20-02-2025 10:06 AM
بقلم : أيمن حسين مرزوق الزيود
هي ليست تجاعيد قسوة، ولا عبوس كِبر، بل سِمَةٌ ممهورة بطين الأرض، تُورَّث كما تُورَّث النخوة. أكاد أجزم أن هذه الخشونة جِبِلّة، سارية في الدم، ثابتة في الملامح، وإن صقلتها المدنية ونعّمت أطرافها، لكنها لم تمحها. الأردني، حيثما حلَّ، لا تُخطئه العين، فلا تُتقن ملامحه التملق، ولا تُجيد قسمات وجهه صنعة التصنع.
لا يعرف الالتواء، ولا يحترف الدهاء، قلبه واضح كفلق الصبح، وسريرته لا تعرف الالتفاف. قد تراه عابسًا، لكن في عبوسه كرامة، وفي كِشرته صدق، فليس من طبعه أن يزين الباطل بوجه باسم، ولا أن يُلبس الرياء ثوب اللطف.
هو رجلٌ صلبٌ في وجه المحن، لا يبيع الوُد بثمن، ولا يمد كفَّه إلا حيث يجب أن تُمد. قد يُظهر القسوة، لكنها قسوة الرجال الذين يعطون بلا مَنٍّ، ويَفُون بلا حِنث، ويرعون العهد كأنه دين في رقابهم. فإن رأيته يومًا متجهمًا، فاعلم أن وراء كِشرته قلبًا، إذا أوثقته العِشرة، انفرج لك كالصباح، وأغدق عليك من وفائه ما لا تطيق حمله.
وكما وَرِثَ هذه الصلابة، وَرِثَ أيضًا عشق الهاشميين، فهو ابنُ مَن عشق الحسين، وحفيدُ مَن بايع عبدالله الأول، وحفيدُ حفيدٍ مَن هتف باسم الشريف الحسين بن علي، ملوك العرب وسادة المجد. عشقه امتدَّ لأبي الحسين كما تمتد جذور الزيتون في الأرض، ضاربًا في عمق التاريخ، لا تهزه رياح، ولا تزعزعه عواصف، يضرب بيد، ويذود عن وطنه بالأخرى، لا يعرف الحياد حين يكون الحديث عن العرش والوطن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-02-2025 10:06 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |