16-02-2025 08:40 AM
بقلم : ماجد الأمير
كشفت التقارير الصحفية التي نشرتها كبريات الصحف الاميركية ووسائل الاعلام العالمية بان لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الاميركي دونالد ترمب كان » صعبا ».
وقالت التقارير والمعلومات بان الخلاف في وجهات النظر بين الملك والرئيس الاميركي حول غزة كانت هي الصفة السائدة للقاء، وهو ما اوضحه وزير الخارجية ايمن الصفدي في تصريحات لاكثر من وسيلة اعلامية » بقوله لقد طرح الرئيس ترمب خطته ولكن جلالة الملك طرح الموقف العربي الرافض للتهجير والذي يقول هناك طروحات اخرى جوهرها اعادة بناء غزة دون تهجير اهلها »
وكشفت التقارير أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابلغ الرئيس الاميركي رفضه لخطة تهجير ابناء غزة الى الاردن ومصر حتى ان البيت الابيض اصدر تصريحا قال فيه «ان الملك اكد رفضه لخطة تهجير ابناء غزة».
وقالت التقارير ان الملك اظهر قدرة فائقة على شرح وجهة نظر الامة العربية في الاجتماع بان التهجير مرفوض وان الحل هو تثبيت الناس على ارضهم ووقف الحرب وايصال المساعدات لاهل غزة والبدء باعادة الاعمار ثم السير بمفاوضات لتحقيق سلام عادل وشامل من خلال اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحل عادل لقضية اللاجئين على اساس القرار 194..
جلالة الملك من خلال الدبلوماسية التي انتهجها واللقاءات التي عقدها قبل اجتماع ترمب استطاع ان يشكل توجها مختلفا عن خطة ترمب داخل واشنطن وخاصة في الكونجرس الاميركي.
دبلوماسية الملك استطاعت ان تحقق نتائج هامة في واشنطن لصالح خطة عربية عنوانها اعادة اعمار غزة دون تهجير اهلها، وهذا » نصر » سياسي هام حققه الملك لصالح فلسطين وغزة والامة العربية، بل ان الملك استطاع ان يكون توجها عاما حتى داخل الادارة الاميركية لصالح انتظار الخطة العربية كبديل عن خطة التهجير التي يطرحها الرئيس ترمب.
النجاح الملكي في واشنطن كان له اسبابه فهو لم يات هكذا صدفة بل كان نتيجة تحركات واسعة قادها الملك خلال الاسابيع الاخيرة علاوة على المواقف العربية وخاصة الموقف السعودي الذي كان مساندا للملك والموقف المصري والمواقف العربية الاخرى.
جلالة الملك استبق لقائه مع ترمب بتحركات مكثفة واتصالات مع قادة عرب واوروبيين بهدف حشد موقف عربي ودولي رافض لخطة تهجير اهل غزة وهنا كان الموقف الدولي واضحا برفض التهجير وهو ما كان عاملا قويا ومساندا للموقف الرافض لخطة ترمب،اما الموقف الاخر الذي كان مساندا لجلالة الملك هو الموقف العربي وخاصة الموقف السعودي اذ اجرى جلالته قبل ذهابه الى واشنطن اتصالا مهما مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان خاصة وان السعودية اعلنت عن موقف قوي ضد التطبيع مع اسرائيل وانها لن تطبع مع اسرائيل الا بعد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وانها ضد تهجير اهل غزة وهو موقف قوي واغلق الباب امام مخططات ترمب ونتنياهو بفصل مسار التطبيع مع الدول العربية عن حقوق الشعب الفلسطيني.
التحركات الملكية شملت اتصالات مع قادة دول خليجية وخاصة قطر والامارات كما التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كما اجرى مباحثات مع الرئيس الفلسطيني بهدف توحيد الموقف العربي ضد مخططات التهجير لابناء غزة او لابناء الضفة الغربية، الموقف المصري ايضا كان عاملا قويا ومساندا لطروحات جلالة الملك الذي اعلن ان هناك خطة مصرية بديلة وان اجتماعا سيعقد في السعودية يحضرة زعماء عرب لوضع الخطة العربية وتقديمها الى واشنطن.
الملك في واشنطن لم يكتف بالاعلان عن رفض خطة التهجير وانما قدم البديل وهي خطة عربية متكاملة لاعادة اعمار غزة دون تهجير اهلها.
جلالة الملك كان ايضا استبق زيارته الى واشنطن باتصالات مع قادة اوروبيين وخاصة الرئيس الالماني وزيارة الى بريطانيا بهدف حشد الدعم الاوروبي ضد التهجير وتثبيت وقف اطلاق النار واستكمال مراحل وقف اطلاق النار حتى يصبح دائما، الموقف الاوروبي كان ايضا قويا ضد خطط ترمب بتهجير غزة واصدرت كل الدول الاوروبية الرئيسية خاصة المانيا وفرنسا واسبانيا وبريطانيا وبلجيكا مواقف علنية ضد خطط ترمب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، كما اصدرت الدول الكبرى خاصة روسيا والصين والبرازيل وجنوب افريقيا مواقف ضد تهجير ابناء قطاع غزة.
الملك ايضا اجرى اتصالات هامة داخل الولايات المتحدة الاميركية وخاصة مع زعماء الكونجرس وعلى راسهم السيناتور ليندسي غراهام وهو جمهوري ويعد واحدا من حلفاء ترمب ولكنه انتقد خطة تهجير اهل غزة اضافة الى ان الحزب الديمقراطي الاميركي ضد تهجير ابناء غزة والعديد من قادة الديمقراطيين في مجلس النواب او الشيوخ اعلنوا موقفهم ضد خطة التهجير.
الملك التقى ترمب وهو متسلح اولا:بموقف عربي قوي ضد التهجير، وثانيا موقف اوروبي رافض للتهجير وموقف دولي ايضا رافض لخطة ترمب بتهجير ابناء غزة، ورابعا قانون دولي يمنع التهجير القسري لأي انسان من أرضه، وخامسا موقف اميركي داخل الكونجرس بين معارض للخطة وبين مؤيد لها، علاوة على موقف أهل غزة الرافض للخروج من أرضهم.
في الاردن كان الجميع خلف جلالة الملك وهو ما عبر عنه ابناء الشعب الاردني الذين خرجوا بعشرات الاف لاستقبال جلالة الملك وولي العهد الامير الحسين اثناء عودتهم من واشنطن يوم الخميس الماضي فالشعب الاردني اراد ايصال رسالة قوية للجميع بهذا الاستقبال المهيب باننا خلف الملك.
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-02-2025 08:40 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |