حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,3 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4211

المحامي أكرم الزعبي يكتب: وسائل الإعلام .. الأداة القاتلة

المحامي أكرم الزعبي يكتب: وسائل الإعلام .. الأداة القاتلة

  المحامي أكرم الزعبي يكتب: وسائل الإعلام  ..  الأداة القاتلة

01-03-2025 02:24 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي أكرم الزعبي الرئيس السابق لرابطة الكتّاب الأردنيين
لا أحد ينكر ما للإعلام الحديث من ضرورةٍ وأهميةٍ في نقل الحدث مباشرة، وفي ذات اللحظة أحيانًا، وأعني بالإعلام الحديث إضافةً إلى الوسائل التقليدية، وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت منصاتٍ إخبارية بعلم أو من دون علم أصحابها.

وسائل الإعلام على اختلافها كما هو معلوم، تساهم بشكلٍ مباشرٍ وكبيرٍ جدًا في تشكيل الرأي العام وتوجيهه نحو الفعل وردّ الفعل، وتعمل أيضًا على إثراء التحليلات والنقاشات والحوارات في الصالونات السياسية والتجمّعات المختلفة، حتى التجمعّات البسيطة داخل الأسرة الواحدة.

في ظاهر الأمر يبدو الأمر محمودًا، لكنّ السؤال الذي يثور دائمًا : هل كل ما نراه على وسائل الإعلام المختلفة بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، حتى في البث الحي، هو حقيقيٌ وصادق، أم أنّ المخفيَّ أعظم وأكبر، أم أنّ بعض ما نراه لا يغدو أن يكون مسرحيةً هدفها التأثير على عقولنا!!.

بعيدًا عن نظرية المؤامرة، وفي أبسط الأمثلة التي رأيناها على شاشات التلفزيون، ذلك اللقاء الذي جرى بين الرئيس الأمريكي ترمب والرئيس الأوكراني زيلينسكي، فالأول كما هو معروفٌ "تاجر"، والثاني "ممثل سابق"، وفي قراءةٍ سريعةٍ للغة الجسد لدى كلٍّ منهما، فإنّ حركات يدي ترمب المدروسة، كانت تعني أنّ الثقة والتفوق والسيطرة له، وأنّ النهاية والقرار عنده، بينما حركات زيلينسكي كانت تشير إلى أنّه في موقف الدفاع والتوتّر.

الحديث الذي جرى بينهما يختلف تماما عن حركات جسديهما، فرغم الحركات الجسدية لترمب التي كانت تشي بالقوة والسيطرة والثقة، إلّا أنّ حديثه شابه التوتر، وكان في موقف الدفاع، رغم أنّ المفترض أن يكون في موقف الهجوم، وعلى الجهة الأخرى، ورغم حركات الجسد التي كانت تؤشر بوضوح إلى توتّر وقلق زيلينسكي، إلّا أنّ حديثه كان مليئًا بالثقة والتحدّي.

ما الذي نتج عن الاجتماع!! ولماذا تم بثّه مباشرةً على شاشات التلفزيون، رغم أنّ الخطوط العريضة لأي لقاءٍ بين رئيسين يسبقه الكثير من التفاهمات المسبقة!!.

ما حدث أنّ أمريكا رمت الكرة في ملعب أوروبا، التي سارع رؤساؤها ورؤساء حكوماتها إلى الإعلان الفوري عن الدعم الكامل لزيلينسكي، وتغطية الفاتورة التي كانت أمريكا تدفعها، لا بل وزيادةً عليها، وكل ذلك مشفوعًا بتأييدٍ شعبيٍ من أوروبا كلّها، فقد أراد ترمب، واستطاع، أن يجعل من الممثل السابق، الرئيس الحالي لأوكرانيا، بطلًا في نظر الدنيا كلّها، من خلال لقاء تلفزيوني لدقائق معدودة، على الرغم من أنّ كل المحادثات بين الرؤساء، وعبر تاريخ العالم كله لا تكون إلّا في الغرف المغلقة.

ليس بعيدًا عن ذلك، تركيز بعض القنوات العربية على حدثٍ معين، وتسليط الضوء عليه، ليكون الحدث الأبرز، وفي ذات الوقت تهميش حدثٍ آخر في مكانٍ آخر، لا يقلُّ أهميةً وأثرًا عن الحدث المسلّط عليه الضوء، ويتجاوز الأمر ذلك عبر الأشرطة الإخبارية التي تؤثر على عقول المشاهدين بشكلٍ مباشر، وتوجّهُ الرأي العامَّ من النقيض إلى النقيض بسرعةٍ مدهشة.

وسائل الإعلام المختلفة، هي السلاح الجديد الذي تقوم باستخدامه الجهات المسيطرة على العالم، من دون أن تطلق رصاصة، أو تخسر فلسًا واحدًا، فهل نحن منتبهون لما يُقدّم إلينا من وجباتٍ إعلاميةٍ مسمومة!!.
المحامي أكرم الزعبي
رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين السابق








طباعة
  • المشاهدات: 4211
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
01-03-2025 02:24 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم