25-02-2025 09:51 AM
بقلم : ا. د. أمين مشاقبة
هناك قمة عربية طارئة في القاهرة يوم الرابع من آذار القادم لتدارس ما يجري في المنطقة بشكل عام، وما يجري في فلسطين وغزة تحديداً، وما تفعله إسرائيل من غطرسة واستعراض القوة العسكرية في كل الاتجاهات، وحفاظاً على المصالح العُليا لشعوب المنطقة والأمن والاستقرار لأغراض التنمية والتقدم.
وكي نفصل ما تقدم بتحليل منطقي وواقعي ذي معنى لخدمة القضايا العربية والشأن الأردني تخصيصاً.
بداية دمرت إسرائيل قطاع غزة تدميراً شاملاً هادفة لالغاء الحياة فيه ولم يكن هدف الحرب ارجاع الأسرى بقدر ما هو انهاء الحياة في القطاع، وجاءت مبادرة ترامب باشارة من اليمين المتطرف الصهيوني بتهجير 2ر2 مليون مواطن من أرضهم التاريخية وشعب القطاع جذوره التاريخية من مدن فلسطين الساحلية، حيفا، ويافا، واللد والرملة وغيرها العام 1948، هم لاجئون قدموا على أمل العودة ومعظمهم يحمل مفتاح بيته في جيبه وشعار المفتاح هو العودة، التي حاربت إسرائيل الأونروا من أجل إلغاء حق العودة نهائياً وهذا احد الأهداف المخفية.
إن الهدف الرئيسي من هذه الحرب هو تصفية القضية الفلسطينية بشكل كُلي على حساب الحقوق المشروعة للشعب المكلوم وشعب الأردن المُتضرر الأول من تصفية القضية. والتضرر قادم من الهجرة الخشنة والناعمة بما يخلق تغييراً ديمغرافياً ويضيف تحدياً اقتصادياً جديداً على البُنى التحتية..
من هنا على القمة العربية رفض مبدأ التهجير القسري وإجراءات التصفية وعلى الأردن الدفاع عن موقفه الرافض للتهجير من القطاع والضفة معاً وبناء موقف عربي موحد بهذا الاتجاه.
إن ما يجري في الضفة الغربية من اجتياحات وعملية عسكرية شاملة وإعادة الاحتلال ثانية لما قبل العام ١٩٩3. ثم البدء بتهجير المخيمات مثل مخيم جنين، وعرابة وطولكرم وبقية المخيمات البالغ عددها 22 مخيماً، وهذا مسعى الصهيونية الدينية لكي تكون إسرائيل من النهر إلى البحر، فبعد موت أوسلو الذي يتباهى نتنياهو بأنه من دمر هذا الاتفاق وتخلص منه إلى الأبد. وهذا الموضوع يجب أن يتصدر اجتماع القاهرة الطارئ وأن يتخذ موقفاً عملياً قابلاً للتنفيذ يرفض الإجراءات المُتخذة لاحتلال الضفة ثانية، فالسلام مع إسرائيل يجب ألا يقوم على الح?وق المشروعة للعرب لأن إسرائيل إصلاً ضد قيام دولة فلسطينية وضد السلام عموماً وهي تريد سلاماً اقتصادياً قائماً على القوة دون الحقوق.
وبند آخر يجب أن يتصدر أعمال القمة هو إعادة بناء قطاع غزة وبقاء أهله فيه، وأن تساهم إسرائيل والولايات المتحدة اللتان عملتا على هذا التدمير بالأموال لإعادة الإعمار، وعلى إسرائيل أن تدفع لقاء جرائمها في الإبادة الجماعية والتدمير الشامل وأن تتحمل المسؤولية عن أفعالها المُشينة والخارجة عن كل أشكال القانون الدولي والأعراف الدولية. وألا يتكلف العرب كل مصاريف الإعمار.
عملت إسرائيل في هذه الحرب على تدمير الجنوب اللبناني حيث أتى الخراب على ما يزيد على 26 قرية جنوبية، ناهيك عن الضاحية الجنوبية، وتبعت ذلك باحتلال تلال جبل الشيخ وجزء كبير من هضبة الجولان، وقامت بطلعات جوية على كل القواعد العسكرية والمطارات في سوريا، يضاف إلى ذلك الغارات الجوية على اليمن وتدمير الميناء الرئيسي ومحطات انتاج الكهرباء، وخزانات النفط في الحديدة، وما زالت تستعرض قوتها العسكرية الجوية في الوصول لكل مكان في الشرق العربي تعتقد انه يتحدى وجودها، ومن هنا على القمة العربية الوقوف على هذا الأمر واتخاذ قر?ر ضد الغطرسة الإسرائيلية..
بالطبع القادة العرب يعرفون بدقة كل ما ذكر ولكن الشعوب تريد قرارات صارمة وحقيقية. حالة الوعي في الشارع العربي تتطلب مواقف عملية ومقنعة، أن سلام القوة مرفوض، واستمرار الغطرسة غير مقبول والتمادي فيها هو تحدٍ للسيادة العربية والاستقلال للدول المنضوية في القمة كافة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-02-2025 09:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |