02-03-2025 10:18 AM
بقلم : محمد بركات الطراونة
في عيد تأسيسها السادس والستين، نقول حقا إنها اذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، صوت الحق الإذاعة الأم، أينما تكون وفي أي منطقة من العالم، وحينما تسمع دقات شارة ضبط الوقت على إحدى نشراتها الإخبارية، تعرف فورا أنك تستمع الى الأثير الوطني، ويشدك الحنين إلى ترابه نعم إنها مدرسة عريقة، لتخريج الكفاءات الإعلامية المتميزة، ومصدر للخبر الصادق الموثوق، والتحليل الموضوعي، الرائدة في صناعة الدراما، التي أخذت طريقها بكل كفاءة إلى مختلف وسائل الإعلام العربية، وصاحبة الأغنية الهادفة، التي تجسد حب الوطن والانتماء إليه، كان تعليقها السياسي بمثابة الناطق الرسمي باسم الدولة، يأخذ صداه إلى مختلف أنحاء العالم، دفاعا عن الوطن ومواقفه، إنها الوسيلة الإعلامية المسموعة التي حملت رسالة الوطن في كافة الظروف والأحوال، وفي مراحل دقيقة وحساسة من عمر الدولة الأردنية..
في الاول من شهر آذار من كل عام تحتفل الإذاعة الام بعيد تأسيسها، وهي التي صدحت وتصدح بالحق والحقيقة، بالتزامن مع احتفال أبناء الوطن بمناسبة عزيزة، وهي ذكرى تعريب قيادة الجيش، ذلك القرار التاريخي الشجاع الذي اتخذه الراحل الكبير الحسين بن طلال طيب الله ثراه، من منطلق الحرص على تجسيد عوامل الاعتماد على القدرات والكفاءات الأردنية في إدارة شؤون الجيش العربي القوات المسلحه الأردنية، فمنذ ان بدأت في القدس ثم في رام الله ثم انتقالها إلى جبل الحسين، وإلى أن حظيت عام ١٩٥٩ برعاية ملكية سامية، من لدن جلالة الراحل الحسين، حين أعلن انطلاق إرسالها من موقعها الحالي في أم الحيران، عبر كل هذه المراحل وخلال هذه المسيرة الطويلة، حملت الإذاعة الهم الوطني والقومي بكل كفاءة واقتدار ومسؤولية ومهنية واحترافية، الاذاعه الأم التي تفخر بأنها شكلت مدرسة لتخريج الكفاءات الوطنية المؤهلة، التي اثبتت وجودها في الإعلام المحلي والعربي والدولي، وصاغت هوية وطنية شكلت منتدى سياسيا لكبار الرجال الدولة، وكتابها وشعرائها وفنانيها..
وبفضل قدرتها وما تتمتع به من كفاءات، صمدت الإذاعة في زمن التنافس وازدحام الفضاء بمختلف وسائل الإعلام، وما زالت وجهة الباحثين عن الحقيقة، عنوانا للاتزان والعقلانية، بعيدة عن التهويل، لتسهم بفاعلية، في أداء رسالتها ومحاربة كل أشكال التطرف والتعصب والكراهية، والمساهمة في نشر الرسالة الانسانية في التسامح والاعتدال والوسطية، وتعمل جاهدة على تجسيد توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، في بلورة رؤية متقدمة لتطوير الإعلام، والحرص على توفير الرسالة الإعلامية، لتقوم بدورها بفعالية واقتدار ومسؤولية ومهنية، وتنتهج سياسة واضحة لنقل الحقائق بكل مصداقية، ما انحازت يوما إلا للوطن ورسالته، منطلقة من ثوابت الدولة وبعدها العربي والإسلامي، وانفتاحها على كل ما هو مفيد عالميا..
وشهدت الإذاعة تطورا واضحا من خلال اعتمادها الوسائل التقنية لتواكب كل ما هو حديث ومتطور في الإعلام..
أشعر بالفخر والاعتزاز لأنني كنت أحد الذين تشرفوا في الخدمة في الأذاعة الأردنية، مندوبا ومديرا لاخبارها ثم مديرا لها، تلك مرحلة من أجمل وأهم مراحل الخدمة، فيها عبق التاريخ الذي تحمله الإذاعة الحبيبة عبر مسيرتها الحافلة بالعطاء والإنجاز، فكل عام والوطن والقائد والإذاعة ومستمعوها والعاملون فيها والمتقاعدون منها بألف خير.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-03-2025 10:18 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |