26-02-2025 09:53 AM
بقلم : شهرزاد مثقال أبو تايه
لعل الأردن ومنذ قيام الثورة العربية الكبرى كان رمز التضحية لكل من حوله، صنع الهاشميون والأردنيون مساحة آمنة لكل عربي لفظه وطنه. استوعب الأردن هذا التنوع ووفر إطارًا مشتركًا يحقق الشعور بالانتماء لجميع أفراده، بغض النظر عن الخلفيات الثقافية أو الاجتماعية المختلفة. مما جعله البلد الوحيد الذي اشعر جميع مواطنيه انهم سواسية لا يفرق بينهم اصل او ثقافة وجميعهم امام القانون سواء. ولكن لم يكن جزاء الاحسان احسانا!
استوعب الأردن موجات متعددة من اللجوء، وخلق إطارًا مشتركًا يضمن المساواة والانتماء لجميع مواطنيه، بغض النظر عن خلفياتهم. إلا أن العقود الأخيرة شهدت تغيرات جوهرية أثرت على هذا النموذج، مما أدى إلى بروز تحديات جديدة في ترسيخ الهوية الوطنية.
في خطاباته العديدة، يعبر جلالة الملك عبدالله الثاني عن اهتمامه العميق بمستقبل الأردن واستقراره، ويحث المواطنين على الوقوف معًا لتحقيق التنمية والتقدم. لكن في بعض الأحيان، يوجه جلالته كلمات قاسية تحمل في طياتها استياء من تصرفات بعض الأفراد أو الفئات التي تساهم في زعزعة القيم المجتمعية أو تتجاهل ما قدمته الدولة لهم من فرص وتضحيات، من هم هؤلاء الذين يستحقون هذا الوصف؟
هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يتجاهلون تضحيات الدولة ومواقفها الثابتة في السعي وراء مصلحة المواطنين، وتسببت في تراجع قيم الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي. أولئك الذين ينشرون الفتنة، ويزرعون الشقاق بين فئات المجتمع، سواء عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي.
في عالمنا اليوم، أصبح من السهل نشر المعلومات المغلوطة والتحريض على الفتنة، وهو ما يتناقض مع قيم الأردن من التسامح والوحدة. عندما تتعرض الدولة لهذه التحديات، يوجه جلالة الملك تحذيره لأولئك الذين يسهمون في تهديد الاستقرار الوطني.
هناك من يستغلون الوضع الحالي في الأردن لتحقيق مصالحهم الشخصية أو الحزبية، دون أن يكون لديهم اهتمام حقيقي برفعة الوطن أو مصلحة الأجيال القادمة. هؤلاء الأشخاص قد يحاولون التقليل من جهود الدولة أو إعاقة الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي تهدف إلى تحسين الحياة للمواطنين. عدم العمل من أجل مصلحة الوطن هو أمر غير مقبول، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها البلاد.
عندما يقول الملك «عيب عليهم»، فهو يعبر عن خيبة أمل كبيرة. هذه الكلمات ليست مجرد اعتراض على تصرفات فردية، بل هي دعوة جماعية لكل المواطنين للمساهمة بشكل إيجابي في بناء وطنهم. التقدم والتطور يتطلب من الجميع العمل معًا، والتزام القيم التي أسسها الأردن عبر تاريخه الطويل. يؤمن جلالة الملك بأن الأردن قادر على تخطي التحديات، ولكن ذلك يتطلب وحدة وقوة من جميع فئات المجتمع.
إن الكلمات التي قالها الملك عبدالله الثاني تحمل في طياتها رسالة قوية. لا بد أن نقدر ما قدمه الأردن من فرص، وتضحيات، وإنجازات. يجب أن ندرك أن المستقبل يعتمد على التعاون، والاحترام المتبادل، والعمل الجاد من الجميع. الدولة ليست فقط مؤسسات حكومية، بل هي كل فرد من أفراد الشعب الأردني.
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-02-2025 09:53 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |