24-02-2025 01:41 PM
بقلم : رجا طلب
مع كتابة هذا المقال صباح امس الاحد كان الرئيس ترامب قد تراجع عن فكرة تهجير الغزيين عندما صرح لفوكس نيوز: (فوجئت بعدم ترحيب الأردن ومصر بالخطة التي طرحتها بشأن غزة ونحن نقدم لهما المليارات سنويا).. وأضاف (خطتي بشأن غزة جيدة لكنني لا افرضها وسأكتفى بالتوصية بها) انتهى الاقتباس.
كما نقلت معاريف عن مصدر مقرب من نتنياهو انه وصف فكرة تهجير اهل غزة بانها فكرة «غير واقعية».
في تلخيص لمضمون ما سبق بمكن القول وبوضوح ان هناك تراجعا اميركيا – إسرائيليا عن خطة التهجير من غزة والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو سبب هذا التراجع المفاجئ بعد شهر تقريبا من تكرار ترامب لفكرة التهجير للدرجة التي كاد فيها البعض يعتقد ان الفكرة باتت قدرا محتوما؟
هناك عدد من الأسباب ابرزها واقواها على الاطلاق هو موقف جلالة الملك عبدالله الثاني في لقائه مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض قبل عشرة أيام والذي حاولت العديد من الجهات ووسائل الاعلام المناهضة او المعادية للأردن التشويش على (اللا) الملكية الحاسمة واظهارها بعكس حقيقتها وقوتها ولكن هذه (اللا) كانت بمثابة المدماك الأول الذي أسس لاحقا لغيرها من «اللاآت» ومنها موقف الشقيقة مصر، وتبعه الموقف السعودي الحكيم الذي عبر باحتضانه محور الاعتدال العربي (دول الخليج العربي والأردن ومصر) يوم الجمعة الفائت في الرياض عن هذا الر?ض والتصدي للمشروع.
في خضم هذا التشابك السياسي وبعد ان بدأت تنجلي حقيقة موقف جلالة الملك وقوته تجاه التهجير ورفضه القاطع له، اخذ العديد من الإعلاميين والسياسيين في الوطن العربي بالتساؤل وباستغراب عن سر قوة موقف جلالته وعن سر قوة الأردن، هذا البلد الفقير بالإمكانات المادية وعدد السكان القليل نسبيا، وكنت شخصيا قد تلقيت عددا من الاتصالات من زملاء اعلاميين وأصدقاء سياسيين من لبنان والكويت والامارات وفلسطين يستفسرون عن «سر الأردن» وكان جوابي على النحو التالي:
ان الأردن يتمتع بثلاثة عناصر تعزز له تلك القوة التي يجرى التساؤل عنها وهذه العناصر تأتي على النحو التالي:
العنصر الأول: طبيعة نظام الحكم أي الحكم الهاشمي الذي يجمع هو الآخر في طياته ثلاث مزايا لا تتوافر في طبائع الأغلبية العظمى من أنظمة الحكم في العالم وليس في الإقليم فقط الا وهي الحكمة والابوية والبساطة والتي تصب كلها في انتاج نمط نموذجي من الحكم، حكم بين ملك يحكم شعبا يُحبه ويواليه وملك يُحب شعبه ويقدره.
العنصر الثاني: الجغرافيا السياسية للأردن والتي يجاور بها الأردن خمسة بلدان عربية كبرى هي مصر والسعودية والعراق وسوريا وفلسطين وهو بتلك الميزة يعد من اكثر الأقطار العربية قدرة على التأثر والتأثير بالإقليم، ورغم تلك التناقضات التي تحيط به فان هذا البلد وبهذه الجغرافيا السياسية يعد المكون الأساسي للاستقرار في الإقليم برمته وهي ميزة تمتع بها الأردن على مدى ١٠٤ أعوام ما جعله بيت الخبرة الحقيقي في التعامل مع التحديات بأنواعها وبخاصة التحدي الإسرائيلي وتحول الى ركيزة الاستقرار والامن في الإقليم.
العنصر الثالث: انه العنصر البشري.. فالأردنيون علاوة على انهم مزيج من مكونات عربية وإسلامية مختلفة صهرهم الحكم الهاشمي ومنذ الثورة العربية الكبرى صهرا ابداعيا وانتج منهم ديمغرافيا صلبة من الصعب أن تنقسم على ذاتها فالأردنيون هم أكثر الشعوب العربية تعلما وانتاجية وابداعا وعطاء في ميادين الإنتاج وكانوا ومازالوا أصحاب دور بناء وتنموي لافت في الإقليم والعالم.
هذه هي خلاصة اجابتي للزملاء والأصدقاء الذين أرادوا معرفة (سر قوة) جلالة الملك ومملكته وشعبه.
فهل وصلت الإجابة وللداخل قبل الخارج؟!
Rajatalab5@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-02-2025 01:41 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |