حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,3 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1015

د. علي العدوان يكتب: زيلينسكي ونظرية القوة والضعف

د. علي العدوان يكتب: زيلينسكي ونظرية القوة والضعف

د. علي العدوان يكتب: زيلينسكي ونظرية القوة والضعف

02-03-2025 09:51 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور علي فواز العدوان
في عالم السياسة الدولية، تلعب نظرية القوة والضعف دورًا محوريًا في تشكيل الصور العامة للقادة والدول هذه النظرية تُفسر كيف يمكن للقوة الناعمة (Soft Power) أن تُعزز مكانة دولة ما بينما يمكن للضعف أن يُعرضها للانتقادات والتحديات في هذا السياق، يبرز ظهور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كدراسة حالة مثيرة للاهتمام، خاصة في ظل الانتقادات التي وُجهت لزيلينسكي حول طريقة ارتدائه الملابس غير الرسمية وكيفية توظيف الإعلام الأوكراني للتعاطف معه ودعمه.

عندما ظهر الرئيس الأوكراني زيلينسكي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لفت الانتباه ليس فقط إلى المحتوى السياسي للقاء، بل أيضًا إلى الشكل الذي قدم به زيلينسكي نفسه ارتداء زيلينسكي لملابس غير رسمية في حدث سياسي مهم أثار انتقادات واسعه حيث رأى البعض أن هذا الاختيار يعكس عدم احترام للبروتوكولات الدبلوماسية. ومع ذلك، يمكن تفسير هذا السلوك من خلال نظرية القوة والضعف.
من ناحية، يمكن اعتبار ارتداء الملابس غير الرسمية كعلامة على الضعف أو عدم الجدية في التعامل مع القضايا الدولية.لكن من ناحية أخرى، يمكن أن يُنظر إليه كجزء من استراتيجية القوة الناعمة حيث يسعى زيلينسكي إلى تقديم نفسه كقائد شاب ومعاصر، قريب من الشعب ومختلف عن الصورة النمطية للسياسيين التقليديين هذه الصورة يمكن أن تعزز شعبيته محليًا ودوليًا خاصة بين الشباب والجماهير التي تبحث عن قادة جدد بأسلوب مختلف.
الإعلام الأوكراني لعب دورًا كبيرًا في تعزيز صورة زيلينسكي كقائد يواجه تحديات جسام، خاصة في مواجهة روسيا. من خلال التركيز على قصص الشجاعة والتضحية التي يقدمها زيلينسكي وقواته نجح الإعلام في خلق تعاطف كبير مع أوكرانيا على المستوى الدولي. هذا التعاطف لم يقتصر على الجماهير فحسب بل امتد إلى قادة الاتحاد الأوروبي الذين أظهروا دعمهم الواضح لأوكرانيا في مواجهة التهديدات الروسية.
الإعلام الأوكراني استخدم أيضًا استراتيجيات إعلامية ذكية لتسليط الضوء على الجوانب الإنسانية للأزمة،مثل معاناة المدنيين والجهود التي يبذلها زيلينسكي لحماية بلاده. هذه الاستراتيجيات ساعدت في تعزيز صورة أوكرانيا كدولة ضعيفة ولكنها شجاعة، مما دفع دول الاتحاد الأوروبي إلى تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لها.
في ظل التهديدات الروسية، كان من المهم لأوكرانيا ألا تترك وحيدة في مواجهة هذه التحديات هنا نجح زيلينسكي والإعلام الأوكراني في تعبئة الدعم الدولي خاصة من دول الاتحاد الأوروبي من خلال الخطابات المؤثرة والحملات الإعلامية المكثفة، تمكن زيلينسكي من إقناع القادة الأوروبيين بأن دعم أوكرانيا ليس فقط مسألة أخلاقية بل أيضًا مسألة تتعلق بالأمن القاري.

الاتحاد الأوروبي بدوره، أظهر تعاطفًا كبيرًا مع أوكرانيا حيث قدم مساعدات مالية وعسكرية، كما فرض عقوبات على روسيا ردًا على تصرفاتها العدوانية هذا الدعم لم يكن ليحدث لولا الجهود الإعلامية والسياسية التي بذلتها أوكرانيا لتسليط الضوء على قضيتها.

نظرية القوة والضعف في الإعلام تُظهر كيف يمكن للقادة والدول استخدام الصور والرسائل الإعلامية لتعزيز مكانتهم الدولية.في حالة الرئيس الأوكراني زيلينسكي، نجح من خلال ظهوره غير الرسمي واستراتيجيات الإعلام الأوكراني في تعزيز صورة أوكرانيا كدولة شجاعة تواجه تحديات جسام. هذا التعاطف الذي ولّده الإعلام ساهم في حشد دعم دولي كبير، خاصة من الاتحاد الأوروبي، مما يؤكد أن القوة الناعمة يمكن أن تكون أداة فعالة في السياسة الدولية.











طباعة
  • المشاهدات: 1015
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-03-2025 09:51 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم