24-02-2025 11:41 AM
بقلم : جهاد المنسي
حاول البعض وعبر عصور البحث عن تاريخ مزور لهم؛ فمنهم من نسب لنفسه أمورا غير حقيقية، ومنهم من تحدث عن أثر لا يعنيه، ومنهم من حاول صنع تاريخ لم يكن موجودا ابدا، ومنهم من حاول سرقة تاريخ غيره وينسبه له، وهو ما تقوم به المستوطنة الاسرائيلية في فلسطين المحتلة.
مستوطنة إسرائيل ومنذ سرقتها ارض فلسطين بحثت، نقبت، فتشت، زورت، ادعت، سرقت كل ما من شأنه إيهام العالم ان لها تاريخا في فلسطين، وما قامت به كان نتيجته فشلا إثر فشل، وأكاذيب خلفت أكاذيب؛ ووهما ولد وهما، فلم يصدق العالم كل افتراضاتها وادعاءاتها وكذبها، وفشلت في إقناع احد، وحتى الحكومات التي ترعاها وتدافع عنها، لم تصدق ان لها تاريخا في فلسطين، وتعي تلك الدول في قرارة نفسها ان مستوطنة إسرائيل كانت طارئا جاءت برعاية عالمية، واستوطنت، ولكن حقيقة الامر ان تلك الدول تعرف يقينا وبحكم المنطق والسيرورة والمقاومة ان الأكاذيب ستمضي في طريقها وان المحتل في نهاية المطاف سيرحل وإن طال المقام.
مستوطنة إسرائيل فعلت كل ما بوسعها، سرقت، جرفت، وضعت آثارا وهمية، وتاريخا كاذبا ومزورا، ففشلت، لأن في تلك الأرض المسروقة شعبا هو صاحبها الحقيقي، وتاريخه ملتصق بالأرض، شعب لم يسرق تاريخ غيره، وهو ابن المنطقة والاقليم، ويباهي العالم بتاريخه وارضه، فهذا الشعب لديه اقدم مدينة في التاريخ أريحا، وأشقاؤه في بلاد الشام لديهم دمشق اقدم عاصمة، ولديه الخليل رابع اقدم مدينة عالمية، وفي حد النهر المقابل توجد عمان او فيلادلفيا او ربة عمون وعين غزال التي تحتضن أقدم أثر بشري.
هناك في فلسطين المحتلة تاريخ منسوب لشعبها ويحاكي تاريخ المنطقة في سورية ولبنان حيث بعلبك الأقدم والأشهر، تاريخ مكتوب لا يشكك فيه احد ويعرفه القاصي والداني، ففي بلاد الشام (الأردن، سورية، فلسطين، لبنان) تاريخ وشعب وذاكرة محفورة على أعمدة جرش وسبسطية وتدمر وزحلة، لا يمكن تزويره او سرقته، أما أولئك الذين يجهدون لرسم وكتابة تاريخ مزور نقول لهم بلسان اهل بلاد الشام، اخرجوا من الأرض التي سرقتوها، غادروا، عودوا حيث كنتم، لأوروبا وأميركا وإثيوبيا، عودوا، فلا تاريخ لكم عنا ولا أثر.
أيها السارقون، الأثر لا يزور، ولا يمكن لكم من خلال التهجير القسري لأصحاب الارض الحقيقيين كتاب سفر جديد من اسفاركم المزورة، فأصحاب الأرض صمدوا تحت قصف طائراتكم، ناموا في العراء، وصمدوا، وبعد أن سكتت طائراتكم عن القتل قلعوا خيم الإيواء ونقلوها فوق حطام بيوتهم المدمرة وباشروا بإعادة البناء.
أولئك الصامدون يعرفون ان لهم اخوة في مصر والأردن ولبنان وسورية يستقبلوهم اخوة أعزاء ضيوف، ولكنهم جميعا يرفضون اقتلاعهم من ارضهم وترحيلهم، واخراجهم من بيوتهم وارضهم وتاريخهم لكي يجلس مكانهم من لا يمتلك التاريخ ولا حتى الجغرافيا.
ايها العازفون على أسطوانات مشروخة، الحالمون الذين تعتقدون ان تجربة الهنود الحمر يمكن تكرارها في كل مكان في العالم، نقول لكم ان الشعب الفلسطيني الغزي قال كلمته، ورفض مقترحاتكم، وقال لكم ان لتلك الارض صاحبا لا ينخلع منها، كما ان أولئك الذين خرجوا من ارضهم قبل النكبة ما يزالون يحملون مفاتيح بيوتهم ويريدون العودة مهما طال الزمن.
أما الأردنيون فإنهم قالوا بصوت عال إن في غزة اخوة لهم لا يتخلون عنهم؛ هم اشقاء الجسد ووتين الروح، نستقبلهم في صدر البيت اشقاء مكرمين، ولكننا نرفض واياهم اخراجهم من بيوتهم وترحيلهم لأي مكان آخر سواء الى الاردن او مصر او ليبيا او اي مكان آخر.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-02-2025 11:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |