17-02-2025 08:45 AM
بقلم : المهندس مدحت الخطيب
قيل للإمام علي بن أبي طالب: «أهناك أشد من الموت؟ قال: نعم؛ فرَاقَ الأحبة أشد من الموت» بهذه الكلمات القليلة اختصر أمير المؤمنين كرم الله وجهه واقع الفراق والابتعاد عن الأحبة والأصحاب..
أقل من شهر على وقف إطلاق النار في غزة المكلوم أهلها، المجروح كل من فيها، اليوم وبعد أن توقفت الحرب وأتمنى من الله أن تنتهي كليا، عادت الحياة ومعها شريط الكارثة التي حلت هناك إلى دفاتر الغزيين، في الصفحة الأولى تجد واحداً فقد أهله جميعا والآخر فقد ابنه وثالث فقد إخوانه ورابع هدم بيته وخامس قطعت أجزاء من أطرافه، وغيرهم من لا يعلم إلى الآن مصير من أسر وهجر من أهله.
أقل من شهر وما زالت عدسات الكاميرات تخجل في نقلها لصور الكارثة وتلعن عالماً يدعي العدالة والمساواة، عالم وقف مكتوف الأيدي على هكذا مجزرة لمدة 500 يوم تقريبا ولم يخرج منه إلا الشجب والاستهجان.
أقل من شهر والأمطار والفيضانات تداهم الخيم المتهالكة وتنزف مع دموع الأطفال قصيدة القيم الإنسانية الكاذبة والتي لا ترفع في فنادق الخمسة نجوم وأمام شاشات التلفاز.
أقل من شهر وكل أسبوع نشاهد خروج الأسرى المحررين وكأنهم هياكل عظمية في دولة احتجزتهم بلا مبرر ولا ذنب إلا أنهم قالوا نريد أن نعيش كباقي العالم بسلام وحرية.
أقل من شهر وما زالت المساعدات تصل بالقطارة والعالم يصمت على تأخير دخول المساعدات الإنسانية الحقيقية والخيم والكرفانات إلى الشمال المحاصر منذ أشهر.
أقل من شهر والنتن ياهو ومن لف لفه من أرباب الصهيونية العالمية يتحدثون عن تهجير أهل غزة بعد أن فشلوا في قتلهم جميعا.
في الختام أقول ما مِن عسر إلاّ يعقبه يسر، وما من شدة ألا يأتي بعدها فرج، نعم إن النصر بإذن الله قادم مهما طال الزمان واشتد الألم والعذاب، وإن الليل مهما أرخى سدوله واشتد سواده فإن نور الصبح قريب بأمر الله، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون حتى وإن تكالبت عليكم الدنيا كلها...
م مدحت الخطيب
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-02-2025 08:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |