حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,24 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1716

يعقوب ناصر الدين يكتب: المراجعة والتعديل!

يعقوب ناصر الدين يكتب: المراجعة والتعديل!

يعقوب ناصر الدين يكتب: المراجعة والتعديل!

24-02-2025 11:42 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
بشكل واضح يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه راجع موقفه من تهجير أهالي غزة وعدل رأيه بحيث لا يفرض خطته ولكنه يوصي بها، وإن كان من الصعب فهم طريقته في إدارة شؤون بلده الداخلية والخارجية فمن السهل فهم الأسباب التي جعلته يتراجع، وأحد تلك الأسباب ذكره هو شخصياً عندما قال إنه تفاجأ برفض الأردن ومصر لتلك الخطة.

ماذا كان يتوقع الرئيس ترامب عندما بدا متحمساً جداً لمخطط التهجير؟ لقد لعب على حبل المعونات المالية التي تقدمها الولايات المتحدة للأردن ومصر، وقام بالفعل بتجميد تلك المساعدات، لكنه حين التقى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في البيت الأبيض، فهم أن قطع تلك المعونات لن يغير أبداً من موقف جلالته ليس بشأن الحرب على غزة وحسب بل بشأن حل الدولتين الذي يمنح الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة على أرضه بعاصمتها القدس الشريف، بل إن جلالة الملك استخدم تعبير (مصالح الأردن) قبل كل شيء، وأي شيء للدلالة على رفض التهجير والتوطين والوطن البديل تحت أي ظرف!

لقد أظهر جلالة الملك خلال محادثاته التي شملت رموزاً مهمة في الإدارة الأميركية والكونغرس أوراق القوة التي يحتفظ بها الحق الفلسطيني، وبعضها قد وضع على الطاولة حين أعلنت مصر والسعودية عن رفضهما لمخطط ترامب، وحين أسفرت كذلك المشاورات العربية العاجلة عن لقاء تم عقده بالفعل في الرياض بضيافة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومشاركة جلالة الملك والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وأمراء دول الخليج العربي، وعن دعوة لعقد قمة طارئة في القاهرة لمناقشة مجمل الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي المنطقة، ووضع خطة عربية للتعامل مع جميع تلك التحديات بما في ذلك إعادة إعمار قطاع غزة.


يقول الرئيس ترامب إن غزة لم تعد قابلة للحياة وإن إعمارها يتطلب إخلاء مواطينها، وتريد القمة العربية أن تقول له إنه بالإمكان إعادة إعمارها بوجود أهلها فيها، والأهم من ذلك فهم لن يغادروها مهما بلغ حجم الضغط أو التهديد ( بالجحيم) وفضلاً عن أن أحداً لن ينساق إلى محاولة اختزال حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تمتد الآن إلى الضفة الغربية لحصرها في كيفية إعمار غزة التي لا يتوقف التهديد عن قصفها من جديد في كل وقت!
أوراق القوة العربية كثيرة ومؤثرة إن أمكن استخدامها، وجلالة الملك يدفع في هذا الاتجاه، وفي المقابل تمتلك إسرائيل وبدعم مطلق من الولايات المتحدة القوة التدميرية وإمكانية استخدامها بلا رادع أو سقف، وهي في الواقع قوة يمكن أن تصنع دماراً لكنها لا تصنع سلاماً أبداً، وقد يكون في بال نتنياهو وترامب فرض الاستسلام نتيجة تلك القوة على أنه سلام، ولكن تلك المعادلة لا تعمل أبداً لا في هذا المقام، ولا هذا المكان عبر التاريخ كله، بل إن أصحاب تلك العقلية يزدادون خوفاً من أنفسهم مع الوقت، وكلما كانت المبالغة صارخة بحيث يشكل ثبات (المعتدى عليه) في حد ذاته تحدياً يبلغ حد النصر، ولذلك فإن هذه المرحلة من الصراع العربي الإسرائيلي هي الأخطر والأصعب لأنها ستحدد مستقبل المنطقة كلها بما في ذلك مستقبل إسرائيل التي تعيش حالياً مأزق الوجود نتيجة رفضها السلام الذي عرضته المبادرة العربية منذ زمن بعيد ظناً منها أنها بالقوة الغاشمة ستفرض وجودها إلى الأبد!











طباعة
  • المشاهدات: 1716
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-02-2025 11:42 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم