حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,21 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 92

التخطيط لتعليم متمايز ضمان لتحقيق تعلم فعال ومثمر للجميع

التخطيط لتعليم متمايز ضمان لتحقيق تعلم فعال ومثمر للجميع

التخطيط لتعليم متمايز ضمان لتحقيق تعلم فعال ومثمر للجميع

20-02-2025 08:37 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
سرايا - المعلمة منار عواد عليمات - إن الاختلاف بين الطلاب في الصف الواحد لأمر واضح يميزه المعلم من اللقاء الاول له بطلابه، فهم مختلفون بالقدرات وسرعة التعلم والاستعدادات والميول وغيرها الكثير، وأن يعتمد المعلم على خطة واحدة في تعليمهم هذا الأمر لن يحقق الهدف التعليمي المطلوب، ومن هنا كان واجب على المعلم أن يخطط لتعليم متمايز، فهو الخطوة الأولى وحجر الأساس في طريق التعلم الفعال، حيث يساعد المعلم في تصميم البيئة التعليمية التي تراعي الفروق الفردية بين الطلاب، فعندما يخطط المعلم للتعليم المتمايز فهو يحدد أهداف التعلم بشكل واضح ومحدد لكل طالب، ويتمكن من اختيار الأنشطة المناسبة، ويساعد التخطيط المعلم على التقييم المستمر وتعديل خطته حسب الحاجة . إن التخطيط لتعليم متمايز ليس بالمهمة السهلة ولكنه ضروري لتحقيق أفضل النتائج وذكرت توملسون(2008) ،المعلم الماهر هو الذي يبني خطته على اختلافات طلابه ويجب أن يظهر هذا الاختلاف على مناهجهم وأساليب تدريسهم وعلى المهام والواجبات التي تطلب منهم. وعليه كان لابد من طرح بعض الأسئلة المهمة في هذا المقال التي منها ما هو مفهوم التمايز ؟ وكيف يكون التخطيط لتعليم متمايز وما أهميته؟ وكيف يلبي التخطيط لتعليم متمايز احتياجات الطلبة في إحداث تعلم فعال ؟

حسب توملينسون (2005) التعليم المتمايز هو عملية تخطيط وتنفيذ وتقييم التعلم بناء على ما يحتاجه الطالب بشكل فردي، حيث يجب توفير محتوى وأنشطة متنوعة تلبي حاجة الطالب وقدرته. يمتاز تعريف توملينسون للتمايز بالشمولية حيث ذكرت التخطيط والتنفيذ والتقييم، كما يمتاز بالمرونة كذلك حيث بإمكان المعلم اختيار الاستراتيجية التي تناسبه بناء على حاجة طلبته، كما أن هذا التعريف موجه بشكل مباشر نحو الطالب، لكنه من جهة أخرى كان تعريفا عاما يصعب على المعلم وخاصة المعلم الجديد تطبيقه بشكل فعال. وعرف ستينس (2010) التعليم المتمايز بأنه نهج لتنظيم المحتوى الدراسي والعمليات القائمة عليه والتقييمات في الصف الدراسي لتلبي حاجة الطالب الفردية . في تعريف ستينس لاحظت أنه محدد بشكل أكبر من تعريف توملينسون فوضح المكونات الرئيسية للتعليم المتمايز لكنه قد يتطلب مهارات محددة من المعلم، لكنني أتفق مع تعريف ستينس، ومن وجهة نظري التعليم المتمايز هو نهج أساسي ومهم لضمان حصول الجميع على فرصة للتعليم بشكل متساو فهو ضروري لتحسين الدافعية لدى الطالب، فعندما يرى الطالب أن هذا النشاط مصمم خصيصا له يصبح أكثر تفاعلا، وبالتالي رفع مستوى الطالب التحصيلي وتطوير مهارات


التفكير النقدي وذلك من خلال استراتيجيات وأنشطة متنوعة تقدم للطالب من خلال تجارب مختلفة ليصبح الطالب أكثر قدرة على حل المشكلات والتفكير الناقد، وهذا هو التعلم الفعال الذي نسعى له.

لكن ما مفهوم التخطيط لتعليم متمايز ؟ وما أهميته وأثره على التعليم ؟ وماهي الأدوات التي تمكنني من تقييم احتياجات الطلبة الفردية ومعرفة أنماط تعلمهم وقدراتهم ؟ وكيف يمكنني تعديل المحتوى ليلبي احتياجات جميع الطلاب؟ عرفت توملينسون (2005) التخطيط للتعليم المتمايز بأنه عمليه هدفها تلبية احتياجات الطلاب في الصف بواسطة محتوى وأنشطة متنوعة. وأرى أن تعريفها عاما بعض الشيء لكنها حددت الهدف والطريقة لتحقيقه. وعرفه ستينس (2010) بأنه عملية هدفها الرئيسي توفير فرص تعلم متساوية لجميع الطلبة. حدد ستينس الهدف لكن لم يحدد الآليات والطرق للوصول لهذا الهدف، وهنا أتفق مع تعريف توملينسون، وأرى أن التخطيط للتعليم المتمايز هي عملية مستمرة تبدأ بتقييم حاجات الطلبة وقياس نمط تعلمهم وجاهزيتهم من خلال الاختبارات التشخيصية والاختبارات القصيرة قبل الدروس والوحدات، وملاحظة سلوك الطالب من خلال مقابلات خاصة، ثم علينا تحليل هذه النتائج التي حصلنا عليها بتحديد نقاط القوة والضعف لكل طالب وأسلوب تعلمه واهتماماته، ثم أحدد الهدف التعليمي، وأن يكون قابلا للقياس، ثم تصميم الأنشطة واختيار الاستراتيجيات المناسبة التي تضمن فرص التعلم التعاوني والتعلم الذاتي، ثم المرحلة الأهم وهي تنفيذ التعليم المتمايز ، وتحتاج هذه المرحلة لتنظيم الصف وإدارة الوقت والتقييم المستمر لتعلم الطلاب، ولاحظت خلال خبرتي الثانية أن المنهاج يدرج بعض الإرشادات للمعلم بكيفية تطبيق التعليم المتمايز، مثل مشروع الوحدة في بداية الوحدة فهو يرشد المعلم لبعض الأفكار التي تلبي التمايز وتساعد المعلم على التخطيط و يقدم دليل المعلم بعض الملاحظات للمعلم لتخطيط درسه بتسلسل فيقدم بعض الاستراتيجيات أو الإثراء والأسئلة الإضافية النوعية التي تعالج خطأ مفاهيمي أو تقدم مهارات تفكير عليا. وهنا يبقى الدور الأكبر على المعلم، حيث أنه عليه اختيار طرق تعلم تتناسب مع أنماط التعلم لطلابه، كأن يكون الطالب حركي أو بصري أو جميع طلابه متفوقين أو متعثرين أوكلاهما، ويمكنني القول أنه لا توجد طريقة واحدة فقط للتخطيط للتعليم المتمايز لكن على المعلم أن يتكيف باستمرار مع احتياجات طلبته فالتعليم المتمايز طريقة تفكير ليس فقط طرق تدريس. لكن ما مفهوم التعلم الفعال الذي نسعى اليه من خلال التخطيط لتعليم متمايز ؟ حسب عبد السلام (2023) التعلم الفعال هو عملية اكتساب المعرفة والمهارات التي تمكن المتعلم من تحقيق أهدافه باستخدام استراتيجيات متنوعة. أستنتج مما سبق أن التخطيط لتعليم متمايز يصب بشكل مباشر في تحقيق تعلم فعال، حيث أن التعلم الفعال عملية فردية تتفاوت وتختلف من شخص لآخر ، وهنا تكمن أهمية التخطيط للتعليم المتمايز في كونه يساهم في تحقيق الشمولية والتنوع والإبداع، ويتيح الفرصة للطلبة بتطوير مهاراتهم بالإضافة للمتعة في التعلم من خلال التنفيذ المنظم البعيد عن العشوائية باختيار إجراءات تنفيذ


وتقويم مناسبة لكل درس، ورصد جوانب الضعف ومنحها الوقت الكافي لمعالجتها، وكل هذه العوامل تساعد على بناء ثقة المعلم بنفسه وشحذ همته في كل مره ليبدأ من جديد، متسلحا بالتخطيط، ومن تجربتي في الغرفة الصفية لمحاولة تحقيق التمايز نفذت العديد من الاستراتيجيات منها على سبيل المثال التعلم النشط في مجموعات من خلال تقسيم الطالبات الى مجموعات متجانسة ، حيث نفذت كل مجموعة مهمة طلبت منها، فقامت المجموعة الأولى بشرح مفاهيم الدرس باستخدام الخرائط الذهنية، والمجموعة الثانية قدمت مسابقة جماعية مكونة من أسئلة وإجاباتها قمن من بكتابتها وحلها وتنفيذها في الحصة، وقامت إحدى المجموعات بالبحث عن تطبيق يساعد بحل المسائل الرياضية واخترن برنامج mathplayground ، وتم استخدامه في الصف من خلال الهواتف النقالة، وتعريف الطالبات عليه ، وكنت قد خططت مسبقا لهذا النشاط لكي يتم تنفيذه بأفضل صورة ممكنة ، وتدارك أي مشكلة تحدث خلال الحصة، فقد وضحت للطالبات المهمات المطلوبة منهن مسبقا، ورشحت لهن بعض التطبيقات لتجربتها واختيار واحد منهن بعد تجربته لتعميمه على الجميع، وأرسلت لهن رابط فيه عرض تقديمي يشرح فكرة الخرائط المفاهيمية بشكل عام لإسقاطها على الدرس. واستنتجت بعد هذه التجربة أن التخطيط لتعليم متمايز يساعد على تنمية مهارات الطلاب وتحفيزهم ورفع ثقتهم بأنفسهم وهذا بعينه التعلم الفعال

أما عن التحديات التي قد تواجهنا عند تخطيط وتنفيذ التعليم المتمايز فهي كثيرة، منها قلة الخبرة، حيث انه لا يملك جميع المعلمين خبرة كافية في تخطيط أو تطبيق تعليم متمايز، والحل هو توفير الدعم والتأهيل للمعلم ببرامج التدريب مثل برنامج الدبلوم العالي لإعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة، ومن التحديات أيضا قلة الوقت، فالمعلم لا يملك الوقت الكافي لتخطيط دروس تناسب كل طالب بشكل فردي، وهنا يساعدنا التقييم الدقيق مسبقا لتصنيف الطلاب لمجموعات في توفير الوقت عند التنفيذ، ولقد وجدت خلال التدريس أنه من الأفضل أن أستعين باستراتيجية تعلم الأقران لاستغلال الوقت في تنفيذ التعليم المتمايز التي كانت ناجحة جدا ويساعد المتعلمون بعضهم البعض (عبد الباري ،2018) ، حيث كنت أوزع بطاقات ملونة مكتوب عليها أسماء الطلاب ليكونوا مجموعة حسب مستوياتهم، وكل بطاقة تحمل سؤال وكنت أطلب من المجموعة حل السؤال بشكل جماعي ومناقشته فيما بينهم ويقوم الطالب الأضعف في المجموعة بمشاركة الحل للصف كاملا بعد أن تلقى الشرح والدعم من زملائه في المجموعة وتكون العلامة للمجموعة كاملة، ومرتبطة بنجاحه في حل السؤال بشكل صحيح على السبورة. ومن التحديات كذلك قلة الوعي فلا يكون الطلاب وأولياء أمورهم على معرفة بمفهوم التعليم المتمايز ، وليسوا داعمين له ويصرون على التعليم التقليدي بالتلقين المباشر من المعلم ولا بد من زيادة الوعي بين المعلمين والطلبة وأولياء أمورهم بأهمية التعليم المتمايز، لتحقيق تعلم فعال،

والمعلم المتميز هو الذي يثبت وجهة نظره بالرهان على مخرجاته من طلابه بعد تخطيطه وتنفيذه لتعليم متمايز يلبي احتياجاتهم.








طباعة
  • المشاهدات: 92
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-02-2025 08:37 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم