16-02-2025 08:39 AM
بقلم : أ. د. مأمون نديم عكروش
بعيداً عن السياسة وأسسها ونظرياتها، أجمل كلمة يمكن أن نسمعها او نكتبها او نقرأها هي كلمة "وطن". فهذه الكلمة لا يوجد لها معنى في قاموس او كتاب او يمكن تدريسها في جامعة وأنما هي كل فعل وعمل يمارسه الإنسان في خدمة وطنه على أرض الواقع. فالوطنية الحقه تتعلق بشكل مباشر بالعمل الدؤوب لخدمة الوطن والإنسان فيه من خلال العمل والفعل وليس فقط رفع الشعارات. فالوطن هو الحضن الدافئ الذي ننعم ونعيش فيه بكل أمن وسلام وأمان ونتمتع بحرية، سواء حرية الحركة او الرأي، لا حدود لها وعلى مدار الساعة. كيف يكون الحال عندما يكون الوطن الأردن والقيادة هاشمية والشعب أردني وفيّ. من وجهة نظر وطنية، وبالنسبة لي، الأردن الأجمل والأفضل والأقوى وقيادته الهاشمية الأعزّ وقواته المسلحة وأجهزته الأمنية القلب النابض الحيّ فينا وبخلاف ذلك تفاصيل يمكن العمل عليها بأي وقت.
حقيقة الأمر، ما دفعني لكتابة هذه السطور بحق وطني الحبيب أننا نمر هذه الأيام بمعركة تاريخية كبيرةً جداً تستدعي منّا التوقف والوقوف عندها والتحرّك والتصرّف بإتجاهها بحجم التحدي من أجل العبور بوطننا الحبيب الى برّ الأمان. بصراحة ووضوح أن الوقوف في المنطقة الرمادية او التزام الحياد في هذا الظرف الدقيق من أي كان سواء أكان مواطن أو مسؤول (حالياً او سابقاً) يعتبر موقف سلبي ولا يخدم المصلحة الوطنية الأردنية. طبعاً، الأمر يتعلق بمخططات التهجير ومحاولات الوطن البديل على حساب الوطن الأردني والثوابت الوطنية الأردنية التي يعمل أعداء هذا الوطن من أجل تحقيقها. القيادة الأردنية بقيادة جلالة الملك المعظم لم تكن على مستوى الحدث فقط وإنما تجاوزت كافة التوقعات وموقف جلالة الملك المعظم وحنكته السياسية العميقة والذكاء الفطري والعسكري الذي يتمتع به مكّن الوطن من تجاوز العديد من الضغوطات التي مورست على الأردن لتمرير هذه المخططات المشؤومة. لا بل إستطاع جلالة الملك المعظم إحداث تغيير نوعي في إتجاه الأزمة ونقلها من العمق الأردني الى العمق العربي والعالمي والشواهد على ذلك كثيرة.
ما هو المطلوب منّا الآن؟ على الرغم من الإستقبال الشعبي الكبير لجلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد الأمين عند عودتهما من زيارة العمل الإسبوع الماضي الا أن هناك من لا يزال يقف في المنطقه الرماديه وينظر الى المشهد وكأن الأمر لا يعنيه! من البديهي أن التعميم غير وارد على الشعب الأردني الوفيّ. إن أحد أهم صمامات الأمان للتعامل مع المعركة الوطنية الكبيرة التي تجري حالياً يكمن في تحقيق أعلى درجات التلاحم بين الشعب والقيادة لنقدم أنموذجاً حياً للعالم حول عشقنا لبلدنا وقيادتنا وتلاحمنا سوياً من أجل إحباط ما يجري حالياً أتجاه بلدنا الحبيب. فإرادة الشعوب لا تُقهر، فكيف يكون الحال اذا كان الشعب أردني وقيادته هاشمية لديها من الشرعية الدينية والتاريخية التي يتمناهما الكثير من القادة والزعماء.
فالمطلوب أن يكون هناك ردّ فعل شعبي جارف وعارم وضخم في كافة أرجاء الوطن من أجل دعم ومساندة موقف جلالة الملك المعظم من قضية التهجير والوطن البديل ليكون هذا الرد بمستوى الحدث وبشكل مُعلن وعلى الملأ. فالوقوف في المنطقة الرمادية والنظر الى هذه الأحداث من النافذة وكأن الأمر لا يعنى البعض لا يخدم المصلحة الوطنية الأردنية ويضعف موقف الأشقاء الفلسطينين من أجل إقامة دولتهم الوطنية على التراب الوطني الفلسطيني وفق حلّ الدولتين. لذلك، يجب نشر الوعي الوطني في كل بقعه على الأرض الأردنية وفي كل بيت أردني للتوعية بالأحداث الكبيرة التي تجري حالياً وضرورة إتخاذ موقف وطني ضخم بمستوى الحدث وإيصال رسالة للعالم أجمع بأن الشعب الأردني يعلم تماماً ما يحاك ضده وأنه يدعم قيادته التاريخية الحكيمة ولن يقبل بمشاريع التهجير والتوطين وفكرة الوطن البديل مهما كان الثمن!
الأردن جوهرة ثمينة صمد في وجه العواصف وحافظ عليها الأباء والأجداد ودفعوا الغالي والنفيس في سبيلها من أجلنا ومن أجل الأجيال القادمة. لنعمل على الحفاظ على هذا الأرث الثمين الذي لا يقدر بثمن على مرّ الزمان. أما واحة الأمن والإستقرار التي يعيشها الوطن الأردني العزيز والمواطن فهي لم تأتي من فراغ وإنما نتيجة جهد كبير وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك المعظم لنشامى قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة - الجيش العربي - الذين يحمون الأرض والعرض والبر والبحر وسماء الوطن حتى ننعم بحرية النسور في الجو والأسود على الأرض. أما أبطالنا في الأجهزة الأمنية فنحن مدينون لهم كونهم يواصلون الليل بالنهار حتى نتمتع بكافة عناصر الأمن والأمان ونمارس كافة أنشطة حياتنا دون مجرد التفكير بذلك لاننا ننعم بنعمة الأمن. فنحن نستمتع بأوقاتنا وغيرنا يسهر على أمننا على مدار الساعة حتى وصلنا لمرحلة أن ممتلكاتنا يحرسها نشامى لا نراهم وعندما تشكرهم يقولون لنا "هذا واجبنا واحنا مقصرين"! في كثير من الأحيان ننسى أغلاق باب المنزل او السيارة او مكتب العمل ونأتي في اليوم التالي ونجد كل شيء مكانه وعلى ما هو عليه. هذه نعمة من الله نشكره دوماً ونشكر قيادة بلدنا ونشامى الجيش والأجهزة الأمنية على جهودهم الجبّاره في سبيل الوطن الحبيب والمواطن.
لذلك، نريد موقفاً شعبياً عارماً وصارماً ومن الجميع يتلائم مع حجم المعركة الحالية لتصل الرسالة الى العالم بكل صراحة ووضوح بأن لنا موقف لا يقبل التأويل او التأجيل وأننا نرفض ما لا يتفق مع المصلحة الوطنية الأردنية ومستقبل بلدنا.
أدام الله عزّك يا وطني.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-02-2025 08:39 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |