حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,3 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2133

يعقوب اسعيد يكتب: روسيا وتركيا .. ماذا يحدث في ابخازيا؟

يعقوب اسعيد يكتب: روسيا وتركيا .. ماذا يحدث في ابخازيا؟

يعقوب اسعيد يكتب: روسيا وتركيا ..  ماذا يحدث في ابخازيا؟

02-03-2025 10:47 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يعقوب اسعيد
لو تأملنا ما الذي يحدث في القوقاز اليوم، لوجدنا أنفسنا امام صراع سياسي اخرس تتنافس عليه روسيا وتركياحيث تقومان على مد نفوذهما في منطقة طالما اعتبرتها موسكو فناءها الخلفي.

والآن جاء دور أبخازيا، تلك المنطقة الصغيرة التي لا تكاد تظهر على الخرائط العالمية. بلد لا يعترف به سوى روسيا و حلفائها من أصدقائها المقربين.

ماذا حدث في الانتخابات

في الجولة الأولى من الانتخابات، حصل بدر جنبة، رجل موسكو، على 46% تقريباً، بينما نال منافسه أردزينبا، الذي يتهم انه يعمل لمصلحة نفوذ أنقرة، حوالي 37%.

والآن، مع انتهاء الجولة الثانية، حقق جنبة فوزاً كاسحاً بنسبة 62% تقريباً، في حين لم يستطع أردزينبا تجاوز حاجز الـ 38%.

هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات انتخابية. إنها تشبه قرائة تشير إلى اتجاه المزاج السياسي في المنطقة المهمة للروس و الاتراك .
الفارق الكبير يكشف أن موسكو ما زالت تمسك بزمام الأمور و تترجم انتصاراتها في اوكرانيا و جورجيا على هذه المنطقة التي تضع تركيا العين عليها.

من جورجيا إلى أبخازيا... خطوة بخطوة

كما لو كانت رقعة شطرنج، بدأت روسيا وتركيا تحريك قطعهما في منطقة القوقاز. بعد أن احتدم الصراع في جورجيا، ها هو ينتقل اليوم إلى أبخازيا.

الأمر يشبه مرثونا طويلاً، روسيا متقدمة فيه بأشواط، بينما تحاول تركيا و بلا نتيجه اللحاق بها. وفي هذا السباق، تبدو أبخازيا كحلقة صغيرة لكنها مهمة على طريق عمره مئات السنين من التنافس.

عالم الاعتراف الدولي بعيد عن ابخازيا

لمن لا يعرف أبخازيا، فمع انها دوله لديها الكثير من المميزات الثقافية و الفكرية و لديها ارث حضاري و موجودة على الأرض لكنها غائبة عن الورق الدولي. تعيش حياتها اليومية دون أن تتمتع بالاعتراف العالمي معتمدة على روسيا التي تمدها بكل سبل الحياه تقريبا .

هذا الوضع يجعلها مثل طفل يتيم في عالم السياسة، تعتمد بشكل كامل على حاضنتها الروسية للبقاء على قيد الحياة.

ما وراء الستار

ما نراه في أبخازيا هو جزء من صورة أكبر بكثير. الصراع الروسي التركي - و لم يبدا الصراع بمشهد الغدر الذي حدث في سوريا لشركاء مثل ايران و روسيا - يمتد ليشمل مناطق واسعة جنوب روسيا و في الداخل التركي ايضا . كل دولة من هذه الدول الصغيرة هي بمثابة محطة في لعبة المونوبولي الكبيرة التي تشكل المشهد الجيوسياسي للمنطقة .

روسيا مستمرة في حماية ما تعتبره حديقتها الخلفية، بينما تحاول تركيا اختراق هذا الجدار الأمني الروسي وتوسيع نفوذها شرقاً - بعدما امنت يقينا ان حلم العلمانية و الدخول الى اوروبا قد تبخر و يتلاشى مع تنامي الترامبية السياسية و دعم اليمين في اوروبا الذي يشكل وجود تركيا فيه شخص غير مرحب به .

نظرة إلى المستقبل

مستقبل أبخازيا يبدو كلوحة لم تكتمل بعد. فوز المرشح المدعوم من روسيا يعني ترسيخ النفوذ الروسي لسنوات قادمة. لكن المحاولات التركية للتغلغل في المنطقة لن تتوقف.
ما يحدث الان هو صراع بين الاوراسية الروسية و الترامبية السياسية من جهة و البرامج الاصغر التي لا تملك قياده مثل البرامج الاوروبية و التركية بعد تخلي امريكا عن حليفها الضعيف و المراهنة على من يفوز في الحروب
في هذه اللعبة الكبرى، تبدو أبخازيا مثل ورقة صغيرة في مهب رياح قوية. تتقاذفها مصالح الدول الكبرى، وتتشكل هويتها وفقاً للاعب الأقوى في الساحة و لا اعتقد ان امريكا يمكن ان تقف بوجه روسيا لترضي من لا يستطيع مواجهة روسيا وحيدا .

خلاصة القول

قصة أبخازيا هي قصة معظم الدول الصغيرة في العالم. تحاول البقاء والاستمرار وسط عواصف السياسة الدولية. تحاول أن تجد لنفسها موطئ قدم في عالم تسيطر عليه مصالح الكبار ،

والنتيجة؟ مشهد سياسي يتغير ببطء لكن بثبات. روسيا ما زالت تحتفظ بتأثيرها القوي، لكن تركيا أصبحت لاعباً لا يمكن تجاهله في المنطقة تارة عبر ادواتها و تارة عبر مجموعات مسلحة تنقلها بين الدول و تحاول استخدامها كابن غير شرعي تتبرا منها عند الحاجة و تظهر نتائج الفحص الجيني الابوي لها عندما تحصد الانتصارات .
يعقوب اسعيد











طباعة
  • المشاهدات: 2133
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-03-2025 10:47 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم