الحكيمة والشجاعة، مؤكداً أن الأردن سيبقى الحاضن والمدافع الأول عن القضية الفلسطينية، والركيزة الصلبة التي يستند إليها الأشقاء في فلسطين، في نضالهم من أجل استعادة حقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
موقف ثابت لا يتزعزع
لقد أثبت جلالة الملك عبدالله الثاني، في كل المحافل الدولية، أن الأردن كان ولا يزال السند الأقوى للأشقاء الفلسطينيين، وحائط الصد المنيع في وجه كل المخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني. فموقف جلالته واضحٌ وثابت، لا يقبل المساومة أو التنازل، بأن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة، ولا سلام ولا استقرار دون حل عادل وشامل يضمن الحقوق الفلسطينية كاملة.
ومن بين أبرز هذه المواقف المشرفة، رفض جلالته القاطع لكل المشاريع المشبوهة التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وعلى رأسها مشروع “الوطن البديل”، الذي لطالما كان حديث بعض الأطراف الإقليمية والدولية. فقد أعلن جلالة الملك مرارًا وتكرارًا، وبكل صراحة ووضوح، أن “الأردن ليس وطنًا بديلاً، ولن يكون كذلك”، مؤكداً أن حق العودة والتعويض هو حق مقدس لا يمكن التنازل عنه، ولا يملك أي طرف الحق في التفريط به.
الدفاع عن الأرض والهوية
إن رفض جلالته لفكرة التوطين والوطن البديل لم يكن مجرد شعار أو موقف عابر، بل هو جزء من إيمان عميق لدى جلالته بأن القضية الفلسطينية هي قضية الحق والعدل، وأن الأردن صاحب موقف تاريخي نابع من روابط الدم والقربى والجغرافيا مع فلسطين. فقد ظل الأردن، بقيادة الهاشميين، على الدوام في مقدمة المدافعين عن الهوية الفلسطينية، حريصًا على حماية الوجود الفلسطيني، وداعمًا لصمود الفلسطينيين على أرضهم.
وجاءت كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني الشهيرة “القدس خط أحمر”، لتؤكد أن المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، هو مساس بالأردن، وأن الأردن، بقيادته وشعبه، لن يسمح بتهويد المدينة المقدسة، أو فرض أي واقع جديد يطمس هويتها العربية والإسلامية.
الوصاية الهاشمية… درع القدس
ويُعد الدور الهاشمي التاريخي في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، إحدى الركائز الأساسية لموقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية. فجلالة الملك عبدالله الثاني، بصفته صاحب الوصاية الهاشمية، يواصل حمل هذه الأمانة، ويذود عن المقدسات أمام كل محاولات التهويد والطمس، مؤكدًا في كل مناسبة أن القدس أمانة في أعناق الهاشميين، ولن يفرطوا بها أبدًا.
رفض التهجير القسري
وفي ظل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية اليوم، وما يشهده قطاع غزة من عدوان إسرائيلي غاشم، ومحاولات الاحتلال تهجير الفلسطينيين من أرضهم، خرج صوت جلالة الملك عبدالله الثاني عاليًا، محذرًا من أن التهجير القسري للفلسطينيين، سواء من غزة أو الضفة الغربية، هو أمر مرفوض تمامًا، ويشكل خرقًا صارخًا للقوانين الدولية، وتهديدًا للأمن الإقليمي.
لقد أكد جلالته، في خطاباته أمام الأمم المتحدة، وأثناء لقاءاته مع قادة العالم، أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، أو فرض حلول على حساب الأردن، هو أمر غير مقبول، وسيلقى رفضًا قاطعًا من المملكة الأردنية الهاشمية، قيادةً وشعبًا.
دبلوماسية أردنية نشطة
وقد ترجم جلالة الملك عبدالله الثاني مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية إلى جهود دبلوماسية نشطة، حيث جاب العواصم العالمية، والتقى قادة الدول، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، وحشد الدعم الدولي لإيجاد حل سياسي شامل ينهي معاناة الشعب الفلسطيني.
وكان لجلالته دور ريادي في إيصال صوت الفلسطينيين إلى المحافل الدولية، والتأكيد على أن السلام العادل لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ووقف الاستيطان، وإنهاء الاحتلال.
صوت الحق في وجه الظلم
إن مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه القضية الفلسطينية، ورفضه للوطن البديل، ووقوفه ضد تهجير الفلسطينيين، ليست مجرد مواقف سياسية، بل هي مواقف إنسانية تعكس إيمانه العميق بعدالة القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة على أرضه.
لقد كان جلالته ولا يزال، صوت الحق في وجه الظلم، وحامي العروبة والإسلام في بيت المقدس، ودرعًا حصينًا في وجه كل المؤامرات التي تحاك ضد فلسطين والأردن على حد سواء.
وقد شاهدنا استقبال الشعب الأردني لجلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله، هو تعبير صادق عن المحبة والولاء للقيادة الهاشمية. تتجلى في هذه اللحظات مشاعر الفخر والانتماء، حيث يلتف الأردنيون حول رايتهم وقيادتهم. مشهد الاستقبال يُظهر وحدة الشعب خلف سيد البلاد وولي عهده، تأكيدًا على العهد والوفاء للوطن.
كلمة أخيرة
إن الشعب الأردني يقف اليوم، كما كان دائمًا، صفًا واحدًا خلف جلالة الملك عبدالله الثاني، في موقفه العروبي الصادق، الرافض للوطن البديل، والرافض لتهجير الفلسطينيين، والمتمسك بحقه في الدفاع عن القدس والمقدسات. وسيبقى الأردن، بقيادة جلالته، حصنًا منيعًا في وجه كل المؤامرات، وستظل القدس وفلسطين في وجدان كل أردني، إلى أن تتحقق العدالة، ويعم السلام.
حفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وسدد خطاه، وأدامه سندًا وذخرًا للأردن وفلسطين والأمة العربية جمعاء.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-02-2025 11:54 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |