19-02-2025 09:05 AM
بقلم : د. محمد ابراهيم الشقيرات
تنبع اهمية الإعلام المهني الوطني الصادق بكافة فروعه المعرفية التواصلية ، من كونهِ أداة رئيسية مهمة من أدوات تحقيق الامن الوطني الشامل ، وذلك من خلال دحضِ كل ما من شأنهِ تعكير صفو الحياة الآمنة المستقرة للوطن والمواطن ، ومقاومة الاقلام المأجورة ، اصحاب الاجندات الخارجية التي لطالما تسعى للتشكيك في قوة ثقافتنا الوطنية الواحدة على حب الوطن ، وقيادته الهاشمية التي تستند الى إرث تاريخي متجذر ، وشرعية دينية أثبتت على مدار مائة عام ونيَف من قيادة بلدنا الحبيب قدرتها الفائقة على الحفاظ على هذا الوطن ، وشعبه، ومقدراته في خضّم التحديات الداخلية ، والاقليمية، والعالمية الجِسام التي رافقت نشأة وتأسيس واستقلال هذا الوطن ، حتى اصبح انموذجاً عصرياً في كافة المستويات ، يشار له بالبِنان على مستوى العالم .
بالأمس لم يكن أمام جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وهو يُزيّنُ المكان الذي التقى به اخوانه رفقاء السلاح " المتقاعدين العسكريين " إلا الإشارة الواضحة الى أصحاب الضمائر الغائبة عن الحق ، والاجندات السوداء ، الذين يتلقون أوامرهم من خارج الوطن الحبيب للإساءة الى هذا الوطن والتشكيك بثباته ، وقوته ، ومِنعته ، وقدرته على تجاوز التحديات والصعاب ، وعزم وصلابة قائده المفدى الذي لم ولن تهزه التعقيدات السياسية التي تحيط بالاقليم من حولنا ، فكان كما عرفناه دائماً منذ ربع قرن ، ملِكا ً رابطُ الجأش، ذو شخصيةٍ مؤثرة تحظى بالاحترام والتقدير ليس على المستوى المحلي والاقليمي وحسب ، بل على المستوى العالمي لِما يتمتع به جلالته حفظه الله من جُلّ معاني الحِكمَةِ ، والالتزامِ ، والتحدي ، والقيادة الفعّالة الشجاعة ، والقدرة على التواصل الفعّال مع كافة صنّاع القرار في العالم بأسره ، والمعرفةِ بمصلحة ِ الاردن كما يضعه دائما " فوق كل اعتبار " ، تلك الصفات التي لطالما وجدناها به كمصدرٍ مقاومٍ في مواجهةِ الظروف السياسية الاقليمية العصيبة التي تمر بها الامة العربية ، الأمر الذي يدعونا للفخر والاعتزاز به كقائدٍ يُشار له بالبِنان ، على مستوى العالم كُله .
اقول للمشككين والمتربصين للاساءة لوطننا الغالي أن ثبات جلالة الملك ، وحِكمته ، وقُدرتهِ على أن يكون اللسان الصادق الناطق للحق ليس لنا كأردنيين وحسب ، ولكن لللشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة ، ولأشقائنا العرب ، هو ما ظهر حقيقةً للأعلام الموضوعي الصادق بشكلٍ واضحٍ وصريح اثناء وبعد لقاءه الاخير مع بعض القادة الاوروبيين ، ومع الرئيس الامريكي " ترامب" حيث ثبّتَ قواعد اللعبة السياسية فيما يخص القضية الفلسطينية برمتها ، كما يجب أن تكون ، والتأكيد بروح ِ المستشرف المطّلع على مستقبل الاجيال القادمة على أن المنطقة برمتها سوف تضل في صراعٍ دائم إن لم يحصل الفلسطينيين على حقوقهم المغتصبة وفق القرارات الدولية ، وهذا ما كان وما زال يؤكده جلالته ، على مدار ربع قرن من حُكمهِ الميمون جابَ من خلالها المحافل الدولية ، وعواصم العالم منادياً بأعلى صوته بهذه المباديء التي تُشرّفُنا جميعاً وتلامس مشاعر َشعبٍ أحبه حتى النخاع .
أقول ومعي كل المخلصين لأولئك الراقصون في دهاليز مصالحهم الخاصة! الذين اشار لهم جلالته أفلا يكفيكم ويوقف أكاذيبكم وتأويلاتكم إعتذار وسحب وكالة أنباء "رويترز" ، يوم امس خبرٍ سابقٍ "مضلّل" بشأن تصريحات جلالته خلال زيارته الاخيرة لواشنطن ولقائه الرئيس الامريكي " ترامب" ؟، لتؤكد من جديد ثبات جلالة الملك وتأكيده على لاءاته الثلاث " كلا للتهجير ، كلا للتوطين ، كلا للوطن البديل " وثباته الراسخ امام الحل العادل المشرف للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفق القرارات الدولية الاممية ذات الصلة.
إننا كاردنيين معنيين اليوم ، وغداً ، وإلى الأبد، في تعرية أهداف واجندات أصحاب الاقلام الزائفة ، والافكار السوداوية ، التي لا همها وطنٌ ، ولا مبدأٌ ، ولا حتى ضمير ! وكل من تسوّل له نفسه المساس بلحُمتنا الوطنية ، وقدرتنا على الحفاظ على موروثنا الثقافي في الوحدة والتعاضد والتكافل ونبذ كُلِ ما من شأنهِ الإساءة لقيّمِنا الوطنية التي بها نعتز ونفخر .
إن إعلامنا الوطني الصادق معنيٌ أيضاً بتبني استراتيجات جديدة ، في مواجهة الأفكار المُضّلِلة التي يسعى أصحابها الى تحقيق مصالحهم الضيّقةِ الخاصة ، من خلال التأكيد على التخطيط الاستراتيجي الهادف لوسائل الاعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي، بما يخدم المصلحة الوطنية ، وكيفية ادارة الأزمات الاعلامية المضادة بأخرى هادفة مضادة ، وتحليل وتقييم ما يثار بقصد في الفضاء الالكتروني المحلي ، وإيجاد السُبلِ المثلى لتوجيه الرأي العام المحلي ، ودعمه في مواصلة الوقوف في وجه العابثين والمغرضين .
ختاما أقول : كلنا صفاً واحداً خلف جلالة قائدنا المفدى ، فإن كنت يا سيدي تستمد قوتك من قوتنا فنحن نستمد بقائنا ، وقوتنا من عزيمتك التي لا ولن تلين ، والوطن يستمد عظمته وخلوده ِ من عظَمةِ قيادتكم الفذةُ الحكيمة ، وسيبقى علم الاردن بإذن الله يرفرف عالياً فوق هامات السُحبِ.
العميد الركن المتقاعد
د. محمد ابراهيم الشقيرات
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-02-2025 09:05 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |