حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,3 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1383

د. علي العدوان يكتب: مبادراة "مجموعة لاهاي"

د. علي العدوان يكتب: مبادراة "مجموعة لاهاي"

د. علي العدوان يكتب: مبادراة "مجموعة لاهاي"

01-03-2025 01:45 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور علي فواز العدوان

في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتستمر سياسة التوسع الاستيطاني والاعتقالات العشوائية والاعتداءات على المدنيين يبرز سؤال محوري عن دور المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية في مواجهة هذه الجرائم وفي ظل هذا المشهد أعلنت تسع دول مؤخرًا في لاهاي بهولندا عن تأسيس "مجموعة لاهاي" التي تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين ودعم حق الشعب الفلسطيني في حق تقرير المصير. هذه المبادرة التي قادتها دول من جنوب أفريقيا وماليزيا وكولومبيا وبوليفيا وكوبا وهندوراس وناميبيا والسنغال وجزر بليز تطرح تساؤلات حول موقف الدول العربية ودورها في هذا السياق.


منذ عقود
تواصل إسرائيل انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي بدءًا من تهجير الشعب الفلسطيني عام 1948 مرورًا باحتلال ما تبقى من أراضي فلسطينية عام 1967 ووصولًا إلى الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007 هذه السياسات التي تشمل هدم المنازل ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات غير القانونية والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى تُعتبر جرائم حرب بموجب القانون الدولي ومع ذلك تظل إسرائيل بمنأى عن المحاسبة، مدعومة بحماية سياسية ودبلوماسية من قبل بعض القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة.
تأتي مبادرة "مجموعة لاهاي" كخطوة دولية مهمة لتنسيق الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير الدول التسع التي أعلنت عن هذه المجموعة وهي جنوب أفريقيا وماليزيا وكولومبيا وبوليفيا وكوبا وهندوراس وناميبيا والسنغال وجزر بليز أعربت عن رفضها للصمت الدولي إزاء جرائم إسرائيل هذه الدول التي تمثل قارات مختلفة تُظهر التزامًا أخلاقيًا وسياسيًا تجاه القضية الفلسطينية وهو ما يفتقر إليه الموقف العربي الرسمي في كثير من الأحيان.
على الرغم من الخطابات الرنانة التي تطلقها بعض الدول العربية في المحافل الدولية يظل الموقف العربي الرسمي من القضية الفلسطينية ضعيفًا ومتذبذبًا ففي الوقت الذي تُعلن فيه دول مثل جنوب أفريقيا وماليزيا عن مبادرات جادة لدعم الفلسطينيين نجد أن العديد من الدول العربية تتراجع عن اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية بل إن بعضها ذهب إلى حد تطبيع العلاقات مع إسرائيل متجاهلًا معاناة الشعب الفلسطيني ومتناسيًا المبادئ التي طالما نادت بها الشعوب العربية.
هذا التردد العربي يثير تساؤلات حول مدى جدية الدول العربية في الدفاع عن القضية الفلسطينية فبينما تُظهر دول من العالم الثالث التزامًا أخلاقيًا وسياسيًا يبدو أن الموقف العربي يفتقر إلى الإرادة السياسية اللازمة لمواجهة إسرائيل ودعم الفلسطينيين بشكل فعال.
إن تأسيس "مجموعة لاهاي" يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للدول العربية التي يتوجب عليها أن تتحرك بشكل جدي وفعال لدعم القضية الفلسطينية لا يكفي أن تقتصر الجهود العربية على إصدار بيانات إدانة أو الدعوة إلى اجتماعات طارئة في الجامعة العربية بل يجب أن تترجم هذه المواقف إلى إجراءات ملموسة مثل دعم المقاطعة الدولية لإسرائيل والضغط على المجتمع الدولي لفرض عقوبات عليها ودعم المحكمة الجنائية الدولية في التحقيقات المتعلقة بجرائم الحرب الإسرائيلية.
كما يتوجب على الدول العربية أن تعيد النظر في سياساتها الخارجية خاصة تلك المتعلقة بالتطبيع مع إسرائيل والتي تُعتبر خيانة للقضية الفلسطينية وتقويضًا للجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال فبدون موقف عربي موحد وقوي ستظل إسرائيل قادرة على مواصلة انتهاكاتها دون أي تبعات.
القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية عربية بل هي قضية إنسانية تمس ضمير العالم أجمع مبادرة "مجموعة لاهاي" تُذكرنا بأن هناك دولًا لا تزال تؤمن بالعدالة وتلتزم بمبادئ القانون الدولي أما الدول العربية فما زال عليها أن تثبت أنها قادرة على تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية تجاه الشعب الفلسطيني فهل ستكون هذه المبادرة الدولية حافزًا للعرب ليتحركوا من حالة الصمت والتردد إلى حالة الفعل والمقاومة؟ هذا هو السؤال الذي ينتظر إجابة.








طباعة
  • المشاهدات: 1383
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
01-03-2025 01:45 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم