17-02-2025 09:00 AM
بقلم : رجا طلب
على الرغم مما جرى من خرق للبروتوكول من قبل الجانب الاميركي في القمة التى جمعت جلالة الملك بالرئيس الاميركي ترامب الا ان نتيجة مجريات تلك القمة كانت لصالح جلالة الملك والموقف الاردني الذي تجسد في رفض فكرة التهجير من حيث المبدأ والتأكيد على المبدأ المضاد والمتناقض معها الا وهو حل الدولتين والتأكيد على الرؤية العربية الموحدة لمرحلة غزة ما بعد الحرب وغيرها من الثوابت الاردنية المعروفة والتى نشرها جلالته على منصة » اكس » بعد اللقاء في البيت الابيض مباشرة.
يُحسب لجلالة الملك انه لبى دعوة الرئيس ترامب ليكون اول زعيم عربي ومسلم يقابل الرجل المعروف بطاوسيته السياسية وصعوبة تقبله لكلمة » لا » واعتياده خلال فترة رئاسته الاولى كما في الوقت الحاضر على سماع كلمة » نعم » اينما ذهب وفي اي رغبة من رغباته، وخاصة ان جدول اعمال تلك القمة كانت تلفه ظروف سياسية صعبة واجواء مشحونة بدرجة كبيرة وذلك بعد اطروحات الرئيس ترامب بشأن تهجير الغزيين ومستقبل غزة ومصيرها بين ان يقوم بشرائها وبين ان يطورها عقاريا لتصبح كما الريفيرا، ولم يحدد » فخامته » هل ستكون كما الريفيرا الفرنسية ام الايطالية.
كان لقاء صعبا بين شخصية طاوسية امتهنت السياسة حديثا وبين ملك صلب عريق وبخبرة ودراية عميقة و يجلس خلف دفة الحكم منذ 26 عاما، ويعرف تماما ما يريد وعينه اولا واخيرا على شعبه وعلى الاردن ومصالحه الاستراتيجية وبتقديري ان جلالة الملك الذي خصه الرئيس ترامب وخص الشعب الاردني بكلمة متلفزة يثني فيها على جلالة الملك ويشيد فيها بالشعب الاردني هي نتيجة سياسية مهمة سيتم البناء عليها، بل كانت مفاجأة لليمين الاسرائيلي وستشكل تحولا في رؤية ترامب للاردن ودوره الاقليمي.
رغم صعوبة اجواء انعقاد القمة الا ان نتائجها ايضا تعرضت لموجات من الدعاية الكاذبة و التشويش والتضليل واعطاء انطباعات ومعلومات كاذبة تكاتفت في صناعتها اكثر من جهة وهنا وبحكم خبرتي الطويلة في » تحليل المضمون والمحتوى الاخباري وعلم الشائعة » حددت الجهات التى تقف وراءها وهي التالية:
اولا: الجماعات المصرية الهاربة من العزيزة مصر وتعيش في تركيا من امثال معتز مطر وغيره.
ثانيا: الحسابات الوهمية التي تديرها وحدة 2800 التابعة للاستخبارات الاسرائيلية والتي تنضح بمحتوى يشتمل على خلق ازمات داخل الاردن وبين الشعوب العربية والشعب الاردني.
ثالثا: ايران واتباعها والذين من السهل كشفهم من خلال المحتوى الطائفي او المحتوى التخويني او الثوري المزايد والمتطرف الذي يكتبونه.
بتقديري ان الملك لم يقل لا لترامب فحسب بل وضع » مدماك لا » او حجر الاساس لكلمة لا عربية كبرى تحمل فيها جلالته ضريبتها بكل ثقة واقتدار ومن المفترض ان يتم الاستناد لها في القمة العربية المنتظرة في السابع والعشرين من الشهر الجاري في القاهرة.
» لا » الشجاعة والقوية والتي اسمعها الملك لترامب يجب البناء عليها في القمة العربية القادمة في القاهرة و يجب البناء عليها من خلال ما يلي:
اولا: توجيه دعوة الى الرئيس ترامب وادارته بوجوب وقف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في حال استمرارها حتى موعد القمة، من اجل ترتيب الية » اليوم التالي » لما بعد انتهاء الحرب وضرورة اعتبار هذه الدعوة بمثابة مفصل مهم في تحديد مستوى التعاون بين ادارته والعالم العربي.
ثانيا: التأكيد على اقامة حل الدولتين والذي يعني قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة ورفض التطبيع لمن لم يطبع بعد، وتجميد التعاون مع الاحتلال للدول التي اقامت علاقات معه.
ثالثا: التأكيد على الوصاية الهاشمية للاماكن المقدسة في القدس.
رابعا: تجريم اسرائيل بتدمير قطاع غزة وارتكاب ابادة جماعية بحق اهل غزة وضرورة مثول مرتكبي تلك الابادة امام الجنائية الدولية وبشكل خاص نتنياهو ووزير الدفاع السابق غلانت ورئيس الاركان هرتسي هاليفي ورئيس الشابك روني بار ورئيس الموساد ديفيد برنياع واتهام بن غافير وسموتيرش بتلك التهم وتقديم دعاوى بحقكم امام محكمة العدل الدولية.
القمة العربية القادمة في القاهرة هي مفصل مهم وتاريخي بالنسبة للعرب في انتاج قواعد جديدة في التعامل بين العرب والولايات المتحدة وعلى ارضية المصالح المشتركة، فالطاقة وسوقها، والجغرافيا السياسية واهميتها من قناة السوبس الى باب المندب وحتى مضيق هرمز، والاهم حجم الفائض المالي من الدولار لدي العرب وامكانيات الاستثمار به داخل اميركا او خارجها.
لا نريد كعرب استعداء اميركا ولا نريدها حليفا بالمجان، علينا ان نؤسس لعهد جديد من العلاقة معها وهذا هو وقتها؟؟
Rajatalab5@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-02-2025 09:00 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |