حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,22 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2072

المحامي لؤي عمايرة يكتب: الملك والمتقاعدون العسكريون: رسائل ثبات وقوة

المحامي لؤي عمايرة يكتب: الملك والمتقاعدون العسكريون: رسائل ثبات وقوة

المحامي لؤي عمايرة يكتب: الملك والمتقاعدون العسكريون: رسائل ثبات وقوة

20-02-2025 09:48 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي لؤي عمايرة
تجاوز لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني مع المتقاعدين العسكريين صفته كتقليد بروتوكولي سنوي لإحياء يوم الوفاء للمحاربين القدامى، فجاء محمّلًا بأبعاد استراتيجية وسياسية عميقة، تعكس طبيعة اللحظة السياسية الضاغطة محلياً وإقليمياً. السياق الذي انعقد فيه اللقاء جعل منه مناسبة تتجاوز حدود التكريم والتواصل إلى منصة ملكية لتوجيه رسائل حادة الحواف إلى الداخل والخارج، حول ثوابت الموقف الاردني وتمتين الاصطفاف الوطني والدفاع عن سردية الدولة.

إن اختيار "رفاق السلاح" كجمهور لهذا الخطاب الحاسم هو استدعاء للذاكرة الوطنية التي تشكلت عبر سنوات من التضحيات والعطاء. دعوة المتقاعدين العسكريين إلى “لبس الفوتيك” على ما فيه من استعارة رمزية تستحضر ماضيهم العسكري وعميقة ترتبط بجوهر الانتماء الوطني، هو دعوة جادة إلى تفعيل دورهم في الحاضر والمستقبل والمعادلة السياسية، وترجمة حضورهم المعنوي الوازن إلى فاعل مباشر في مواجهة التحديات التي تواجه الدولة، ورفع منسوب الجاهزية لمواجهة سيناريوهات كثيرة. وتأكيد ملكي انهم كانوا وسيظلوا في قلب مشروع حماية الاردن، وبرقية ملكية للعديد من المستويات أن الدفاع عن الدولة ومواقفها وسرديتها مسؤولية لا تنتهي بالتقاعد، بل تستمر ما دامت التحديات.

كان لافتًا في حديث الملك تركيزه على مفهوم الانتماء الوطني، ليس باعتباره موقفًا تقليديًا أو شعارًا خطابيًا، بل كمعيار يتم بموجبه إعادة توزيع الأدوار داخل الدولة، وفق معادلة تضع الموقف والفعل والانجاز في مقدمة محددات المشروعية الوطنية. الاستنكار الملكي الحاد: “مش عيب عليهم" لم يكن مجرد استنكار لظاهرة سياسية، بل رسمٌ لخطوط الفصل بين من يُحسب على المشروع الوطني، ومن يتحرك وفق حسابات لا تنتمي إليه. هذا الطرح يعكس إدراك الدولة لطبيعة التحولات التي يشهدها المشهد السياسي، حيث لم تعد التحديات التي تواجه الأردن محصورة في أزمات اقتصادية أو ملفات إقليمية تقليدية، بل امتدت إلى اختراقات من جهات خارجية تحاول صياغة الوعي السياسي لفئات هشة الانتماء، عبر قنوات ووسائل مختلفة، مستهدفة دورا عابثا في المشهد الداخلي.

وبحزم متجدد وحسم واضح، كان التأكيد الملكي على ال "كلا " الاردنية بما تشكله من جدار منيع أمام كل المشاريع التي تحاول تصفية القضية الفلسطينية تحت مسميات وسيناريوهات مختلفة، إن "كلا" الملكية - بما يحمل الاصرار الملكي على استخدامها من دقة لافتة في توظيف المعنى والدلالة بصفتها حرفا يفيد تأكيد النفي و الردع والزجر - موقف غير خاضع للمساومات السياسية أو الضغوط الاقليمية والدولية، وهي مبادئ جوهرية ثابتة حددت مسار الدبلوماسية الاردنية في عهد المملكة الرابعة. وبعد 25 عاما اثبتت المحكات ان الاردن بقيادة الملك عبد الله الثاني لم يكن يوما دولة قابلة للضغط أو التراجع عن ثوابتها.











طباعة
  • المشاهدات: 2072
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-02-2025 09:48 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم