حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,21 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2488

سلطان عبد الكريم الخلايلة يكتب:"المؤثرون والمهرجون والمشاهير: ما الفرق بينهم؟"

سلطان عبد الكريم الخلايلة يكتب:"المؤثرون والمهرجون والمشاهير: ما الفرق بينهم؟"

سلطان عبد الكريم الخلايلة يكتب:"المؤثرون والمهرجون والمشاهير: ما الفرق بينهم؟"

18-02-2025 08:58 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سلطان عبد الكريم الخلايلة
في كل أزمة، يتساءل الكثيرون: أين المؤثرون الحقيقيون؟ أين تلك الأسماء التي يُفترض أن تنشر وتتحدث بما يصب في المصلحة الوطنية؟ خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتنوع منصاتها، أصبح من الصعب التمييز بين المصطلحات ومعرفة ما يستحق الاهتمام وما يجب تجاهله.


من المهم أن يقوم المؤثرون بنشر ما يخدم وطنهم، خاصة وأنهم يمتلكون جمهورًا واسعًا يتلقى رسائلهم. لكن للأسف، نجد أن البعض يفضل الصمت أو يكتفي ببث محتوى يجلب المال أو ينشر دعايات مدفوعة الأجر، فيتحول إلى مجرد منصة إعلانية. حتى إذا استيقظ بعضهم متأخرًا بعد أن يُرشق بانتقادات، يحاول استعادة مكانته بخطوات سطحية وكأنه يستيقظ من سبات عميق.



تتزايد ظاهرة "المشاهير" مع عدم وجود معايير دقيقة لقياس تأثيرهم الحقيقي. ففي الأردن، التي تُعد من أكثر الدول استخدامًا لوسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بعدد مستخدمي الإنترنت، أصبح هناك "وقود" لهؤلاء الذين لا يستحقون وصف "مؤثر".



يُقاس تأثير الشخص بعدد الإعجابات والتعليقات والمشاهدات، وكأن هذه الأرقام أصبحت المعيار الوحيد للتأثير. نضيف إلى ذلك ظاهرة "كبس تكبيس" التي انتشرت، حيث يعتقد البعض أن الترويج لبرغر أو وجبة طعام وجلب المشاهدات هو نوع من التأثير، متناسين أن هذا مجرد إعلان مدفوع الأجر. بل إن بعضهم يروج لاحقًا لمنتجات مشابهة دون العودة لطرحه السابق، وكأن كل منتج هو "الأفضل في الأردن".



أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مليئة بالمحتوى السطحي والتهريج. الكثيرون يمتهنون الكوميديا دون أن يكون لديهم أي خلفية فيها، فيتحولون إلى مهرجين. وهنا يُطلق عليهم مصطلح "مشهور"، لكن السؤال: مشهور بماذا؟ قد يكون مشهورًا بتصوير مشاجرات أهله أو بنشر محتوى تافه. القليلون فقط من يمتلكون مساحة تأثير حقيقية على أرض الواقع، حيث يستطيعون جعل الآخرين يتبنون وجهة نظرهم حول قضية ما وينشرونها.



هناك من يطلق عليهم "إنفلونسرز" يقدمون محتوى متخصصًا في الطبخ أو التغذية أو السياحة، وهناك من يقدم نفسه بلغة محكية من قرية معينة فيلقى رواجًا. هذا النوع من المحتوى لا يؤثر سلبًا على البنية الاجتماعية، بل قد يكون مفيدًا. لكن في النهاية، هناك فرق بين من يمتلك الخبرة ويقدم محتوى هادف، وبين "الثرثار" الذي لا يقدم سوى الضحك الرخيص.



في ظل حصول الناس على معلوماتهم من وسائل التواصل الاجتماعي – وهي حقيقة لا يمكن إنكارها – يجب أن نبتعد عن الركض وراء المهرجين، ونتوجه نحو من يقدم محتوى هادفًا. الأهم من ذلك، أن تكون الفترة القادمة فرصة لمنح هؤلاء المؤثرين الحقيقيين مساحة أكبر، بدلًا من إعطاء الفرصة للمهرجين الذين نجدهم على رأس قائمة المدعوين في الفعاليات.



المؤثر الحقيقي هو من يمتلك متابعين يثقون برأيه ويتبنون أفكاره، ويترك أثرًا إيجابيًا في المجتمع. فالكثيرون لديهم جمهور، لكن الفرق يكمن في نوعية هذا الجمهور وتأثيرهم عليه. حتى لو كان المحتوى عن متعاطي مخدرات أو فزلكة، فهناك جمهور لكل نوع من المحتوى.



لنعترف أن هناك غيابًا للمؤثرين الحقيقيين الذين يمتلكون قصصًا إيجابية وريادية. أعرف مصورًا صحافيًا يسلط الضوء على قصص الفقر في القرى النائية ويقدمها للجهات الإغاثية، لكنه للأسف لا يملك عدد متابعين كالذين يروجون للمحتوى التافه.



الأزمة الأخيرة كشفت الحاجة الماسة لوجود كفاءات وطنية تدافع عن الأردن بصلابة وحجة قوية. هنا تظهر مهمة متلقي الخدمة، الذي يجب أن يلفظ كل ما هو سلبي ويعتمد على معايير حقيقية لقياس التأثير.



في النهاية، المؤثر الحقيقي ليس من يجمع الإعجابات، بل من يترك أثرًا إيجابيًا في مجتمعه ويدافع عن قيم وطنه بصدق وإخلاص.

 

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 2488
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-02-2025 08:58 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم