حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,22 فبراير, 2025 م
  • الصفحة الرئيسية
  • كُتاب سرايا
  • د. عُريب المومني تكتب: رسائل ملكيّة تتجاوز الحدود: قراءة في لقاء الملك عبد الله الثاني بالمتقاعدين العسكريين
طباعة
  • المشاهدات: 2108

د. عُريب المومني تكتب: رسائل ملكيّة تتجاوز الحدود: قراءة في لقاء الملك عبد الله الثاني بالمتقاعدين العسكريين

د. عُريب المومني تكتب: رسائل ملكيّة تتجاوز الحدود: قراءة في لقاء الملك عبد الله الثاني بالمتقاعدين العسكريين

د. عُريب المومني تكتب: رسائل ملكيّة تتجاوز الحدود: قراءة في لقاء الملك عبد الله الثاني بالمتقاعدين العسكريين

20-02-2025 09:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. عُريب هاني المومني
في لقاءٍ يعكس اهتمام القيادة الهاشميّة بالقوات المسلحة الأردنيّة، التقى جلالة الملك عبد الله الثاني، يوم الاثنين الموافق السابع عشر من شهر شباط من العام 2025م بمجموعةٍ من المتقاعدين العسكريين. لم يكن هذا اللّقاء مجرّد مناسبةٍ اجتماعيّة، بل حمل العديد من الدلالات السياسيّة والاجتماعيّة، ورسائل واضحةٍ للداخل والخارج. فالمتقاعدون العسكريّون يشكّلون عنصراً مهمّاً في النسيج الوطنيّ، فهم ليسوا جزء من الماضي العسكريّ فقط، بل يُمثّلون قاعدة دعم مجتمعيّة وسياسيّة واسعة، وإنّ تأكيد جلالة الملك على دورهم يعكس رغبته في إبقائهم شركاء في مسيرة تحديث الدولة، والاستفادة من خبراتهم في ظلّ التحديات الراهنة.
إذ يأتي هذا اللقاء في ظلّ تحديات إقليميّة متزايدةٍ وأوضاع اقتصاديّة تتطلّب تعزيز التماسك الداخليّ. فالمملكة الأردنيّة الهاشميّة التي لطالما كانت لاعباً محوريّاً في قضايا المنطقة، تواجه اليوم ضغوطاً سياسيّة واقتصاديّة تتطلّب تأكيد ثبات الدولة ودعم مؤسساتها الوطنيّة، وعلى رأسها الجيش العربيّ.
وحمل هذا اللقاء رسائل ملكيّة ودلالات سياسيّة مُتعدّدة تعكس توجّهات القيادة الأردنيّة في ظلّ هذه المرحلة الصعبة. فأحد أبرز الرسائل التي يُمكن استخلاصها من هذا اللقاء هو تقدير المتقاعدين العسكريين وإشراكهم في قضايا الوطن. كما حمل اللقاء دلالةً على وحدة الصفّ الوطنيّ، فقد حرص جلالة الملك على إظهار أنّ المؤسسة العسكريّة -حتى بعد تقاعد أفرادها- لا تزال تُشكّل دعامةً أساسيّةً للوحدة الوطنيّة.
علاوةً على أنّ الإشارة الواضحة من الملك إلى "كلا للتهجير، كلا للتوطين، كلا للوطن البديل" هي رسالة سياسيّة حاسمة تؤكّد على موقف المملكة الثابت من القضيّة الفلسطينيّة. فالمملكة الأردنيّة الهاشميّة ترفض أيّ محاولات لتصفية القضيّة الفلسطينية أو تشويهها عبر السياسات أو الضغوط الدوليّة، وهذا يشير إلى دور المملكة البارز كحارسٍ للمقدّسات الإسلاميّة في القدس، ومؤيدٍ للحقوق الفلسطينيّة. فموقف المملكة من القضيّة الفلسطينيّة ثابتٌ في سياسة المملكة الداخليّة والخارجيّة.
بالإضافة إلى التحذير صراحةً من التحدّيات الداخليّة والخارجيّة التي تُواجه المملكة، فقد أشار جلالة الملك أثناء حديثه إلى وجود جهات تحاول التأثير على الداخل الأردنيّ، لافتاً إلى أنّ هناك أفراداً داخل المملكة يتلقّون أوامر من الخارج. وجدّد جلالته في حديثه التأكيد على وحدة الصفّ الوطنيّ في مواجهة التحدّيات الإقليميّة والدوليّة، وهو ما يُرسل رسالةً قويّة بأنّ المملكة، بقيادتها الحكيمة وبتكاتف جميع شرائحها، ستظلّ صامدةً أمام أيّ تحدّيات تُهدّد أمنها واستقرارها.
كما حمل اللقاء دلالةً واضحةً تتجلّى بفكرة الاصطفاف الوطنيّ خلف القيادة الهاشميّة، وقرب القيادة الهاشميّة من الشعب؛ فاللقاءات الدوريّة التي يعقدها جلالة الملك مع مختلف شرائح المجتمع وأطيافه؛ تعزيزاً للروابط بين القيادة والشعب، وإشراف جلالته بشكلٍ مباشرٍ على القضايا الوطنيّة، يعكس روح القيادة الميدانيّة التي يحرص جلالته أن تكون حاضرة في جميع الظروف، ويُعدّ الاستقبال الشعبيّ لجلالة الملك ووليّ عهده بعد عودتهما من الزيارة الرسميّة للولايات المتحدة الأمريكيّة أوضح قرينة على ذلك. ويرسّخ هذا اللقاء قيم الولاء والانتماء الوطنيّ، ويُعزّز من الروح الوطنيّة التي كانت وما زالت أساس قوة المملكة في مواجهة مختلف التحدّيات.
وبالتالي فإنّ هذا اللقاء يُمثّل إشعاراً مزدوجاً، داخليّاً وخارجيّاً، أنّ المملكة الأردنيّة الهاشميّة ملتزمةٌ بحماية أمنها واستقرارها ومصالحها، وأنّها ماضيةٌ في سياساتها الإقليميّة والدوليّة بثبات، كما يبرز تمسّك المملكة بمواقفها السياسيّة الثابتة تجاه القضايا الإقليميّة المهمة، وبالأخص القضيّة الفلسطينيّة، واستعداد القيادة الأردنيّة لمواجهة التحدّيات الكبرى على الصعيدين الداخليّ والخارجيّ.











طباعة
  • المشاهدات: 2108
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-02-2025 09:49 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم