14-02-2025 09:21 PM
بقلم :
سرايا - ماهو مثير للدهشة في كل الأحداث التي تتعاقب على منصات التواصل إبان قضية التهجير وحرب غزة هو أن ترامب، الذي نصّب نفسه وصيًا على أهل غزة واطفالها القابضين على الجمر ليخدم مخططاته فقط وقد راهن العالم اجمع على أنه الذئب المنفرد بغزة وأهلها و أرضهم ووطنهم وعقيدتهم ليمنح نفسه بالتعالي والتسلط العرقي الحق في تقرير مصيرهم، متجاهلًا او متناسياً– حق الشعوب في تقرير مصيرها.
ففي الوقت الذي أفرغ فيه أرضه من المهاجرين غير الشرعيين، أراد أن يفرغ غزة من أصحابها الشرعيين، لتمتدّ سيطرته بلا مقاومة. وكأن ذلك لم يكن كافيًا، فقد حمّل الأردن وقائده وشعبه تبعات رعونة نتنياهو وغطرسته، ليزيد من أعباء المملكة التي تحملت عبر التاريخ مسؤولياتها القومية والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية.
و ما لا يدركه ترامب هو أن البضائع المستوردة دائمًا ما تكون أغلى من المحلية – إلا في الأردن، حيث سعر الخروف البلدي أغلى من المستورد. ذلك لأن الخروف البلدي يتنفس ذات الهواء، ويشرب ذات الماء، ويأكل من نفس الأرض التي نأكل منها. فإذا كان الاشتراك في البيئة يرفع قيمته، فكيف الحال بمن يجمعنا به الدين، واللغة، والعقيدة، والعادات، والتقاليد، والهوية؟ نحن نخاف على أهل غزة أكثر مما تتصور، ومصلحتهم عندنا أولوية لا يزايد علينا فيها أحد، ولا ننتظر إذنك للمطالبة بحقهم في البقاء على أرضهم بكرامة. هذا حق شرعي لا تملك منحه أو منعه.
غزة ليست ورقة مساومة، ولا احجار نرد على طاولة التفاوضات السياسية لغزة وأهلها الحق بالعيش بكرامة على أرضهم ، اهل غزة لم يساوموا العالم الا على حياتهم من أجل الاستقلالية وهي أعلى درجات الحرية ،والسيادة لن تستطيع تداولها وفق أهوائك. ولن يخرجوا من أرضهم، ولن يقبلوا الموت إلا على ثراها، إما منصورين أو شهداء أحياء ليوم الدين.
لذا، نصيحتي لك: لا تطرق باب الأردن، فأنت تظن – واهمًا – أنه أقصر من قامتك، لكنك ستنحني... وتنحني كثيرًا. الأردن أرض الشرفاء، و"حيطه مش واطي"، كما يردد الأردنيون في أهازيجهم الوطنية. قائده عسكري، وشعبه وطني، وأطفاله يهتفون "نموت نموت ويحيا الوطن"؛ فقد تربوا على حب بلادهم كما يُرضع الطفل عقيدته مع حليب أمه. فلا تعرِ نفسك أمام العالم، ولا تثبت سذاجة طروحاتك وضحالة أفكارك.
وأخشى أن تكون كمن يفتعل الأزمات حين يشتاق للماضي، فتخلق المشاكل بدلًا من الأحاديث. ربما اشتقت إلى زمن لم تكن فيه سعيدًا، فاختلقت أزمة لها عواقب وخيمة عليك أولًا، إذ أثبتت – بلا أدنى شك – أنك لا تصلح حتى لقيادة مركبة متهالكة، فكيف بقيادة دولة عظمى؟
عاشت الأردن في ظل الراية الهاشمية وعاشت فلسطين عربية
وحمى الله غزة وشعبها
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-02-2025 09:21 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |