حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,19 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5685

لماذا يشعر الإنسان بعدم الارتياح عندما يلتزم الصمت؟

لماذا يشعر الإنسان بعدم الارتياح عندما يلتزم الصمت؟

لماذا يشعر الإنسان بعدم الارتياح عندما يلتزم الصمت؟

16-02-2025 11:08 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يشعر أغلب الناس بالحرج في حال التزم الصمت عند جلوسه مع الناس، وفي حال انتهى الكلام فجأة فإنه سرعان ما يشعر بالقلق وينهمك في البحث عن موضوع جديد أو مداخلة أو تعليق ليستأنف الحديث مع الحضور، حيث يعتبر أغلب الناس أن هذا "الصمت المحرج" يُشكل مصدراً للقلق.

وحاول مقال متخصص نشره موقع "بي سايكولوجي توداي" الأميركي تفسير هذه الظاهرة، وقال إن ما يُعرف باسم "الصمت المحرج" غالباً ما يشكل تجربة غير مريحة للناس، وسرعان ما يحاولون تجنبها.

وقال المقال الذي كتبته الدكتورة ميشيل لينو، وهي طبيبة نفسية مرخصة في الولايات المتحدة، إن "هذه التجربة غير المريحة هي شيء يتجنبه الكثير منا غريزياً. وبالنسبة لأولئك الذين يتعاملون مع القلق، يمكن أن تعمل هذه اللحظات الهادئة على تضخيم التفكير المفرط والشك الذاتي".

وتقول لينو: "في عالمنا السريع والمتصل بشكل مفرط، يمكن أن يبدو الصمت غير طبيعي. سواء كنا نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو نشارك في محادثة، فنحن معتادون على التحفيز المستمر. إن اللحظات الهادئة تقاطع هذا الإيقاع، وتتركنا وجهاً لوجه مع أفكارنا، وفي بعض الأحيان، يكون هذا هو آخر مكان نريد أن نكون فيه".

وتشير لينو الى أنه غالباً ما يُنظر إلى الصمت في المحادثات على أنه فشل في التواصل، حيث يشعر الكثير منا بالمسؤولية عن استمرار الحوار، خوفاً من أن يشير التوقف إلى عدم الاهتمام أو الملل أو حتى الصراع، وذلك على الرغم من أنه "في الواقع فإن الصمت هو جزء طبيعي من التفاعل البشري، لكننا تكيفنا وتعودنا على ملئه".

وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من القلق الاجتماعي، يمكن أن يكون الصمت أكثر من مجرد شعور بالحرج، حيث إن الصمت ليس مجرد حالة محايدة، بل إنه يُفسَّر على أنه علامة على الفشل أو الرفض، وينبع هذا الثقل العاطفي من الوعي الذاتي المتزايد والخوف من التقييم الذي يصاحب القلق الاجتماعي غالباً، بحسب ما تقول الخبيرة النفسية.

تعبات التزام الصمت
وتقول لينو إن الأشخاص المصابون بالقلق قد يعانون مما يلي في حالة الصمت خلال الحديث:

أولاً: فرط الوعي والنقد الذاتي، حيث غالباً ما يكون الأفراد المصابون بالقلق الاجتماعي مفرطي الوعي بالديناميكيات الاجتماعية. وعندما يتحول الحديث إلى صمت، فقد يفسرون التوقف على أنه فشل شخصي أو علامة على الرفض. إن هذا الوعي الذاتي المتزايد يمكن أن يجعل حتى الصمت القصير يبدو محرجاً للغاية، مما يؤدي إلى زيادة القلق والنقد الذاتي.

ثانياً: الخوف من التقييم السلبي، حيث إن أحد الجوانب الأساسية للقلق الاجتماعي هو الخوف من الحكم أو التقييم السلبي من قبل الآخرين. وفي اللحظات الصامتة، قد يفكر الأفراد في تصريحاتهم أو سلوكياتهم الأخيرة، ويخشون أنهم قالوا شيئاً غير مناسب أو أن الآخرين يشكلون آراء سلبية عنهم، ويمكن أن يؤدي هذا الخوف إلى تفاقم الانزعاج المرتبط بالصمت.

ثالثاً: سلوكيات التجنب، حيث لإدارة قلقهم، قد ينخرط الأفراد في سلوكيات التجنب، مثل تجنب المواقف الاجتماعية أو البقاء صامتين لمنع قول شيء يُنظر إليه على أنه خطأ. وفي حين أن هذه السلوكيات قد توفر راحة مؤقتة، إلا أنها غالباً ما تعزز القلق على المدى الطويل، مما يجعل التفاعلات المستقبلية أكثر تحدياً.


رابعاً: التشوهات المعرفية، حيث قد يعاني الأشخاص المصابون بالقلق الاجتماعي من تشوهات معرفية، مثل المبالغة في تقدير احتمالية النتائج السلبية أو الاعتقاد بأن الصمت في المحادثة أمر سيئ بطبيعته. ويمكن لهذه الأفكار المشوهة أن تكثف مشاعر الانزعاج أثناء اللحظات الصامتة، حيث قد يبالغ الأفراد في تقدير الموقف بما يتجاوز أهميته الفعلية.

خامساً: الاستجابات الفسيولوجية، حيث يُمكن أن يؤدي عدم الراحة الناجم عن الصمت أيضاً إلى إثارة استجابات فسيولوجية مرتبطة بالقلق، مثل زيادة معدل ضربات القلب، أو التعرق، أو توتر العضلات. ويمكن أن تؤدي هذه الأعراض الجسدية الى حلقة تغذية مرتدة حيث يصبح الفرد أكثر وعياً بقلقه، مما يزيد من حدة عدم الراحة لديه.

وتخلص الطبيبة النفسية الى القول إن فهم هذه الآليات النفسية أمر بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات فعالة لإدارة عدم الراحة المرتبط بالصمت، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من القلق الاجتماعي. ويمكن للتدخلات مثل العلاج السلوكي المعرفي أن تساعد الأفراد على إعادة صياغة أفكارهم حول الصمت، والحد من سلوكيات التجنب، وبناء الثقة في التفاعلات الاجتماعية.











طباعة
  • المشاهدات: 5685
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-02-2025 11:08 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم