26-02-2025 08:47 AM
بقلم : زيدون الحديد
في اجتماع سري عقده رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، بحضور وزير الدفاع يسرائيل كاتس وقادة من المؤسسة العسكرية والأمنية للاحتلال، تم تناول وضع سياسة الكيان الصهيوني في الجنوب السوري، فأتى الاجتماع في وقت حساس، حيث تتصاعد الضغوط الإقليمية والدولية على الكيان لتحديد موقفه بشكل أكثر وضوحا بشأن بقاء قواته في جنوب سورية.
بحسب المعلومات التي نشرت فإن النقاش ارتكز على وضع سياسة واضحة فيما يخص الوجود العسكري للكيان الصهيوني المحتل في الجنوب السوري، وكيفية تجنب تحول هذا الوضع إلى حالة مشابهة لما حدث في جنوب لبنان، بعد انسحاب الكيان من جنوب لبنان عام 2000، وكيف ظل ذلك الإقليم مصدرا مستمرا للتهديدات بسبب وجود جماعات مسلحة معادية له مثل حزب الله، وبسبب ان الوضع تدهور في سورية أيضا، فقد وجد جيش الكيان المحتل نفسه في وضع مشابه، حيث أصبح يسعى لتفادي تحول الجنوب السوري إلى «جبهة مفتوحة» على غرار ما حدث في لبنان.
ورغم اختلاف الظروف بين الجنوب اللبناني والجنوب السوري سياسيا وجغرافيا، إلا أن التحدي الذي يواجه الكيان هو ذاته في تجنب إقامة بنية تهديد مستمرة في المناطق الحدودية، فهناك قلق واضح من تحويل الجنوب السوري إلى نقطة انطلاق للجماعات المسلحة المدعومة من أطراف إقليمية، مما قد يعيد سيناريو الجنوب اللبناني إلى الواجهة.
الكيان الصهيوني اليوم يجد نفسه تحت ضغوط هائلة لتحديد سياسته في جنوب سورية، سواء من قبل دول المنطقة أو المجتمع الدولي من جهة في حين تتزايد المطالبات من بعض الأطراف العربية والدول المجاورة لسورية بأن يحدد الكيان الصهيوني ملامح إستراتيجيته بوضوح، كون وجود القوات الصهيونية في هضبة الجولان، التي يحتلها منذ عام 1967، تعتبر موضوعا حساسا على الصعيد الدولي، حيث يعتبر العديد من الدول أن هذا الوجود ينتهك القانون الدولي ويجب وقف كونه تماديا مستمرا على الأراضي العربية.
لهذا فإن الكيان المحتل يسعى إلى استخدام أي وضع أمني مضطرب في سورية لصالحه، ليبقي تعزيز سيطرته على المنطقة العازلة في الجولان وينفذ غارات جوية على المواقع السورية بشكل عشوائي ومستمر بحجة حماية نفسه من التهديدات والتي بها ستتوسع دائرة الحرب.
ولأن محاولات الكيان الصهيوني الاستفزازية على الأراضي السورية تأتي تحت غطاء تجنب تكرار سيناريو جنوب لبنان، فإن الكيان يواجه تحديات عديدة، أهم هذه التحديات هو احتمال تصعيد المواجهات مع القوات السورية الجديدة، فالوضع في سورية ما يزال هشا، وقد تتحول أي عملية عسكرية استفزازية للكيان المحتل إلى مواجهة مباشرة.
فالكيان المحتل بحاجة إلى إعادة تفكير عميق في سياسته العسكرية المتعجرفة وخاصة في الجنوب السوري وبشكل دقيق، بحيث عليه تجنب الخروج عن توازناته الأمنية، وفي الوقت ذاته ليحافظ على أمنه القومي، لذلك يجب عليه ان يتخذ خطوات في المرحلة المقبلة بشكل مدروس كون المستقبل القريب سيحدد مصيره ومصير المنطقة.
وبهذا يمكنني الاستنتاج بأن الكيان المحتل لن ينجح في تجنب تحويل جنوب سورية إلى بؤرة تهديد مماثلة لما حدث في جنوب لبنان والتي ستكون بشكل آخر بسبب محاولته الاستفزازية التي يقوم بها بشكل مستمر، لكنه في الوقت نفسه سيجد نفسه في وضع يطمح به لتوسيع وجوده العسكري في المنطقة، وهنا يبقى السؤال الأبرز: هل سيتمكن الكيان المحتل من إدارة هذا الملف المعقد بخبث ويستغل الفرص القائمة، أم أن الضغوط الإقليمية والدولية ستجبره على تغيير إستراتيجيته؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-02-2025 08:47 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |