17-02-2025 12:26 PM
بقلم : حسن صفيرة
في مناخ يتسم بالقلق المشوب بالحذر، يمر الوطن في هذه اللحظات الراهنة والفاصلة بظروف صعبة وشائكة ، بموازاة مستقبل يلوح في أفقه معالم تشي بضحالة ووعورة المرحلة القادمة بعد تبني الأردنيين بشتى ألوانهم ومنابتهم وأصولهم للقرار السياسي الهاشمي النابع من العروبة والإسلام في الوقوف بوجه المخططات الصهيوامريكية لإذابة تاريخ الأردن ومكونه الأصلي وطمس هويته والعمل على حل القضية الفلسطينية على حسابه وعلى حساب كينونته واستقلاله بتهجير قصري للفلسطينيين للعيش على أراضيه والذي لو حصل(لا سمح الله) فسيكون هنالك اختلالات ديموغرافية يصعب السيطرة عليها والعيش في ظلالها .
لنكن هنا عقلانيون في التفكير باستراتيجية لمواجهة القادم المحتوم بجميع تداعياته السلبية ومؤثراته الاقتصادية والأمنية، فالأردنيون بداية يجب ان يحافظوا على تماسكهم ووحدتهم بوقوفهم صفاً واحداً خلف جلالة الملك وولي عهده وجيشنا وأجهزتنا، وخلق حائط صد متين لا نسمح خلاله للدخلاء ومثيري الفتن والذباب الإلكتروني من الولوج بين افراد أسرتنا الواحدة الموحدة، ولنجعل أصواتنا ومنابرنا ومدارسنا وجامعاتنا وشوارعنا وحوارينا وبوادينا ومدننا وقرانا ومخيماتنا كل عملنا وتصرفاتنا وأحاديثنا تدور حول بوصلة الوطن المحصن المنيع والمستعصي على الجميع .
وفي الطرف الآخر من المعادلة المسؤولة، فإنه يقع على طبقة ساستنا وأحزابنا ومثقفينا وصحفيينا واعلاميينا ووزرائنا ونوابنا واعياننا السابقين والحاليين، بالعمل على توحيد خطابهم ولغتهم والابتعاد عن التنظير والاتهامية والنقد البيزنطي والاستعراض العبثي وترك تصفية الحسابات الشخصية جانباً والابتعاد عن الأطماع الفردية، ولتكن كامل قنواتهم ومنصاتهم ولقاءاتهم وحواراتهم وندواتهم مانعة للأفكار المدسوسة وواقية لمفردات المرتزقة وصادة لأقاويل المأجورين .
اما عن الشعب الأردني فعلينا ايضاً تحمل المسؤولية الوطنية وتحمل تبعات قرارنا السياسي النابع من عقيدتنا وإسلامنا وعروبتنا وذلك بالصبر والتعامل بحكمة مع الأوضاع الاقتصادية القادمة التي نتفق جميعا بصعوبتها من ذي قبل، وستكون اكثر صعوبة، ولنواجه الأمر بروح الأردني الشهم الذي لا يرضى المذلة والخنوع للإملاءات الاستعمارية والتي من اجلها ومناهضة لها قامت ثورتنا العربية الكبرى من أرض الحجاز إلى بلاد الشام والعراق لتحرير الأرض والإنسان من ظلم المحتل واستعماره ، فالحرة تجوع ولا تأكل بثديها .
ولنتحدث بصراحة ومرارة اكثر فالمخططات القادمة ومن خلال قراءة ألتاريخ البشع للصهاينة في عدم احترامهم للمواثيق والعهود وقد ذكرهم الله بأياته {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} كما ان حليفهم الشيطان الأكبر "امريكا" معروف في سجلها انه لا يؤتمن جانبها وسرعان ما تتنكر لحلفائها واصدقائها وهي اشد عداوة وبأساً وكفراً وهذا يعيدنا إلى مربع سيناريو الحرب مرة أخرى بعد إطلاق سراح كافة الرهائن لدى حركة حماس وستشتعل اسرائيل الأرض بمن عليها وباطنها مستخدمة كافة الأسلحة غير تقليدية أو الاخلاقية مثل القنابل البيولوجية والنووية بحجة القضاء على الارهاب الحمساوي وهذا من شأنه ان يجعل هنالك نزوح اجباري للأهالي المدنيين عبر الحدود المصرية التي لن يستطيع جيشها واجهزتها من إيقاف المد البشري وبعدها سيكون بكاء التماسيح للأمريكان والغربيين على احوال الغزيين وضرورة إيوائهم في مصر والأردن وغيرها من الأقطار العربية .
فالخطر قادم لا محالة ويجب علينا جميعا ان نستعد جيدا لمواجهة حتمية هي كلفة موقف الأردن الثابت، كما أننا نطالب اصحاب القرار بأعادة تموضعنا وتحالفاتنا السياسية وان نفتح الخطوط بجميع الاتجاهات سواءً مع روسيا او الصين أو حتى ايران فهذا الوطن يجب ان يبقى هاشمي الهوى اردني الهوية رغم انف كل طغاة الأرض ومن دار في فلكهم ولنجعل من الأردن بقيادته وجيشه واجهزته وشعبه الصخرة المعاصرة التي تتحطم عليها مخططات وافكار ترامب والنتن، كرموز لعالم القردة الخنازير .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-02-2025 12:26 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |