حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,21 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2153

ا. د. أمين مشاقبة يكتب: متى تتغير المواقف؟!

ا. د. أمين مشاقبة يكتب: متى تتغير المواقف؟!

ا. د. أمين مشاقبة يكتب: متى تتغير المواقف؟!

18-02-2025 09:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ا. د. أمين مشاقبة
إن ما تُفكر به إسرائيل وتسعى عملياً إلى تطبيقه هو تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، فبعد الدمار والإبادة الجماعية والتطهير العِرقي في غزة، فهي لا تريد أي وجود لحركة حماس سياسياً أو عسكرياً في القطاع، وطرحت على الرئيس الأميركي موضوع التهجير لسكان القطاع إلى دول أخرى هي مصر والأردن، وبالتالي هي ترفض إدارة حماس والسلطة الوطنية معاً لإدارة القطاع، وتُماطل في تنفيذ الاتفاق في مرحلته الأولى بعدم ادخال الخيم والمساكن المؤقتة وتفرض حصاراً شديداً على أية مواد بحجة الأبعاد الأمنية، وهناك مُماطلة واضحة جليّاً على تمديد المرحلة الأولى والبحث عن فترة انتقالية بين المرحلتين من أجل عدم الدخول في المرحلة الثانية وهي الأصعب.

إسرائيل ترى نفسها انتصرت في تحطيم قدرات حماس العسكرية، وفي نفس الوقت ترى انها دمرت قدرات حزب الله في لبنان وتريد فرض سيادتها وسطوتها على الحالة اللبنانية والمؤشر هو التهديد بضرب المطار المدني في بيروت، وتشعر بالنشوة بضربها وتدميرها للقواعد العسكرية والحيوية في سوريا.

وأن هناك دعماً أميركياً لسلوكها السياسي والعسكري، وهناك تطابق في وجهات النظر الأميركية لهذا السلوك ويرى رئيس الوزراء أن هناك استراتجية إسرائيلية–أميركية مُتفق عليها بعد الزيارة الأخيرة للعاصمة الأميركية واللقاء التاريخي كما يُوصف. وكل هذا يدفع إسرائيل للتماهي والشعور بالانتصار وتحقيق التفوق العسكري والسياسي على كل الفاعلين في المنطقة وفرض السلام بالقوة. وعليه فهي ترى أن أمرها يجب أن يُنفذ كما يقول رئيس الوزراء طلبه للحكومة اللبنانية بتفكيك حزب الله وان لم تفعل الحكومة اللبنانية بذلك فإنه سيقوم عملياً بتحقيق ذلك. ويضاف إلى ذلك الشعور بأنهم غيّروا الشرق الأوسط، وهذا يعني حالة البحث عن الهيمنة والسيطرة على المنطقة برمتها. وحسب الرؤية الإسرائيلية أن الشرق الأوسط بات تحت هذه السيطرة وعلى الجميع أن يقوم بدوره خدمة للأهداف والمصالح الإسرائيلية، إذ إن هناك دعما وتأييدا، ومساندة اميركية لهذا الوضع الجديد، بعيداً عن مفهوم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتجاوزاً لكل الأبعاد التاريخية للصراع يُضاف إلى كل ذلك السلوك العسكري الجاري في الضفة الغربية، فهناك هجمة تدميرية على المخيمات الفلسطينية البالغ عددها ما يزيد عن ٢٢ مخيماً، فعمليات التطهير العِرقي والتهجير والقتل على قدم وساق إذ تم تهجير ما يزيد من ٢٩ ألف مواطن من سكان المخيمات في جنين، وطمون، وطولكرم، ونابلس، والفارعة وغيرها، فالهدف إنهاء كل شيء يتعلق بحق العودة، وما الموقف من المنظمة الدولية الأُونروا إلاّ من هذا الباب.

أمام هذه الأهداف الظاهرة للعيان، فإن الغاية النهائية هو تصفية القضية الفلسطينة وتجاوز كل قرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي أمضى ما يزيد من ٧٦ عاماً من الظلم التاريخي وظلم العالم المُحدث الذي يدَّعي الحرية، والعدالة والمُساواة، والديمقراطية وحقون الإنسان، يُقابل ذلك عواطف ومشاعر عربية بعيدة عن أي إطار عملي ضاغط، مُجرد بيانات وقرارات كلامية ولا تساوي قيمة الورق الذي يُكتب عليه، آن الأوان للعرب أن يتّعظوا ويفهموا حقيقة ما يجري، آن الوقت أن تكون هناك مواقف عملية واقعية لردع هذا العدوان التاريخي، ورد الاعتبار إذا الأمر لم يكن اليوم فمتى سيكون!؟.











طباعة
  • المشاهدات: 2153
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-02-2025 09:31 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم