22-02-2025 12:52 PM
سرايا - أعلنت شركة أبل، أمس الجمعة، أنها ستلغي ميزة التشفير المتقدمة للبيانات السحابية في بريطانيا، في استجابة غير مسبوقة لمطالب الحكومة بالوصول إلى بيانات المستخدم.
ويؤثر هذا التغيير على ميزة تسمى "Advanced Data Protection" أي "الحماية المتقدمة للبيانات"، التي توسع نطاق التشفير التام بين طرفين (end-to-end encryption) إلى مجموعة واسعة من البيانات السحابية.
وقالت "أبل" إن هذه الميزة لم تعد متاحة في بريطانيا للمستخدمين الجدد، حيث يتلقى أولئك الذين يحاولون تشغيلها رسالة بوجود خطأ ما بدءًا من يوم الجمعة، مضيفة أن المستخدمين الحاليين سيحتاجون في النهاية إلى تعطيل ميزة الأمان هذه، بحسب وكالة رويترز.
وتعني هذه الخطوة أن النسخ الاحتياطية لـ "آي كلاود" في بريطانيا لن تتمتع بهذا المستوى من التشفير، مما يسمح لشركة أبل بالوصول في حالات معينة إلى بيانات المستخدم التي لا يمكنها الوصول إليها بخلاف ذلك، مثل نسخ من "iMessages"، وتسليمها إلى السلطات إذا تم إجبارها قانونًا.
ويمنع تفعيل التشفير التام بين الطرفين أي أحد بما في ذلك شركة أبل من الوصول إلى البيانات.
وقال أندرو كروكر، مدير التقاضي في مجال المراقبة في مؤسسة "Electronic Frontier": "قرار أبل بتعطيل الميزة لمستخدمي المملكة المتحدة قد يكون الاستجابة المعقولة الوحيدة في هذه المرحلة، لكنه يترك هؤلاء الأشخاص تحت رحمة الجهات الفاعلة السيئة ويحرمهم من تقنية رئيسية للحفاظ على الخصوصية".
ولطالما انخرطت الحكومات وشركات التكنولوجيا العملاقة في معركة حول التشفير القوي لحماية اتصالات المستهلكين، والتي تعتبرها السلطات عقبة شاقة أمام برامج المراقبة الجماعية ومكافحة الجريمة. لكن مثل هذا الطلب من بريطانيا سيكون جارفًا بشكل خاص.
كيف بدأ الأمر؟
أُحبطت الخطط الأولية للسماح لمستخدمي "أبل" بتشفير النسخ الاحتياطية لأجهزتهم بالكامل على خدمة "آي كلاود" التابعة للشركة في أو حوالي عام 2018 بعد شكوى خاصة من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، لكن الشركة قررت في النهاية المضي قدمًا في الخطة في عام 2022.
ويقول مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي على موقعه الإلكتروني: "إن الوصول القانوني إلى الأدلة الرقمية ومعلومات التهديد يتآكل بسرعة"، مستشهدًا بـ "التشفير الذي لا يمكن اختراقه بالمذكرات القانونية".
وقالت شركة أبل منذ فترة طويلة إنها لن تبني أبدًا ما يسمى بـ"الباب الخلفي" في خدماتها أو أجهزتها المشفرة، لأنه بمجرد إنشائه، يمكن استغلاله من قبل المتسللين بالإضافة إلى الحكومات، وهو الأمر نفسه الذي كرره خبراء الأمن.
وقال البروفيسور أولي باكلي، أستاذ الأمن السيبراني في جامعة لوفبورو في بريطانيا: "في النهاية، بمجرد وجود باب (خلفي)، فما هي إلا مسألة وقت فقط قبل العثور عليه واستخدامه بشكل خبيث. إن إزالة ADP ليس مجرد تنازل رمزي ولكنه إضعاف عملي لأمان آي كلاود لمستخدمي المملكة المتحدة".
وستظل البيانات التي تم تشفيرها قبل أن تطلق "أبل" خدمة الحماية الخاصة في أواخر عام 2022، مثل كلمات المرور وخدمات "iMessage" و"FaceTime"، مشفرة.
مخاوف أمنية
استهدفت وكالات إنفاذ القانون بشكل متكرر خدمات "أبل" بما في ذلك "iMessage" من خلال النسخ الاحتياطية على "آي كلاود"، والتي لم تكن مشفرة بشكل تام قبل أن تقدم "أبل" ميزة "الحماية المتقدمة للبيانات".
وقالت "أبل" إن هذه النسخ الاحتياطية -التي يمكن أن تحتوي على صور ومعلومات حساسة أخرى وتستخدم على نطاق واسع- لم يعد من الممكن تشفيرها بشكل تام بين الطرفين للمستخدمين في المملكة المتحدة.
وبينما لا تستطيع "أبل" تعطيل ميزة "الحماية المتقدمة للبيانات" للمستخدمين الحاليين لأنها لا تحتفظ بمفاتيح التشفير، فإنها ستطالب المستخدمين بإيقاف تشغيل الميزة بأنفسهم.
ورفض متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية التعليق على ما إذا كان قد صدر مثل هذا الأمر. وقال المتحدث باسم الشركة: "نحن لا نعلق على المسائل التشغيلية، بما في ذلك على سبيل المثال تأكيد أو نفي وجود أي إشعارات من هذا القبيل".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" هذا الشهر أن بريطانيا أصدرت لشركة أبل إشعارًا يحمل اسم "Technical Capability Notices"، ويسمح بموجب قانون يتعلق بالتحقيقات صدر عام 2016 لسلطات إنفاذ القانون بإجبار الشركات على المساعدة في جمع الأدلة.
ولا يمنح هذا الإشعار وصولاً شاملاً إلى البيانات الشخصية للمستخدمين، وفقًا للموقع الإلكتروني للحكومة. وحتى مع وجود هذا الإشعار، لا تزال هناك حاجة إلى تصاريح منفصلة للسماح بالوصول إلى البيانات.
ضغوط خارجية طويلة الأمد
قاومت شركة أبل لفترة طويلة جهود حكومية لإضعاف التشفير، بما في ذلك في عام 2016 عندما حاولت السلطات الأميركية إجبارها على فتح قفل هاتف آيفون الخاص بمطلق النار في سان برناردينو.
وتعود جهود تقويضها إلى التسعينيات، عندما اقترحت إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لأول مرة إضافة شريحة إلى أجهزة الكمبيوتر من شأنها أن تمنح رجال الشرطة والجواسيس طريقة للتنصت على الاتصالات المشفرة.
وفشلت الجهود، ومنذ ذلك الحين شق التشفير القوي طريقه إلى عدد متزايد من الخدمات الاستهلاكية، بما في ذلك "iMessage" من "أبل" واجتماعات "Zoom"، و"واتساب" من "ميتا" وتطبيق "سيغنل".
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-02-2025 12:52 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |