19-02-2025 08:42 AM
بقلم : زيدون الحديد
في كل مرة نقترب فيها من منخفض جوي جديد، للأسف نجد أنفسنا أمام حالة من الارتباك والتناقض في الأخبار المتعلقة بالطقس، ومع اقتراب أي منخفض جوي، يتكرر هذا الإرباك بشكل لافت، ويترك المواطن في حالة من الحيرة، فالتنبؤات تتفاوت بين مصدر وآخر، مما يعزز شعور المواطن بعدم اليقين، وفي الآونة الأخيرة، أصبحت ظاهرة التخبط في الأخبار الجوية أكثر وضوحًا، وأصبحت أسئلة المواطنين حول التوقعات الطقسية أكثر تعقيدا.
في السنوات الأخيرة، شهدنا حالة من التخبط وعدم التناسق في الأخبار المتعلقة بالمنخفضات الجوية والتوقعات المتعلقة بالطقس، وهو أمر لم يكن موجودًا بشكل واضح في الماضي، فلم تعد التوقعات الجوية تقتصر على وصف لحالة الطقس القادمة، بل أصبحت مليئة بالتناقضات والارتباك، وهو ما يعكس نقص التنسيق بين الجهات المختصة في هذا المجال، وأصبح المواطن يعاني من عدم وضوح في المعلومات، وهو أمر مزعج في الحقيقة.
قبل عقود، كان هناك انسجام وتناسق واضح في التقارير الجوية، حيث كان المواطن يعتمد بشكل رئيس على التنبؤات الجوية التي تصدرها المؤسسات الرسمية، وكان المتنبئون الجويون يعملون تحت إشراف دائرة الأرصاد أو الهيئات الحكومية المعنية بذل، وفي تلك الأيام، كان الجميع يجلس أمام شاشات التلفاز، ويستمعون إلى التقارير عبر القنوات الرسمية التي تقدم لهم معلومات دقيقة وموثوقة عن حالة الطقس، لكن في عصر “التواصل الرقمي” في الآونة الأخيرة، أصبحنا نشاهد تزايدًا في التخبط والتناقضات بين الأخبار والتوقعات الجوية، وأصبح من الصعب على المواطن تحديد ما يجب عليه تصديقه.
يبدو أن السبب واضح بالفعل، حيث أصبحت التوقعات الجوية تصدر من عدة مصادر غير رسمية، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية التي قد تنشر معلومات غير دقيقة أو غير متوافقة مع ما تصدره الجهات الرسمية، فأصبح التناقض بين هذه التقارير واضحًا، لدرجة أنه خلق حالة من الارتباك لدى المواطنين، ففي كثير من الأحيان، تصدر دائرة الأرصاد بيانًا رسميًا تحذر فيه من قدوم منخفض جوي بسيط، بينما تظهر تقارير من مواقع أخرى أو حسابات شخصية على وسائل التواصل الاجتماعي تدعي تفاصيل مختلفة أو تقديرات متباينة، مما يجعل الناس في حيرة من أمرهم ولا يعرفون أي المعلومات يعتمدون عليها.
ولكي لا أطيل في السرد عن كيف ولماذا، أقول إن السبب الرئيس لهذا التخبط هو غياب المحاسبة الواضحة، سواء من المسؤولين عن النشرات المتناقضة أو التقارير غير الدقيقة، فالافتقار إلى شفافية في عمل الجهات الرسمية في بعض الأحيان، وتوضيح الأسباب الحقيقية وراء التوقعات الخاطئة أو المتضاربة، يترك المواطن في حالة من الارتباك وعدم الثقة، ونتيجة ذلك يتم إصدار البيانات والتوقعات بشكل عام دون شرح كاف للمواطن عن كيفية استنتاج هذه التوقعات.
إلا أنني أرى أن الحل بسيط ويمكن تنفيذه بسهولة، وذلك من خلال إصدار تعميم رسمي من الحكومة ينص على ضرورة وجود نشرة جوية رسمية يتم توزيعها على جميع وسائل الإعلام، وبموجب هذا التعميم، يمنع نشر أي معلومات أو تصريحات متعلقة بالطقس عبر أي وسيلة إعلامية ما لم تكن صادرة من الجهة الرسمية المعتمدة، كما يجب أن يتم محاسبة أي شخص يتجاوز هذا الإجراء أو يدلي بتصريحات غير دقيقة، تمامًا كما يتم التعامل مع المخالفات وفقًا لقانون الجرائم الإلكترونية.
ولأن التخبط في أخبار المنخفضات الجوية أصبح يشكل تحديًا حقيقيًا للمواطنين، فأصبح من الضروري أن تتحمل الجهات المختصة مسؤولياتها ويتم محاسبتها بشكل أكبر، خاصة تلك غير الرسمية، بالإضافة إلى أنه يجب أن يكون هناك توحيد للنشرات الرسمية وتنسيق فعال بين جميع الجهات الحكومية لضمان تقديم معلومات واضحة وصحيحة للجمهور، من خلال تطبيق هذه الإجراءات، يمكن للحكومة أن تعزز الثقة بين المواطن والجهات المختصة، وتحد من حالة الارتباك التي تحدث في مثل هذه الحالات، سواء في المنخفضات الجوية البسيطة أو العميقة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-02-2025 08:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |